ما كيفية صلاة قيام الليل ودعائها.. اغتنموها في الثلث الأخير

ما كيفية صلاة قيام الليل ودعائها، صلاة قيام الليل من أعظم النوافل التي تقرب العبد إلى الله سبحانه وتعالى، وقد خصها الله بفضل عظيم وأجر كبير، إنّها صلاة الليل التي تعيد السكينة إلى النفس وتملأ القلوب بالطمأنينة، وتفتح أبواب السماء لاستجابة الدعوات، هذا الوقت المبارك هو أفضل وقت لاغتنام هذه العبادة العظيمة والتوجه إلى الله بالدعاء والقيام، طمعًا في رحمته ومغفرته وفضله، في هذا التقرير، سنتناول كيفية أداء صلاة قيام الليل ودعائها، مؤكدين على أهمية اغتنامها في الثلث الأخير من الليل.

🕌 ما كيفية صلاة قيام الليل ودعائها

صلاة قيام الليل تُعتبر من السنن المؤكدة، ولها فضل عظيم في الدنيا والآخرة، يُمكن أداؤها بطرق متعددة، وكلما زاد عدد الركعات، زاد الأجر والثواب. 

كيف أصلي قيام الليل 

هنا الخطوات الأساسية لـ كيفية صلاة قيام الليل:

👈النية:

كأي صلاة، تبدأ صلاة قيام الليل بالنية، يكفي أن ينوي المسلم في قلبه أنه سيصلي قيام الليل.

👈عدد الركعات:

يُمكن أداء قيام الليل بركعتين ركعتين، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "صلاة الليل مثنى مثنى" (متفق عليه).

ليس هناك حد معين لعدد الركعات، لكن يفضل الإكثار منها حسب القدرة والاستطاعة.

👈التسليم:

يتم التسليم بعد كل ركعتين.

👈الوتر:

يُفضل أن يختم المسلم قيام الليل بصلاة الوتر، وهي ركعة واحدة تُختم بدعاء القنوت.

👈القراءة:

في قيام الليل، يُفضل إطالة القراءة من القرآن، حيث يمكن قراءة ما تيسر منه، ومن الأفضل أن تكون القراءة بتدبر وخشوع.

يُمكن للمسلم أن يقرأ ما يحفظه من القرآن، وإذا كان يحفظ أجزاءً معينة فقط، فليكررها.

👈الدعاء:

يُستحب الدعاء في السجود وبعد الانتهاء من الصلاة، خاصة في الثلث الأخير من الليل حيث يُستجاب الدعاء، النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له" (رواه البخاري ومسلم).

👈الخشوع والتدبر:

الأهم في قيام الليل هو الخشوع والتدبر في الصلاة، يجب أن يكون الهدف هو التقرب إلى الله بصدق، وليس فقط أداء الركعات.

من أفضل الأدعية في قيام الليل

اللهم اجعل في قلبي نورًا، وفي سمعي نورًا، وعن يميني نورًا، وعن يساري نورًا، وفوقي نورًا، وتحتي نورًا، وأمامي نورًا، وخلفي نورًا، وأعظم لي نورًا اللهم اجعل لي نورًا في قلبي، واجعل لي نورًا في سمعي، واجعل لي نورًا في بصري، واجعل لي نورًا عن يميني، ونورًا عن شمالي، واجعل لي نورًا من بين يدي، ونورًا من خلفي، وزدني نورًا.

اللهم بحق أسمائك الحسنى، منا دعائنا وخشوعنا ومنك الاستجابة يا من يجيب دعوة المضطرين عليك الاتكال يا رب العالمين، اقض حاجتنا ولا تجعلنا نحتاج إلا لوجهك الكريم يا أكرم الأكرمين.

اللهم إني أرجو بعفوك وقدرتك نجاة مما أنا فيه فلا قادر إلا أنت سبحانك ربي وإليك المصير، ولا يعلم حالي

إلا أنت ولا مجيبًا لدعائي إلا أنت إنك على كل شيء قدير.

إني تحصنت بذي الملك والملكوت، وتمسكت بمن يملك العزة والجبروت، وتوكلت على الحي الذي لا يموت، فصلي اللهم على حبيبك وعبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم، واجعل لي من كل هم فرجًا إنك الغفور الرحيم.

لا إله إلا أنت وحدك يا كريم سبحانك ربي رب العرش العظيم، أسألك بقوتك ومغفرتك ورحمتك التي وسعت كل شيء

ألا تدع لي همًا إلا وفرجته ولا ذنبًا إلا غفرته يا أكرم الأكرمين.

اللهم يا مسهل كل أمر شديد، أخرجني من الهم والضيق إلى أوسع الطريق فأسألك بحق أسمائك الحسنى أن تفرج همي وتشرح صدري يا أرحم الراحمين.

