جرائم إسرائيل بحق الإعلام في قطاع غزة.. 11 شهيدًا وإصابة 20 وفقدان صحفيين

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاتها لجميع قواعد القانون الدولي وحقوق الإنسان في قصفها المستمر لقطاع غزة، وسط حصار غير إنساني، يرقى لجريمة حرب، يمنع كافة إمدادات الحياة عن المدنيين، وفي ذات الوقت تحاول إسرائيل تكميم الأفواه الصحفية والإعلامية لمنع نقل جرائمها في غزة؛ فأصبحت مدينة غزة وشمال القطاع خارج التغطية الإعلامية؛ وهو ما يشكل خطورة كبيرة، لأن جرائم حرب سيتم ارتكابها بدون تغطية وفي غياب لوسائل الإعلام.
الاعتداء على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية:
استهداف مباشر للصحفيين
قامت إسرائيل باستهداف ممنهج للصحفيين القائمين بعملية التغطية الإعلامية لحربها على قطاع غزة، كما استهدفت أيضاً الصحفيين في جنوب لبنان، وأعلنت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، مقتل 11 صحفيا وإصابة أكثر من 20 آخرين، وفقدان اثنين في غزة، منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع في 7 أكتوبر الجاري. جاء ذلك في تقرير صادر عن لجنة الحريات التابعة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين.
وبحسب التقرير، تم رصد 11 شهيداً وأكثر من 20 إصابة وفقدان 2 في غزة، وتدمير 50 مؤسسة إعلامية وقصف بيوت الصحفيين على رؤوس ساكنيها، إضافةً إلى عشرات الانتهاكات بالضفة الغربية والقدس.
كما أفاد التقرير، بأنه "تم رصد أكثر من 20 إصابة كانت الأعنف في قطاع غزة، وبعد الإعلان عن قصف حوالي 20 منزل للصحفيين بشكل كامل والبعض بشكل جزئي، اتخذ جيش الاحتلال الإسرائيلي تصعيدا جديداً في قصف منازل عدد من الصحفيين على رؤوس ساكنيهم مما أدى إلى إصابة واستشهاد أفراد عائلاتهم".
تدمير المؤسسات الإعلامية
لم يقتصر الأمر على استهداف الصحفيين، فوفقاً للتقرير، "تم تدمير حوالي 50 مقرًا ومركزا لمؤسسات إعلامية نتيجة القصف"، منها: شبكة الأقصى الإعلامية، وكالة معا الإخبارية، صحيفة القدس، إذاعة بلدنا، إذاعة زمن، إذاعة القرآن الكريم، مكتب شبكة الجزيرة، تلفزيون فلسطين، مكتب الوكالة الفرنسية.
اعتداءات واعتقالات للصحفيين
- وفي غزة أيضا، فإن من لا يُستهدف بالنيران، ينتظره الاعتقال؛ فقد أعلنت عائلة الصحفي "نضال الوحيدي"، الأحد الماضي، أن ابنها أسير لدى قوات الاحتلال، عقب اعتقاله برفقة آخرين، خلال تغطية الأحداث التي اندلعت أثناء اقتحام حاجز إيرز "بيت حانون" شمال قطاع غزة.
كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية الصحفيين مصطفى الخواجا، وصبري جبر، وعبد الناصر اللحام، ومعاذ عمارنة.
وتعرض طاقم قناة "القاهرة الإخبارية"، للاعتداء خلال تغطية الأحداث في القدس، ووجهت قوات الاحتلال السلاح في وجه الطاقم وأجبروهم على إخلاء المكان.
الاعتداءات مستمرة في الضفة الغربية
بالرغم من أن لغزة النصيب الأكبر في الاعتداءات على الصحافة؛ إلا أن الضفة الغربية لم تسلم من اعتداءات القوات الإسرائيلية على المؤسسات الإعلامية.
فقد وثّق التقرير الصادر عن صادر عن لجنة الحريات التابعة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين، إصابة العديد من الصحفيين الفلسطينيين في الضفة الغربية وتعرض الطواقم للضرب والاحتجاز والمنع من التغطية وإطلاق النار باتجاهها، ومصادرة وتحطيم معدات صحفية.
بالإضافة إلى ذلك سُجّل "تشويش واختراق بث" مؤسسات إعلامية، كما تم "وقف بث قناة الأقصى عن القمر الصناعي Eutelsat استجابة لضغوط الاحتلال".
