بعد وفاة حسناء الموساد بباريس.. موقع الحادثة يكشف قصة إيزابيل بيدرو أشهر جاسوسة إسرائيلية

توفيت إيزابيل بيدرو أشهر جاسوسة إسرائيلية في مدينة باريس بعد صراع مع المرض ، لتنتهي صفحة في ملفات الموساد الإسرائيلي التي أرسلتها قبل 60 عاما إلى مصر للقيام بمهمة محددة وبعد اكمالها عادت إلى تل أبيب وقضت أيامها الأخيرة في مدينة باريس بفرنسا حتى توفيت .
إيزابيل بيدرو أشهر جاسوسة اسرائيلية
وتشير الوثائق التاريخية عن حكاية الجاسوسة ،استقلت إيزابيل بيدرو طائرة خطوط الطيران الإسرائيلية "إل عال" التي أقلعت من مطار اللد إلى باريس ومنها إلى مصر تحت غطاء عالمة آثار لتبدأ رحلتها الجاسوسية داخل مصر وجمع معلومات دقيقة عن أسلحة الجيش المصري في هذه الفترة.

موقع الحادثة يكشف قصة الجاسوسة الاسرائيلية إيزابيل بيدرو
عملت الجاسوسة تحت يد ضابط موساد اسرائيلى وشغل منصب قائد وحدة عمليات الموساد بالخارج يسمى يتسحاق شامير ، وقام بتدريب الجاسوسة على جمع المعلومات والتصوير وكافة الفنون القتالية وفور انتهاء الفترة التدريبية ارسالها إلى مصر للقيام بالمهمة تجول في البلاد لمتابعة كل حركة عسكرية محتملة وملاحظة الأحداث غير العادية والاستماع إلى ما يحدث في النخب وإقامة اتصالات مع شخصيات عامة لجمع المعلومات .

تشير التسريبات من واقع ملف الاستخبارات الإسرائيلية بأن عملية الجاسوسة إيزابيل بيدرو جاءت فى اعقاب كشف المخابرات المصرية شبكة تجسس كبرى والتي عرفت فى انذاك الوقت باسم “ فضيحة لافون” وكانت المخابرات المصرية نشيطة جدا منذ إنشاء الجهاز وتصطاد الجواسيس فى وقت قصير فكانت المهمة أمام جهاز الموساد الإسرائيلي في غاية الخطورة فى تنفيذ عملية بالجاسوسة إيزابيل بيدرو

عمل الموساد الإسرائيلي على تدريب إيزابيل بيدرو و إخفاء جهاز التجسس الخاص بها في حقيبة خشبية مزدوجة الجدران، كما تم تجهيزها بجهاز استقبال لاسلكي على الموجة القصيرة لتلقي الأخبار التي ستحصل عليها إلى الموساد، وحصلت على تأشيرتها لدخول مصر بعد أن أبلغت السلطات أنها تريد دراسة علم الآثار هناك.

في وقت قصير نشأت في المجتمع الراقي في مصر، خلال رحلاتها لغرض البحث الأثري ، ولاحظت أن الجيش المصري كان ينقل حمولات أسلحة معبأة في قطارات حربية إلى منطقة السودان، في إحدى الرحلات ، مرت بمطار كبير حيث تناثرت عشرات الطائرات السوفيتية، وحينها نزلت على الفور وحفظت اسم المطار وعدت الطائرات.

تشير الوثائق أن والد الجاسوسة إيزابيل كان ضمن حركة "عمال صهيون اليساريين" وخدم في الجيش البولندى وهرب بها إلى إسرائيل عام 1921 .
عاش والد الجاسوسة الإسرائيلية في كيبوتس "جفعات هاشولوش" بالقرب من مدينة بيتح تيكفا، ثم هاجر لاحقًا إلى أوروجواي ، حيث تزوج من قريبته ، جانيا مالبياك في عام 1934 وولدت ابنتهما الجاسوسة "إيزابيل" التي درست في شبابها الهندسة المعمارية والرسم في جامعة الفنون في مونتيفيديو ، وشاركت في النشاط الصهيوني.

وقالت بيدرو: "ذات يوم، وصلت وزيرة الخارجية الإسرائيلية جولدا مئير إلى مونتيفيديو ، وقبلها ظهر ممثلو منظمات الشباب الصهيوني في سلسلة حية وفي وجودها ، ناشدت بشدة زميلتي أن تفعل المزيد من أجل إسرائيل"، مضيفة: سالتني جولدا مائير عندما كانت وزير للخارجية هل تتكلمين اليديشية؟ ثم التفتت إلي وقالت: نريدك معنا".
جاءت بيدرو إلى مصر في عهد الرئيس جمال عبدالناصر أحد أكبر أعداء إسرائيل في أنذك الوقت كان اليهود المصريون الذين استخدمتهم إسرائيل في مهام تخريبية في عام 1955، ضد مصالح غربية في مصر عقب مفاوضات الانسحاب البريطاني من البلاد، كجزء من عملية سميت في ما بعد بقضية لافون أو فضيحة لافون "نسبة إلى وزير الدفاع الإسرائيلي حينها بنحاس لافون"، يقبعون في السجون المصرية.

في عام 1961 هاجرت بيدرو إلى إسرائيل ودرست العبرية في كيبوتس أوشا ، وعاشت في جفعتايم، في نفس الوقت درست الهندسة المعمارية.
وفي عام 1965 ، بعد المغامرة التي تم إرسالها إليها نيابة عن الموساد في مصر عادت إلى إسرائيل وبدأت العمل كمهندسة داخلية ورسامة.

وذكرت صحيفة"هآرتس" العبرية؛ وتزوجت إيزابيل من رجل الأعمال بن عامي كابلان والذي كان عضواً في منظمة "الإرغون" الإرهابية والذي توفي في عام 2005، و توفيت بيدرو الشهر الماضي عن عمر يناهز 89 سنة، ولديها ولدان.