نفوق هفالديمير الروسي أشهر حوت تجسس على سواحل النرويج

عُثر على الحوت الأبيض المعروف باسم "هفالديمير"، والذي أثار جدلاً واسعًا حول احتمالية كونه "جاسوسًا" روسيًا، نافقًا في مياه خليج ريسافيكا بجنوب النرويج.
كانت جثة الحوت عائمة حين اكتشفها أب وابنه خلال رحلة صيد، ما دفع بالسلطات النرويجية إلى التدخل لرفع الجثة برافعة ونقلها إلى الميناء لفحصها من قبل الخبراء.
نفوق هفالديمير الروسي
ظهر "هفالديمير" لأول مرة في أبريل 2019 قبالة سواحل جزيرة إنجويا الشمالية في النرويج، حينها كان الحوت، الذي يبلغ طوله 4.2 مترًا ووزنه 1225 كجم، يرتدي حزامًا يحمل كاميرا صغيرة، هذا الحزام، الذي كُتب عليه "معدات سانت بطرسبرج"، أثار عاصفة من الشائعات حول الحوت، حيث تكهن الكثيرون بأنه قد يكون جزءًا من برنامج تجسس روسي.
أشهر حوت تجسس على سواحل النرويج
الاسم "هفالديمير" ذاته كان لافتًا، حيث أنه جمع بين الكلمة النرويجية "هفال" التي تعني "الحوت" واسم الرئيس الروسي "فلاديمير"، ما عمق الشكوك حول دوره الغامض، ومع مرور الوقت، أصبحت هذه القصة حديث الصحافة ووسائل الإعلام الدولية، حيث انتشرت نظريات حول احتمالية تدريب البحرية الروسية لحيتان البيلوغا على تنفيذ مهام عسكرية.
في 30 أغسطس 2024، أبلغ صيادان السلطات النرويجية عن جثة حوت تطفو في مياه خليج ريسافيكا. عندما وصلت الفرق المختصة، تبين أنه "هفالديمير"، وعلى الفور، تم نقل الجثة إلى الميناء لتحليلها وفحصها من قبل العلماء.
سيباستيان ستراند، عالم الأحياء البحرية الذي كان يتابع "هفالديمير" لعدة سنوات، عبر عن حزنه الشديد لهذه الخسارة المفاجئة، وصرح قائلاً: "لقد كان في حالة جيدة للغاية عندما رأيناه آخر مرة. نحن بحاجة لمعرفة ما حدث."
بينما لم تظهر على جثة "هفالديمير" أي علامات إصابة خارجية واضحة، يبقى سبب وفاته مجهولاً. الفحص الطبي المنتظر قد يسفر عن إجابات، ولكن حتى ذلك الحين، يظل الغموض يلف هذه القصة التي أثارت خيال العالم.
قصة "هفالديمير" تمثل واحدة من أغرب قصص العالم البحري، حيث اختلطت فيها الحقائق بالخيال. هل كان حقًا جزءًا من برنامج تجسس؟ أم أن الأمر كله مجرد صدفة؟ هذه الأسئلة قد تظل بدون إجابة واضحة، ولكن من المؤكد أن ذكرى "هفالديمير" ستبقى حية في أذهان الكثيرين كحوت استثنائي حمل معه أسرارًا ربما لن نعرفها أبدًا.
وفاة "هفالديمير" تشكل نهاية لفصل مثير من فصول علاقة البشر بالعالم البحري، فصل استحوذ على اهتمام العالم وشغل أذهان الكثيرين، ومع مرور الوقت، قد تكشف الأيام تفاصيل جديدة عن هذه القصة، أو قد تظل كما هي: لغزًا بحرًا يحمل في طياته أسرار البحر العميقة.
تابع أحدث الأخبار عبر