وأشار التقرير إلى "تعرّض العديد من الصحفيين للتهديد المباشر ولحملات تحريضية من قبل صفحات عبرية على منصات التواصل الاجتماعي"، و"رصد العديد من المنشورات العبرية التي تطالب بتصفية الصحفيين ووصفهم بالمخربين والإرهابيين".
الاعتداءات الإسرائيلية على الصحفيين في جنوب لبنان:
استهدفت طائرة "أباتشي" إسرائيلية، الجمعة الماضية، مجموعة من الصحفيين بصاروخ موجه في منطقة "علما الشعب" جنوب لبنان، وكان الصحفيون فوق تلة لرصد الأحداث في جنوب لبنان، وبعيدين عن أي موقع عسكري، كما كانوا يضعون إشارات للتعريف بهم بوصفهم صحفيين.
وأدى الاستهداف إلى وفاة الصحفي اللبناني عصام عبد الله -الذي يعمل في وكالة رويترز- وأصيب 6 صحفيين آخرين من شبكة رويترز، والجزيرة، ووكالة الصحافة الفرنسية.
محاولة للتعتيم الإعلامي
تشن الأوساط الرسمية والإعلامية في إسرائيل حملة تحريض متصاعدة على وسائل الإعلام العربية الضالعة بتغطية الحرب على قطاع غزة المحاصر، وتدعو إلى سحب تراخيصها وإغلاق مكاتبها في إسرائيل، وذلك بالتوازي مع تحركات لوزير الاتصالات الإسرائيلي، شلومو كرعي، لوضع أنظمة طوارئ، تحت عنوان "تقييد مساعدات للعدو بواسطة وسائل إعلام".
وبحسب مسودة أنظمة الطوارئ التي وضعها كرعي، فإن "مساعدة العدو بواسطة وسيلة إعلامية" ستوصف بأنها نشر أنباء من شأنها "تقويض روح جنود "إسرائيل" وسكانها لدى مواجهتهم العدو" أو أن "تستخدم كأساس لدعاية العدو، وبضمن ذلك نشر بيانات إعلامية للعدو"، أو من أجل "مساعدة العدو في حربه ضد إسرائيل وسكانها أو ضد اليهود".
وتشمل الأنظمة الأنباء في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة، وأن تكون لدى "كرعي" صلاحية إصدار أمر بإيقاف البث، مصادرة أجهزة بث، إبعاد شخص عن منطقة معينة، إصدار أمر يوعز للشرطة بإنفاذ القانون بشبهة ارتكاب مخالفة نشر دعاية انهزامية أو الحض على التمرد، بموجب قانون العقوبات.
وتتناقض مسودة الأنظمة التي تم وضعها مع مبادئ الديمقراطية، التي تنادي بحرية الإعلام والصحافة، ومازالت الدول الغربية والولايات المتحدة- راعية الديمقراطية في العالم- تغض النظر على الانتهاكات لحرية الصحافة التي تقوم بها إسرائيل في حق الصحفيين -ومنهم الصحفيين التابعين للشبكات الأمريكية-، الذين يتعرضون للقتل والاعتقال.
انتهاكات للقانون الدولي الإنساني وإنذار بجرائم حرب دون تغطية إعلامية
تنتهك إسرائيل بشكل واضح معاهدات القانون الدولي الإنساني التي تضمن حرية الصحافة وحقوق الصحفيين، والواردة في اتفاقية جنيف الثالثة، وفي البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف الصادر عام 1977، والذي يتناول مسألة الصحفيين الذين يقومون بمهام مهنية خطيرة في مناطق النزاع المسلح.
وهذه الحملة الإسرائيلية ضد المؤسسات الإعلامية، تهدف إلى تفريغ قطاع غزة من الصحافة التي تغطي الفظائع التي تمارسها إسرائيل في حق الفلسطينيين، والمعاناة الفلسطينية في ظل الحصار اللاإنساني التي تفرضه على غزة؛ مما ينذر برغبة في التعتيم على جرائم حرب قد ترتكبها في حق الفلسطينيين دون وجود التغطية الإعلامية، وهو ماينذر أيضاً بتصعيد وتيرة الإنتهاكات الإسرائيلية على أهالي قطاع غزة.
تابع أحدث الأخبار عبر