تدعم إسرائيل في حربها ضد الفلسطينيين.. داليا زيادة الخارجة على إجماع الدولة المصرية

داليا زيادة ناشطة حقوقية ومدير مركز ميم للدراسات الاستراتيجية ودراسات الشرق الأوسط، واحدة من أبرز الشخصيات التي أثارت جدلًا واسعًا بعدما أعلنت دعمها الكيان الصهيوني في حربه على قطاع غزة، واصفة ما قامت به المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر الماضي تحت عنوان: "طوفان الأقصى"، بالمذبحة البشعة التي لا يمكن لأي إنسان يمتلك ضميرًا أن يتعاطف مع ما فعلته حماس، وتؤمن بأن إسرائيل تقود حربًا ضد الإرهاب والميلشيات والأذرع الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط.
مستنكرة وصف ما تفعله كتائب القسام بالمقاومة، وترى التعاطي الإعلامي معه بالمغلوط، مؤكدة أنهم استغلوا فرصة العيد للهجوم على مدنيين ولم يسلم منه الحيوانات والقطط التي قتلت على يد إرهابيين رد فعل إسرائيل بأنه لو حدث في أي دولة عربية سيكون هذا الرد طبيعيًا إلا أن الإعلام العربي صور المشهد بانحياز وتزييف. فمن هي؟

وكيل أمريكا للتغيير في الشرق الأوسط
ولدت داليا زيادة في مطلع العام 1982، بحي شبرا، ودرست العلاقات الدولية والأمن الدولي في كلية فليتشر للقانون والدبلوماسية بجامعة تافتس الأمريكية، لعبت دورًا مركزيًا في حركة المجتمع المدني التي تزامنت مع أحداث 25 يناير 2011، وتم تسميتها من قبل شبكة CNN بأنها واحدة ضمن ثمانية وكلاء للتغيير في الشرق الأوسط، كما وصفتها مجلة «ذا ديلي بيست» بأنها واحدة من أكثر النساء شجاعة في العالم لمدة عامين على التوالي.
بدأت «زيادة» رحلة الظهور على الساحة المصرية من خلال تواجدها كمديرة تنفيذية لمركز ابن خلدون للدراسات الديمقراطية الذي ترأسه الراحل الدكتور سعد الدين إبراهيم، وتعمل في الوقت الراهن كمديرة إقليمية لمنظمة المؤتمر الإسلامي الأمريكي، إلى جانب إدارة مركزي دراسات الديمقراطية الحرة، و"ميم" لدراسات الشرق الأوسط وشرق المتوسط، وعضوة في لجنة العلاقات الخارجية في المجلس القومي للمرأة في مصر.
صراعها مع مدير مركز ابن خلدون
لم يدم الوفاق بين داليا زيادة وسعدالدين إبراهيم طويلًا حيث اتهما الأخير بأنها وراء الأزمة المالية الطاحنة التي عانى منها المركز، مؤكدًا أنها أتت ولدى المركز نحو 2.5 مليون جنيه احتياطي، لتتركته بـ4000 جنيه، متسائلًا: أين أنفقت هذه الأموال؟
مدير مركز ابن خلدون أشار إلى الجولات المكوكية التي قامت بها زيادة حين تواجدت بالمركز ومنها، 5 زيارات لأمريكا خلال عام، و3 مرات لأوروبا، إلا أنها لم تدخل دولارا واحدا أو دينارا أو مليمًا واحدًا للمركز.
لتكتفي في ردها بأن استقالتها هي نتيجة تراكمات أبرزها إصراره على أن الإخوان ليست جماعة إرهابية في وقتٍ يتحدث فيه "إبراهيم" عن المصالحة مع جماعة تلوثت يدها بدماء المصريين.
علاقات معلنة مع الاحتلال
تؤمن «زيادة» بأهمية العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، وهو أمر لطالما آمن به مُعلمها سعدالدين إبراهيم الذي يرى أن هناك علاقات داخلية تربط بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وحركة حماس نفسها، وأنه منذ اتفاق أوسلو وبدء الحوار الفلسطيني الإسرائيلي، لم يعد هناك مبررًا للرفض.
وفي مقابلتها الثلاثاء مع معهد الدراسات الأمني الإسرائيلي قالت «زيادة» إن من حق إسرائيل أن تنعم بالسلام وأن المشكلة هي حماس، إلى جانب أن نحو 75٪ من مشاكل المنطقة ستنتهي لو لم يكن هناك حماس.

فشل السلام الإسرائيلي - الفلسطيني
ترى داليا زيادة أن أسباب تأخر وعرقلة السلام هو فلسطيني صرف بحسب ما صرحت به خلال دراستها تحت عنوان:" "صفقة القرن": لماذا ما زالت تكتسب أهمية؟"، حيث إن القيادة الفلسطينية ممثلة في حركتي فتح وحماس يسعيان لمصالحهم الشخصية، ونتيجة للمزايدات السياسية بينهما، لتؤكد:" فلو أن "فتح" و"حماس" لم يستطيعا الاتفاق بشأن تنسيق التعاون فيما بينهما في حكم غزة والضفة الغربية، فمن البديهي أنه سيتعذر عليهما حتماً التفاوض بشأن خطة سلام مع إسرائيل، خصوصاً لو كان تنفيذها يتطلب التعاون مع الإسرائيليين في كثير من الملفات الأمنية والاقتصادية. فحركة "حماس" تعتبر إسرائيل فحركة "حماس" تعتبر إسرائيل عدوها اللدود. أما قيادات حركة "فتح"، التي تعنى أكثر بالشؤون السياسية وتتعاون مع الحكومة الإسرائيلية بشكل محدود عبر الضفة الغربية، لا تزال تصف إسرائيل على أنه "المحتل الصهيوني" الذي "يجب إزالته من الأراضي المقدسة". وليس من المنطقي في ظل هذا الخطاب العدائي، المبني على أسس عقائدية دينية وقومية، أن نتخيل أن تقبل "فتح" أو "حماس" بالتعايش في سلام مع إسرائيل، تحت أي بند".
الإعلام وتغذية الكراهية لإسرائيل
تلقي «زيادة» باللائمة على وسائل الإعلام العربي في تأجيج وتغذية مشاعر الكراهية ضد إسرائيل وهو ما يعرقل عملية السلام من وجهة نظرها حيث تؤكد خلال حديثها عن 40 عامًا من إبرام الاتفاقية بين مصر وإسرائيل قائلة :"لا تتوقف عن بث الأخبار ومقاطع الفيديو التي كانت تبرز صورة إسرائيل على أنها عدو مصر اللدود، رغم اتفاقية السلام بين البلدين، غير أن هذه الرسائل أعطت نتائج عكسية في 2011 حين بدأت شرارة الثورة".
تابع أحدث الأخبار عبر