أحدث الأخبار
السبت 19 أبريل 2025
رئيس التحرير
محمد أبو عوض
رئيس التحرير التنفيذى
أحمد حسني

محمد الغريب يكتب: ماذا أبقيتم ليأجوج وشقيقه؟!

محمد الغريب
محمد الغريب

تظل الجريمة الأبشع في تاريخ الأمم والبشرية ما اقترفه ابن آدم عليه السلام تجاه شقيقه، ورغم أننا لا ندري أمن نسل قابيل أم هابيل أضحينا، تظل جرائم العصر هي الأشنع والأقبح مقارنة بما سطره القرآن في شأن أول جرائم الإنسان على سطح هذه الذرة الأرضية من ملكوت الله الفسيح.

ماذا بقي ليأجوج ومأجوج؟

يقول الحق سبحانه وتعالى في شأن ابني آدم:"وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ"، ورغم التحذيرات والنصح لم يكن من المجرم إلا أن يطاوع نفسه فلم يكن للشيطان دخل في جريمته كما كان في نسيان أبويه من قبل.

ورغم أن القتل سمة ربما عرفت بها مخلوقات من غير البشر بإقرار الملائكة عند المعرفة بخلق آدم وذريته لعمارة الأرض، حين قالوا:" قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ"، إلا أن لجرائم بني آدم مذاقاً خاصاً يختلف في بشاعته عما ارتكبته العوالم الخفية، فلم تعد جرائم القتل لمجرد قصاص أو شجار نشب بين أخوين أشعله الشيطان فقذف بأحدهما في النار، وترك الآخر جثة هامدة تنهش بها حيوانات الأرض وديدانها، بل أضحت متنوعة متفردة لا تعرف مقياساً ولا مكاناً للعقل الذي ميز الله به هذا الكائن اللا آدمي.

فمع بشاعة ما يرتكبه الأزواج والآباء والأمهات والأشقاء وغيرهم من جرائم لم تعد مستنكرة أو مستغربة أو مدانة بحكم العادة، أصبح من المشروع أن نتساءل ماذا بقي ليأجوج ومأجوج أن يفعلا بالأرض؟، وهل ترك ذرية آدم لوناً من الفساد لم يرتكب بعد؟، لاشك أن الإجابة قد تحتاج وحي سماوي ليفصل فيما نحن فيه من زمان ولت معجزاته، وأضحى السبيل لردع البشر عقاب سماوي أو حدوث الساعة.

تفرد الإنسان في الآونة الأخيرة بجرائمه تجاه فلذات أكباده، فأضحى الابن لقمة سائغة في يدي والديه، لم يتوقف جرمهما في ابتزاز الآخر به لينالوا متاع زائف، بل تفحش الآباء والأمهات في الابتزاز حد القتل، ولا عجب في ذلك، فلأجل الجشع لم تعد هناك ثوابت كما لم يعهد من قبل أي عائق في بيع أحد أعضاءه بحثاً عن شراء سيارة أو سلعة مرفهة.

غاب عن الأبوين أدنى المشاعر التي احتفظ بها الحيوان بحكم فطرته، بالأمس القريب لم أتمالك نفسي حينما قرأت عن "ولاء" ضحية زوج الأم بالبساتين، التي سرعان ما كانت أمها دليل تضليل للعدالة من أجل ضل الحيطة، وما سبقها وما تلاها من أحداث مفجعة لعالم الحيوان فضلاً عن عديمي الضمائر، لم تعد مجرد حياة تسلب فيها الأطفال براءتهم، لم تبقى للإنسانية أي معنى من معاني الرحمة والرأفة والرفق، فهل أضحينا نسل يأجوج وشقيقه أم أن لهؤلاء رواية أخرى أشد أو أضعف وطأة مما نحن فيه؟!

تابع أحدث الأخبار عبر google news