الحفيد «العاق» ذبح جده طمعًا في ثمن الشقة

لم يكُن يدري العجوز الذي تخطت سنوات عمره السبعين عامًا، أن بيعه للشقة التي كان يملكها وسط جيرانه لعشرات السنين سيكون القشة التي تُعجل بنهايته بين أهل الدنيا؛ إذ تربص به أحد أحفاده وقتله شر قتلة لا لشيء إلا لأجل الطمع في المال الذي أعمى عين الحفيد ليُقدم على جريمة شنيعة قلما تحدث.
عشاق الساحرة
داخل المسكن الذي آوى العجوز المعروف بين أهل المنطقة بـ«سعيد الجزار» وسط منطقة سعدون التابعة لدائرة ونطاق قسم شرطة بلبيس في محافظة الشرقية، وحين أعلنت عقارب الساعة تمام الثامنة مساء، وبينما الجميع مشغولون بمتابعة إحدى المباريات التي تحظى بصدى كبير بين عشاق الساحرة المستديرة عبر إحدى القنوات الفضائية، كان الرجل داخل منزل يقضي أيامه الأخيرة قبل أن يُتمم اتفاقه مع المشتري لشقته، بعدما أمهله الأخير بضع أيام حتى يترك الشقة التي باعه إياها بمائة وعشرين ألفًا من الجنيهات.
أعد «سعيد الجزار» كوبًا من مشروب ساخن اعتاد تناوله، ودلف إلى غرفته بحثًا عن هدوء يقضي معه ساعات نومه، لكنه فجأة استشعر حركة غريبة داخل الشقة، وحين ترك سريره بحثًا عن مصدر قلقه فوجيء بأحد أحفاده واقفًا وفي يده الأموال التي باع بها شقته وعيناه غريبة لا تحمل أية مشاعر، كأنه والموت سواء.
في عُجالة حاول الجد استعطاف حفيده ظنًا أنه سيرق قلبه ويترك له الأموال التي باع بها شقته، بيد أن الأخير رفض تلك المحاولات رفضًا بالكلام والفعل؛ إذ فجأة وفي حركة خاطفة استل الحفيد سكين المطبخ وذبح به جده الذي لم يستوعب حتى ما حدث أو يتمكن من الاستغاثة.
هروب وترك سلاح
دقائق قليلة فصلت بين ما جرى هرولة الشاب خارج الشقة بعدما ترك جده مُضرجًا بالدماء التي تسيل من رقبته، ومن هول جريمته ترك سلاح الجريمة إلى جوار الجثة، وبين هذا وذاك كان همه الوحيد وشغله الشاغل الذي أتى إلى شقة جده وقتله لأجله وهوَّ المال الذي رأى جده يعده عدًا قبل ساعات حين استلمه من مشتري شقته.
خارج المسكن، وما بين شوطي المباراة التي التف الناس حولها، سمع أحد الجيران أصوات قادمة من مسكن الرجل الذي عاش بينهم سنوات، وحين حاول استيضاح الأمر فوجيء وأهل المنطقة بصاحب الشقة مذبوحًا داخلها.
في غضون دقائق انتقلت الأجهزة الأمنية إلى مسرح الجريمة وفرضت سياجًا أمنيًا حول الشقة التي كانت شاهدة لى ما جرى، قبل أن ينتهي رجال المعاينة الجنائية من عملهم وسماع أقوال الشهود الأولية، ويتم نقل الجثة إلى ثلاجة حفظ الموتى في مستشفى بلبيس المركزي والتحفظ عليها تحت تصرف جهات التحقيق، التي قررت نقل الجثمان إلى مشرحة مستشفى بلبيس المركزي وانتداب أحد الأطباء الشرعيين لأجل تشريح الجثة وبيان سبب الوفاة وكيفية حدوثها والأداة المستخدمة في القتل، وطلبت تحريات المباحث الجنائية في قسم شرطة بلبيس حول الواقعة وملابساتها، وسرعة تحديد هوية المتهم وضبطه وضبط السلاح المستخدم في الجريمة.
سرقة أموال القتيل
مرت الساعات حتى اليوم التالي حين تمكن رجال المباحث الجنائية في قسم شرطة بلبيس من كشف أستار الجريمة؛ إذ تبين أن مرتكب الواقعة وقاتل المجني عليه هو شخص تربطه به صلة قرابة ( المجني عليه جد المتهم)، وأن المتهم قد دلف إلى منزل المجني عليه لأجل سرقة أمواله التي كان القتيل قد باع بها شقته، وحين استشعر المجني عليه حركة المتهم عاجله الأخير بقتله ذبحًا بواسطة سلاح أبيض (سكين) ولاذ بالفرار.
ألقت الأجهزة الأمنية القبض على المتهم المدعو «أحمد ع ق» وشهرته «أحمد أبو الليف»، وبمواجهته أقر بما أسفرت عنه التحريات وأنه قد قتل جده بعدما اكتشف وجوده داخل مسكنه لسرقة أمواله وقيمة الشقة التي سبق وباعاها لأحد الأشخاص، وبالعرض على جهات التحقيق في مدينة بلبيس أصدرت قرارها بحبس المتهم على ذمة التحقيقات بتهمتي القتل العمد والسرقة.
ثلاجة حفظ الموتى
كانت الأجهزة الأمنية في مديرية أمن الشرقية قد تلقت إخطارًا من إدارة البحث الجنائي في المديرية، يفيد بورود إشارة من مستشفى بلبيس المركزي بوصول المدعو «فارس أ م ح» وشهرته «سعيد الجزار» 70 عامًا، مقيم في منطقة «سعدون» وسط بندر قسم شرطة بلبيس، جثة هامدة إثر إصابته بجرح ذبحي نافذ في الرقبة، وتم التحفظ على الجثمان في ثلاجة حفظ الموتى في مستشفى بلبيس المركزي تحت تصرف جهات التحقيق في مدينة بلبيس.
بالمعاينة والفحص تبين من التحريات المكثفة أن وراء ارتكاب الواقعة المدعو «أحمد ع ق» وشهرته أحمد أبو الليف، 28 عامًا، سائق دراجة بخارية (توك توك) مقيم في نطاق مركز ومدينة بلبيس، تربطه صلة قرابة بالمجني عليه كون المجني عليه هو شقيق جدته لوالده، وتبين أن المتهم قد تسلل إلى منزل المجني عليه وتعدى عليه بسلاح أبيض “سكين” بهدف سرقة 120 ألف جنيه، كانت بحوزة المجني عليه من متحصلات بيع وحدة سكنية يملكها في منطقة «سعدون» التابعة لنطاق ودائرة قسم شرطة بلبيس.
فور تقنين الإجراءات القانونية نجح رجال المباحث الجنائية في قسم شرطة بلبيس، في إلقاء القبض على المتهم بعدما سبق وتم التحفظ على السلاح المُستخدم في الواقعة الذي عُثر عليه إلى جوار الجثة في مسرح الجريمة، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 62 إداري قسم شرطة بلبيس لسنة 2023، وبالعرض على جهات التحقيق في مدينة بلبيس قررت حبس المتهم على ذمة التحقيقات لمدة أربعة أيام مع مراعاة التجديد له في الموعد القانوني.