🕌 أهمية الدعاء في قيام الليل

يُعَدُّ قيام الليل من الصفات العظيمة التي ميّز الله بها أنبياءه والصالحين من عباده. عندما يفتح الله -تعالى- لعبدٍ باب قيام الليل، يفتح له أبواب رحمته، وهو من شأن الصالحين والمتقين. فقد ذكر الله -تعالى- المتقين وأشاد بصفاتهم، ومنها قيام الليل؛ حيث قال -تعالى-: "كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ* وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ". وهذا يبرز عظيم فضل قيام الليل، فقد كان من أوائل الأمور التي أمر الله -تعالى- بها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في بداية الوحي، حيث قال -تعالى-: "يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ* قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا".

قيام الليل هو باب من أبواب السعادة في الدنيا والآخرة، وقد كان الصحابة -رضي الله عنهم- يحافظون عليه، ويحثون أهلهم وأولادهم على أدائه. كانت تُسمَع أصواتهم في قيام الليل كدوي النحل في جميع مدنهم، ولهذا العمل حلاوة لا يشعر بها إلا من أداه طاعةً لربه وطلبًا لجنته.

يتأكد قيام الليل في الثلث الأخير منه؛ لأنه وقت أقرب لاستجابة الدعاء، وهو وقت يتنزل فيه رب العالمين إلى السماء الدنيا، كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: "يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، يقولُ: مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له، مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له".

بهذا، يظهر أن قيام الليل والدعاء فيه ليس فقط عبادة عظيمة، بل هو سبيل إلى القرب من الله واستجابة الدعاء، وهو سمة من سمات المؤمنين الصالحين الذين يسعون لرضوان الله وجنته. 

🕌ما هو أفضل وقت لصلاة قيام الليل 

صلاة قيام الليل يمكن أداؤها في أي وقت من بعد صلاة العشاء إلى قبل صلاة الفجر، ومع ذلك، هناك أوقات معينة تكون أفضل لأداء هذه الصلاة بسبب فضلها الكبير، هنا توضيح لهذه الأوقات:

من بعد صلاة العشاء إلى منتصف الليل

   - هذا الوقت هو بداية الليل، ويعتبر وقتًا جيدًا لأداء قيام الليل، خاصة لمن يجدون صعوبة في الاستيقاظ في الثلث الأخير من الليل.

من منتصف الليل إلى الثلث الأخير من الليل

   - هذا الوقت أفضل من الوقت الأول، إذ يكون الليل قد تقدم والناس غالبًا نيام، مما يعزز الخشوع والسكينة.

الثلث الأخير من الليل

   - هذا هو أفضل وقت لقيام الليل وأعظمها فضلًا. الثلث الأخير يبدأ من مرور ثلثي الليل وينتهي بطلوع الفجر.

   - النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له" (رواه البخاري ومسلم).

   - في هذا الوقت، يكون الدعاء مستجابًا، والرحمة والمغفرة أقرب للعبد.

🕌فضائل صلاة قيام الليل

قد وردت العديد من الفضائل والأحاديث التي تبين أهميتها ومكانتها العظيمة. من بين هذه الفضائل:

1) القرب من الله تعالى: وقد وصف الله تعالى عباده المتقين بأنهم قليلو النوم ويستغفرون في الأسحار: "كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ".

2) نيل الثواب العظيم:قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أَفْضَلُ الصَّلاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلاةُ اللَّيْلِ" (رواه مسلم). 

3) دخول الجنة بسلام:قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام" (رواه ابن ماجه).

4) الاستجابة للدعاء:يتنزل الله تعالى إلى السماء الدنيا ويقول: "من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له" (رواه البخاري ومسلم). 

5) تطهير القلب والنفس:قال النبي صلى الله عليه وسلم: "عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى ربكم، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم" (رواه الترمذي).

6) نور الوجه وحسن الهيئة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار" (رواه ابن ماجه). 

7) التوفيق في الأمور الدنيوية والأخروية:قال تعالى: "ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقامًا محمودًا".

8) تقوية الإيمان وزيادة الطمأنينة:الصلاة في الليل تزيد الإيمان والطمأنينة في قلب المؤمن، وتجعله أكثر ارتباطًا بربه وأكثر اعتمادًا عليه.

9) شهادة الملائكة:الملائكة تشهد لمن يصلي قيام الليل، وتدعو له بالخير، كما جاء في الحديث: "من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين" (رواه أبو داود).

10) نيل شرف المؤمن:قال النبي صلى الله عليه وسلم: "شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس" (رواه الطبراني).

تابع أحدث الأخبار عبر