شهيد « لقمة العيش» بالشرقية.. محمود خرج للعمل وعاد لأسرته في الكفن

خرج محمود كعادته للعمل صباحًا في ورشة الخراطة، التي أراد أن يتعلم بداخلها أصول «الصنعة» على يد أحد الخراطين الماهرين، حتى جاء الخبر الأليم إلى أسرته «ابنكم محمود راح المستشفى تعبان».
هرولت أسرة محمود صاحب الـ 13 عاما، إلى مستشفى منيا القمح العام، لاستطلاع الرأي، وهناك وجدوا ابنهم ينازع الموت بعد سقوط إطار سيارة كبيرة عليه داخل الورشة.
محمود ضحية لقمة العيش في الشرقية
حسرات الأب والأم، كادت تفتك بهما ، فلم يعلما أن خروج ابنهم الوحيد من منزله للعمل في ورشة الخراطة من أجل كسب قوت يومه، سيكون جزاءه الموت بهذه الطريقة.
«ابنكم مات شهيد لقمة العيش»، بتلك الكلمات انطلق الجيران والأهالي لمواساة أسرة الطفل، المعروف عنه حسن سيره وسلوكه وأخلاقه بين أبناء قريته في «شلشلمون» التابعة لمدينة منيا القمح.

مصرع ضحية لقمة العيش في الشرقية
كان محمود يحلم بامتلاك ورشة خاصة به بعد تعلم «الشغلانة على أصولها»، حسبما كان يقول دائما لوالده وأمه، رافضًا اللهو مثل باقي زملائه ممن يقتربون من عمره.
راحت أحلام الطفل محمود داخل ورشة الخراطة، التي التحق بها منذ نحو شهرين على الأكثر، وكله حيوية أن يعمل إلى جانب دراسته، من أجل أن يمتلك المال الذي يحميه من غدر الزمان.
شهامة محمود ضحية لقمة العيش بمنيا القمح
«لم يكن طفلا عاديا»، يقول جيران محمود، في حديثهم عن الضحية الذي فارق حياته، مشيرين إلى أنه كان يهوى لعبة كرة القدم، ويوم إجازته يخرج للعب في ملعب قريب من القرية، وكان مهذبا للغاية مع جميع من يتعامل معه، بارًا بأسرته، لم يفتعل يوما أية مشكلة مع عائلته أو جيرانه في القرية.

تلقت غرفة عمليات شرطة النجدة بلاغًا من مستشفى منيا القمح العام، يفيد باستقبال محمود، 13 سنة، جثة هامدة، نتيجة سقوط معدة حديدية ثقيلة على رأسه داخل ورشة خراطة.
فشلت محاولات إسعاف الطفل الصغير، بينما دلت التحريات أن الطفل المتوفي كان يعمل بالورشة، وسقط عليه إطار سيارة نقل كبيرة أودت بحياته صريعا في الحال.
قرارات النيابة في حادث شهيد لقمة العيش بالشرقية
صرحت النيابة العامة بدفن جثة الطفل، بعد توقيع الكشف الطبي الظاهري عليه، لبيان ما به من إصابات وتحديد أسباب الوفاة على وجه الدقة، وطلبت النيابة تحريات المباحث حول ظروف وملابسات الحادث.
كما أمرت النيابة باستدعاء صاحب الورشة التي يعمل بها المجني عليها، وكذا استدعاء أسرة المتوفي، لسماع أقوالهم حول ملابسات الواقعة.