الحادثة

تسببوا في وفاة وتسمم مئات الأطفال

قبل 14 عامًا.. الصين تحاكم تجار الحليب المخلوط بمادة الميلامين القاتلة

أطفال رضع - أرشيفية
أطفال رضع - أرشيفية

شهدت الصين في مثل هذا اليوم 22 يناير عام 2009، الحكم بالإعدام على اثنين من تجار مصانع الحليب لتعمدهما خلط مادة الميلامين مع الحليب لرفع نسبة البروتين فيه مما تسبب بمقتل 6 أطفال وتعرض أكثر من 300 ألف رضيع إلى خطر التسمم الغذائي.

الحليب الملوث

أثارت قضية "الحليب الملوث" ضجة كبيرة في الصين قبل 14 عامًا واشعلت موجة غضب عارم لم يطفئها إلا قضاء المحكمة في مثل هذا اليوم 22 يناير 2009، على رجل بالإعدام وعلى آخر بالسجن مدى الحياة لدورهما في قضية إنتاج وبيع حليب ملوث أدى إلى مقتل 6 أطفال على الأقل وتسبب في مرض نحو 300 ألف آخرين.

أعلن متحدث باسم المحكمة عن أول حكمين صدرا في القضية التي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة والمتهم فيها مديرون ورجال أعمال ومسئولون في مدينة شيجياتشوانج في شمال الصين.

مادة ميلامين الكيماوية

كان المتورطون في القضية، أضافوا مادة ميلامين الكيماوية إلى الحليب المخفف بالماء لخداع المفتشين ورفع الأرباح، وسببت الفضيحة غضبًا واسعًا في الصين، كما شوهت سمعة قطاع الصناعات الغذائية الصيني داخل البلاد وخارجها. اهتم الصينيون بشغف كبير الحكم الذي أصدرته المحكمة آنذاك بحق تيان وينهوا رئيسة مجلس ادارة شركة سانلو أكبر منتجي حليب الأطفال المجفف في الصين.

الاعتراف سيد الأدلة

اعترفت تيان وينهوا بقيامها بإنتاج وتسويق مواد مزورة أو غير مستوفية للشروط القياسية، وحكمت عليها محكمة الشعب المتوسطة في إقليم شيجيازيانج بالسجن مدى الحياة.

كما قضت المحكمة قبل ذلك بالإعدام على كل من زانج يوجون وجينج جينبينج، بعدما اتهم الأول بإدارة مختبر غير مرخص في إقليم شاندونج شرقي الصين قام بإنتاج 600 طنًا من مسحوق الميلامين، أما الثاني فقد اتهم بإنتاج وبيع مواد غذائية ملوثة لشركات إنتاج الألبان، حكمت المحكمة أيضًا على زانج يانزانج بالسجن مدى الحياة لقيامه بتسويق المسحوق الذي كان زانج يوجون ينتجه في مختبره.

مفاجآت وغضب

اتضح عندما ظهرت الفضيحة للعلن في الصين أن شبكة من منتجي مادة الميلامين والوسطاء كانت تزود تجار الحليب بهذه المادة.

بينما كان التجار يضيفون المادة الصناعية الغنية بالنيتروجين إلى الحليب المخلوط بالماء من أجل جعله يبدو وكأنه ذا نسبة مرتفعة من البروتين بغرض الربح المادي.

انخدعت شركات الألبان الكبرى بشراء هذا الحليب الملوث من التجار دون أن تتأكد من نقائه أو من خلوه من الشوائب. كانت النتيجة تسمم عدد كبير من الأطفال الرضع نظرًا لاعتمادهم شبه الكلي على الحليب كمادة غذائية.

سارعت الحكومة الصينية لدرء التهم الموجهة إليها وقتئذ بأنها تقاعست في الرد على الفضيحة، وتعهدت بتشديد شروط السلامة في قطاع الصناعات الغذائية وبإحالة المتورطين في الفضيحة إلى المحاكم.