جرائم بروح العصر.. الذكاء الاصطناعي في خدمة الجريمة المنظمة (7)
العالم يتجه نحو الهاوية .. فهل يفنى الجنس البشري ؟

على الرغم من تزايد مخاطر استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي عسكريًا واقحام التكنولوجيا في القتل وعمليات الجريمة المنظمة، إلا أن هناك إصرار على استخدام هذه التقنيات الحديثة الذكية في الأعمال العسكرية والأمنية مما يعجل من احتمالية قتل ملايين البشر في حال تم استخدام هذه التقنيات في الحروب على مستوى واسع النطاق
صراع تقليدي بأدوات حديثة
أصبحت التطورات التكنولوجية والمحددات الجيوسياسية من أهم العوامل المحورية التي تساهم في إعادة تشكيل البيئة الأمنية، وهذا الأمر يؤثر على شكل وحجم التنافس الاستراتيجي بين كل من الصين والولايات المتحدة الأمريكية، ومن الصعوبة بمكان تحديد دور الذكاء الاصطناعي ومدى إسهامه في بلورة ذلك التنافس الشرس، وذلك لأن الفجوة ما زالت كبيرة بين التطور الحادث في مستوى الابتكارات المتحققة، وعملية تحويلها إلى أوامر تنفيذية وإدماجها في المنظومة والاستراتيجيات العسكرية.
حتى الآن لا توجد تأكيدات على نجاح أي من الصين والولايات المتحدة في ذلك الأمر، وفي ظل الصراع القائم بين كل من الصين والولايات المتحدة الأمريكية على توطين الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي، فان إدماج تلك الابتكارات في المنظومة الاستراتيجية العسكرية من المتوقع أن يختلف فيما بينها، وهو الأمر الذي يفاقم من حالة عدم اليقين بين الدولتين، ويلقي بظلاله على استقرار الأمن العالمي والتوازن الاستراتيجي بين الدول.
الصين في المقدمة ولا عزاء للأمريكان
رغم من التقدم التكنولوجي الكبير الذي وصلت إليه الولايات المتحدة في مجال التسليح والذكاء الاصطناعي على حد سواء، إلا أنه من المتوقع ان تكون الافضلية للصين في مجال إدماج الذكاء الاصطناعي ضمن منظومتها الاستراتيجية والعسكرية، وذلك من خلال تطوير القواعد التقنية وآليات حوكمة الذكاء الاصطناعي لتعزيز تنافسية ومستوى القدرات العسكرية الصينية.
كما أن الصين ستتبع في ذلك المنهجية المركزية لجيش التحرير الشعبي الصيني (PLA) من حيث تضمينها في كافة الوحدات والعمليات، وفي سباق التسلح بالذكاء الاصطناعي سوف تستفيد الصين كثيرا من الطاقة الاستيعابية الكبيرة لأسواقها، إذ يمكنها هذا الأمر من طرح الابتكارات واختبارها وتطويرها، ومن ثم الاستفادة منها مدنيًا وعسكريًا.
وقد ساعدت الكثافة السكانية الهائلة للصين من إعداد قواعد بيانات ضخمة، وهذه البيانات الضخمة تعد ثروة هائلة في مجال تطوير الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي إذ تشكل نواة تطوير تلك الابتكارات، ومن المتوقع أن تتمكن الصين بحلول عام 2020 من السيطرة على حوالي (20%) من بيانات العالم، ونحو (30%) بحلول عام 2030.
بالنسبة للولايات المتحدة، ورغم تفوقها الهائل في الصناعات التكنولوجية وعلى رأسها صناعة الأسلحة الحديثة والمتطورة، إلا أنها ما زالت تواجه العديد من التحديات في مجال إدماج الاسلحة الحديثة مع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وخاصة تلك الخلافات مع شركات وادي السيليكون، إذ أعلنت شركة جوجل مؤخرًا عن وقف تعاونها مع البنتاجون ضمن مشروع (MAVEN) للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى أنها ما زالت تتخذ خطوات حذرة في الاعتماد الكامل وتضمين الذكاء الاصطناعي في المنظومة العسكرية.
تابع أحدث الأخبار عبر