أحدث الأخبار
السبت 19 أبريل 2025
رئيس التحرير
محمد أبو عوض
رئيس التحرير التنفيذى
أحمد حسني

جرائم بروح العصر.. الذكاء الاصطناعي في خدمة الجريمة المنظمة (11)

لماذا احتفت عصابات الجريمة المنظمة بالذكاء الاصطناعي ؟

إنسان آلي - روبوت
إنسان آلي - روبوت

يمكن لتقنية الذكاء الاصطناعي أن تلعب دورًا محوريًا هامًا في شن العمليات الارهابية، إذ يمكن للتنظيمات الإرهابية وجماعات الجريمة المنظمة استغلال هذه التقنية في تنفيذ العديد من العمليات الارهابية، وقد تمكن تنظيم الدولة الإسلامية "ISIS"، وفقًا للعديد من التقارير الصادرة عن المنظمات الدولية ووكالات الاستخبارات العالمية، من استخدام الطائرات بدون طيار في حمل المتفجرات والمراقبة ورصد العديد من الأهداف.

الرصاصة التي لا تخيب

استخدم تنظيم الدولة الإسلامية "ISIS" خلال تواجده في العراق وسوريا طائرات الدرونز فى عمليات الاغتيال، ولاسيما أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تجعل عمليات الاغتيال هذه أكثر دقة، إذ تم بناء "درونز" تعمل بأنظمة "التعرف إلى الوجه"، وذلك لتحديد وجه الشخص المراد تصفيته، وشن اغتيالات بصورة يصعب اقتفاء آثارها، كما أن هذه العمليات دائمًا ما تنجح في إصابة أهدافها.

"الدرونز" تؤرق أمن دول المنطقة

في اليمن، قامت جماعة الحوثي باستخدام سلاح الجو المسير في تنفيذ نحو 38 عملية، من بينها 28 عملية داخل اليمن، مقابل 10 عمليات ضد منشآت وتجمعات عسكرية في السعودية والإمارات، وذلك خلال عام 2018.

كشفت وزارة الدفاع الروسية عن نجاحها في إحباط محاولة هجوم للجماعات المسلحة على قاعدة حميميم ونقطة دعم القوات البحرية الروسية في طرطوس، باستخدام 13 طائرة مسيرة، وذلك في يناير 2018، وهو ما يعني أن خطر هذه التقنية قد يمتد ليصل بسهولة إلى أيدي الجماعات والتنظيمات الإرهابية، فكما تتيح تقنيات الذكاء الاصطناعي إمكانات هائلة للدولة والجيوش النظامية، فإنها تتيح أيضًا إمكانات مهمة للجماعات والتنظيمات الإرهابية. 

عندما يكون الذكاء الاصطناعي "غبيًا"

يمكن للهجمات السيبرانية التي تنظمها بعض الجهات المعادية أن تخترِق نظم الذكاء الاصطناعي العسكرية، بحيث يمكن للجهة المعتدية فى بعض الأحيان أن تسيطِر على أحد الروبوتات العسكرية، وإعادة توجيهها، ما يلحق الأضرار بالأفراد أو بالمنشآت التي ليست فى دائرة الاستهداف أساسا.

تخوف عالمي من التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي عسكريًا

في ظل توجه العديد من الدولة، وتحديدا الدول الكبرى، نحو تطبيق استراتيجيات لتطوير واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في كافة المجالات، وفي مقدمتها المجالات العسكرية، تزداد حالة اللايقين الدولي تجاه هذه التطبيقات واستخداماتها وتداعيات التطورات الرهيبة التي تطرأ عليها، الأمر الذي يزيد الشكوك حول طرق وكيفية استخدام هذه التكنولوجيات الجديدة.

فاقم من حدة هذه المخاوف نشوب صراع بين الدول الكبرى حول امتلاك هذه التقنيات وتطويرها، خاصة الولايات المتحدة وروسيا والصين، فالصين مثلا قامت بوضع استراتيجية تسعى من خلالها إلى أن تصبح رائدة في هذا المجال بحلول عام 2030. 

أصبحت الدول الكبرى، خاصة الولايات المتحدة وروسيا والصين، أكثر الدول جذبًا لاستثمارات الذكاء الاصطناعي وتمويله، إذ بلغت حصتها خلال الفترة من 2013 حتى 2018، نحو 60% من الاستثمارات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، وهو ما يقدر بنحو 15.7 تريليون دولار.

في المقابل، تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لتعزيز قدراتها في هذا المجال وفقًا لاستراتيجية البنتاجون 2018، الرامية إلى تسريع استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي في جميع فروع الجيش الأمريكي، كما تسعى روسيا أيضا الي الاعتماد على استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته العسكرية بشكل فعل، بل ووضعت خطة طموحة تسعى من خلالها الي ان تصبح 30% من معداتها العسكرية روبوتية بحلول 2025، وذلك وفقًا لبرامج تحديث عسكرية كانت قد بدأتها منذ عام 2008. 

البشر يخدعون الروبوتات!

فى الدول الغربية، برزَ توجهٌ لدى العديد من الأجهزة الأمنية للاعتماد على نظم الذكاء الاصطناعي في رصْد التحديات التي تهدد الأمن القومي للدولة وتحديده، وكذلك التنبؤ بمختلف التطورات التي يمكن أن تحدث حول العالَم مثل الثورات أو الاضطرابات الاجتماعية، لكنْ، فى حال نجاح الدولة المعادية فى تحديد كيفية عمل هذه الأجهزة، فان هذا الأمر يسهل كثيرا من خداعها عبر نشْر الأخبار الكاذبة، بهدف تضليلها وقيادتها إلى استنتاجات خاطئة.

المصادر والمراجع

  1. Conflict Armament Research, Investigating Cross-Border Weapon Transfers in Sahel, November (London: Conflict Armament Research Ltd., 2016).
  2. Joanna Pomian, Itinéraire en intelligence artificielle, in Dictionnaire critique de la communication, édition PUF, Paris.
  3. Lucien Sfez, les fondements de l’intelligence artificielle, in Dictionnaire critique de la communication, édition PUF, Paris,1993.
  4. Renouveau de l’Intelligence artificielle et de l’apprentissage automatique, Académie des technologies, Mars 2018..
  5. Voir J.L,. Lautiere, Intelligence artificielle: résolution de problèmes par l’homme et la machine, édition Eyrolles, Paris.
  6. James Johnson, "Artificial intelligence & future warfare: Implications for International Security", Defense & Security Analysis, Vol. 35, no. 2, (2019).
  7. Rassler. Don. "Remotely Piloted Innovation: Terrorism, Drones and Supportive Technology", (Combating Terrorism Center atWest Point, United States Military Academy, 2016).
تابع أحدث الأخبار عبر google news