لماذا رفعت الحكومة أسعار البنزين؟
ارتفاع أسعار النفط تسبب في زيادة قيمة فاتورة الواردات واتساع الفجوة

الأزمة الروسية الأوكرانية وحرب غزة تسببتا في ارتفاع الأسعار
واردات مصر تراجعت من النفط العام الماضي بنسبة 6%
ارتفاع أسعار النفط يزيد قيمة فاتورة الواردات النفطية
ارتفعت أسعار النفط عالميا بطريقة غير متوقعة، خالفت تكهنات الخبراء في الصناعة، وارتفع سعر برميل خام برنت 80 دولارا بعدما كان 60 دولارا فقط، وبينما وضعت مصر موازنتها وفق السعر الأخير، فوجئت كغيرها من الدول بالزيادة الكبيرة في سعر النفط، واتخذت عددا من الإجراءات الاحتياطية منها الاعتماد على جزء كبير من التصنيع المحلي، وتأجيل تحريك سعر البنزين والسولار والمشتقات البترولية أكثر من مرة، إلا أنها اضطرت إلى عمل تحريك بطيء بنسبة قليلة في السعر لتستطيع مواجهة الضغوط الاقتصادية.
تراجع واردات مصر من النفط 6% العام الماضي
شهدت واردات مصر من النفط ومشتقاته خلال العام الماضي تراجعا في العام الماضي بنسبة حوالي 6% على أساس سنوي، وذلك على خلفية انخفاض أسعار النفط الخام عالميًا، وذلك بعد ارتفاعها في عام 2022 بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.
وبلغت قيمة واردات مصر النفطية حوالي 11.8 مليار دولار عام 2023، بتراجع 746 مليون دولار عن الفاتورة المسجلة في عام 2022، والبالغة حوالي 12.5 مليار دولار، لكن عادت الأسعار للارتفاع بعد حرب غزة والتوترات في البحر الأحمر.
وكان لهذا الارتفاع في أسعار النفط عالميا تأثيرات سلبية على الموازنة العامة للدولة، إذ خصصت الحكومة دعمًا للمواد البترولية بقيمة 119.41 مليار بموازنة العام المالي 2023-2024 مقابل 58 مليار جنيه في العام المالي السابق 2022-2023 بزيادة قدرها نحو 61 مليار و 325 مليون جنيه بنسبة زيادة 105.6%، وحددت الموازنة أن دعم البترول تم احتسابه على أساس متوسط سعر للبرميل الواحد يبلغ 80 دولارًا بفرق سعري حالي ومتغير حوالي 7 دولارًا للبرميل، ومن شأن كل زيادة بقيمة دولار واحد في سعر برميل النفط عن السعر المحدد بالموازنة، أن تؤدي إلى تغير في حجم الدعم المخصص لذلك البند بحوالي أكثر من 4 مليارات جنيه.
مصر تعاني من فجوة بين معدلات الإنتاج والطلب المحلي
وتعاني مصر من فجوة كبيرة بين معدلات الإنتاج والاستهلاك والطلب المحلي من النفط الخام ومشتقاته البترولية، خاصة مع اعتمادها على الواردات النفطية، ولذلك نجد ن هناك احتمالية كبيرة في إن تُساهم ارتفاع مستويات أسعار النفط في زيادة فاتورة الواردات النفطية، بما قد يؤثر على الاحتياطي النقدي المصري بشكل سلبي، ويضغط على قيمة الجنيه مقابل الدولار، ما يؤثر بدوره على معدلات التضخم المرتفعة بالفعل، حيث بلغت قيمة صادرات النفط الخام نحو حوالي أكثر من 2332 مليون دولار بنهاية العام المالي 2022-2023 مقابل واردات بترول خام تبلغ حوالي 3277 مليون دولار.
تأثير الحرب على غزة والتوترات في البحر الأحمر
لم تكن الأزمة الروسية الأوكرانية وحدها التي ألقت بظلالها على الأسعار العالمية للنفط، بل جاءت كذلك الحرب على غزة وتداعياتها على حركة النفط الخام في البحر الأحمر، والتي تأثرت بها العديد من دول العالم، حيث انعكست تبعاتها على الاقتصاد العالمي، مع حدوث موجة حادة من التضخم العالمي، وبالتالي ارتفاع تكلفة الاستيراد لمختلف دول العالم.
وبلغ متوسط سعر البنزين عالميًا حاليًا حوالي 1.31 دولارًا لكل لتر بنزين، ما تسبب في اتساع الفجوة، بالإضافة إلى تراجع مخزونات العديد من الدول الكبرى المنتجة للنفط، ما انعكس على أسعار الديزل والبنزين في العالم.
تابع أحدث الأخبار عبر