ضحايا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
حوادث العالم| التصفية الجسدية سلاح بوتين المفضل ضد خصومه

يبدو أن ميخايلو بودولياك، مستشار الرئاسة الأوكرانية، صدق حين قال "إن بوتين لا يسامح أبدًا"، فالمتأمل في سياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، يتضح له بما لا يدع مجالًا للشك أن بوتين اعتاد تصفية خصومه ومعارضيه جسديًا، بهدف إيصال رسالة مفادها أن سيد الكرملين "خط أحمر".
المعارضة الشيشانية وبداية الاغتيالات

قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ وصوله لـ "الكرملين"، استهداف شخصيات شيشانية مقاومة ومعارضة للهيمنة الروسية على الشيشان، بهدف إخماد المعارضة الشيشانية وإخضاع هذه المنطقة لسيادة الدولة الروسية.
استعان الرئيس الروسي بـ "قاتلون مأجورون" للقضاء على معارضيه، وقد نجح القتلة باستهداف خصوم "سيد الكرملين" ، وكان من أبرز الشخصيات السياسية التي تم استهدافها المعارض الشيشاني "إيديلغيريف"، وهو أحد المجاهدين القادمين من الشيشان والذي حارب القوات الروسية لفترة طويلة داخل الأراضي السورية، وذكرت وسائل الإعلام الروسية أن "إيديلغيريف" حاول اغتيال "بوتين" في عام 2021.

وفي عام 2004، تم اغتيال رئيس جمهورية الشيشان الأسبق، سليم خان يندرباييف، الذي حكم الشيشان خلال الفترة (1996 – 1997)، وذلك بعد تفجير سيارته داخل الأراضي القطرية، وقد كشفت التحقيقات التي أجرتها السلطات القطرية آنذاك عن تورط عنصران في الاستخبارات العسكرية الروسية في هذا الحادث، وتم إصدار الحكم بحبسهما، ألا أن موسكو عقدت إتفاقًا مع السلطات القطرية قضي بترحيلهما إلى موسكو، وفي روسيا تم استقبالهما استقبال الأبطال.

إن سلسلة الاغتيالات التي قام بها الرئيس الروسي ضد خصومة "طويلة جدًا" ، ومن الصعب حصر هذه الاغتيالات، ومعظم المستهدفين فيها كانوا من الشيشان، أمثال الشيخ الأوزبكي، عبد الله بخاري، ورغم اتهام روسيا بالتورط في كافة هذه الإغتيالات، إلا أن الكرملين نفى أن يكون للرئيس بوتين أي دور فيها، وهذا أمر بديهي، إذ من غير المنطقي أن يعرف الجاني بجريمته، خاصة إذا كان الجاني هو "سيد الكرملين".
لم يكتف الرئيس بوتين بتصفية خصومه من الشيشان، بل قام بتصفية معارضيه السياسيين في الداخل الروسي، وأبرز "إسرابيلوف"، الذي لا يُعرف حتى الآن سببًا لمقتله بخلاف أنه كان معارضًا بارزًا للرئيس بوتين.
اغتيال قائد فاجنر "يفغيني بريغوجين" واتهام "بوتين"

أعلنت مجموعة فاجنر عن اغتيال قائدها "يفغيني بريغوجين" بعد استهداف طائرة كان "بريغوجين" على متنها، جاء هذا الاغتيال بعد فترة قليلة من العصيان الذي أعلنته المجموعة ضد القوات المسلحة الروسية، ورغم تدخل رئيس بيلاروسيا "ألكسندر لوكاشينكو" ونجاحه في إنهاء الأزمة بعد اللقاء الذي جمع بين "بوتين" و "بريغوجين" ، لكن يبدو "إن بوتين لا يسامح أبدًا".
رغم أنه لا يمكننا الجزم بأن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" هو من يقف خلف اغتيال قائد فاجنر "يفغيني بريغوجين" ، إلا أن أصابع الاتهام تتجه نحو "سيد الكرملين" ، ولربما تكشف لنا الأيام القادمة عن القاتل الحقيقي لقائد فاجنر ، لكن حتى ذلك الوقت يبقى "بوتين" المتهم الأول في ذلك الحادث.