محمد الغريب يكتب: طوفان الأقصى.. هل يكتب نهاية احتلال المائة عام؟

يبدو أن طوفان الأقصى قد أجبر آخر قطعة شطرنج في طاولة الحرب مع اليهود على التحرك أخيرًا، فما بين تهديدات رئيس المرتزقة الأمريكان جو بايدن وجرو أمريكا المدلل بنيامين نتنياهو للمقاومة الفلسطينية في أعقاب شن غارات وصفت بالمباغتة لدى إعلام المطبعين، والإرهابية لدى عملاء الصهاينة، غدت التحركات الفلسطينية كاشفة للكيان المحتل.
استبشروا بعودة الأقصى
تحركات وإن تزامنت مع الذكرى الخمسين للهزيمة الصهيوـ أمريكية في حرب الـ 73، إلا أنها تسطير لتأريخ جديد في مستقبل الكيان اللقيط بالمنطقة التي يسعى لتشكيلها وفق أضغاث أحلام الصهاينة.
فما بين تجاهل أحقية الشعب الفلسطيني في وطنه، والبحث عن وطن بديل في سيناء، تظل عشوائية الرد الصهيوني تجاه ما قامت به المقاومة الفلسطينية رسائل مباشرة ومبشرة بدنو أجل الاحتلال في المنطقة الذي مُنح صك التواجد بها منذ 106 عامًا على وعد بلفور المشؤوم، صك منحه من لا يملك من لا يستحق، وفُرض كأمر واقع منذ ذلك الحين، وتوهم البعض دوامه، بل إن من العرب أنفسهم من روج لأحاديث آخر الزمان فارتكن جيل بعد جيل عن حمل رسالته في الدفاع عن وطنه، ودنست الأعراض والمقدسات واستبيحت الأراضي والمعتقدات في انتظار المخلص والخلاص.
أحاديث لم تكن يومًا معبرة عن الرسالة الخاتمة وديدنها في الدفاع عن الأوطان وعدم الخنوع والاستسلام فكان لقوله تعالى:«أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ».
ولأهالينا في غزة وفلسطين الحبيبة استبشروا ببيعكم فإن الله تعالى قد وعدكم الجنة فقال: «إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ».
ولقول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم:«من قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد»، فاختار البعض أن يكون سبيلهم في الدفاع عما سلب من أراضيهم بالدعاء دون عمل، ولو علموا أن ما بث في عقولهم ونفوسهم هو صناعة عدو لكان النصر حليفهم كما كان للمصريين في العاشر من رمضان والسادس من أكتوبر.
ومع تعدد جبهات القتال وتنوعها وتعالي صيحات مرتزقة الصهيونية آن لنا أن نستبشر ونعد العدة وأن نوقن أن سلوك أسباب النصر سيحققه لا محالة، فقد حذر ربنا تبارك وتعالى بقوله:«وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (139) إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ»، فاللهم رد إلينا الأقصى وسدد خطى المرابطين دفاعًا عنه.
تابع أحدث الأخبار عبر