7 سنوات في الجحيم.. رحلة تعذيب تنتهي بزوجة بمقابر حلوان |ما القصة؟

في قلب القاهرة، وسط ضجيج الحياة وضوضاء المدينة، تتوارى قصة "سحر"، امرأة تجسد قوة الصبر في مواجهة الظلم والخذلان الذي تعرضت له على يد زوجها محمد بعدما قتلها بدم بارد بعد رحلة تعذيب انتهت على فراش الموت بعد 7 سنوات في جحيم بمنطقة حلوان.
أحلام «سحر» تنتهي بجثتها بعد رحلة تعذيب على يد زوجها
قبل سنوات مضت وُلدت "سحر" في إحدى قرى بني سويف، حيث كانت طفلة تحمل أحلامًا بسيطة، شأنها شأن معظم بنات قريتها. كانت تحلم بحياة مستقرة وآمنة بعيدًا عن فقر الريف وصعوباته، وعندما قرر والدها أن ينتقل بالعائلة إلى القاهرة من أجل البحث عن لقمة العيش تملكها أمل جديد بحياة أفضل، استقروا في منطقة مدينة نصر، حيث عمل والدها كحارس عقار لأحد الأبراج.
على الجانب الآخر من حياة "سحر"، كان هناك "محمد"، الشاب الذي يدير جراجًا قريبًا من مكان سكنها، تعرّف على العائلة وأصبح صديقًا مقربًا لهم بمرور الوقت، حتى تطورت العلاقة بينه وبين "سحر"، وتقدم لخطبتها فوافقت الأسرة على هذا الإرتباط وانتقلت "سحر" رفيق دربها في شقة استاجرها الزوج بجوار أسرتها، حتى أكرمها الله بالذرية وأنجبت ثلاثة أطفال: "فاطمة"، الابنة الكبرى، وولدين أصغر منها، حينها شعرت أن الحياة بدأت ان تفتح لها ذراعيها، لكنها لم تكن تعلم ما يخفيه القدر لها.
لم تدم سعادة "سحر" طويلًا، فبعد تسع سنوات من الزواج، وقع "محمد" في قبضة العدالة بتهمة سرقة سيارة، وحُكم عليه بالسجن لمدة عام، خلال تلك الفترة، تحملت "سحر" مسؤولية تربية أبنائها بمفردها، مغتربة بعيدًا عن مسقط رأسها وعائلتها.
شكوك تحول مجرى القضية
بعد خروجه من السجن، عاد "محمد" إلى المنزل، لكنه لم يعد نفس الرجل الذي عرفته "سحر"، كانت هناك قسوة غير مبررة في تصرفاته، وبدأت علامات العنف تظهر على جسد الزوجة المكلومة بعدما انتقلت إلى منطقة أطلس بحلوان، حيث تعيش والدة "محمد"، ورغم انتقالهم، لم يتغير سلوكه العنيف، بل ازداد سوءً.
كانت "سحر" تعيش في خوف دائم، تتجنب إثارة غضب زوجها، وتحاول حماية أطفالها من غضبه، لتبدأ رحلة العذاب التي انتهت بسقوط الزوجة فاقدةً للوعي والتي نقلت على إثرها إلى المستشفى وعند توقيع الكشف عليها لاحظة الطبيبة أن هناك آثار تعذيب يحمله جسد الزوجة و أن الأمر لم يكن مرضًا كما ادعى الزوج ووالدته بل كان جريمة قتل.
ورفضت الطبيبة حينها إصدار تصريح الدفن، وأبلغت الشرطة بوجود شبهة جنائية، فور وصول الأجهزة الأمنية إلى مكان الحادث، تأكدت شكوك الطبيبة؛ "سحر" لم تمت موتًا طبيعيًا، بل كانت ضحية لاعتداء وحشي انتهى بشنقها في مروحة السقف.
هرب "محمد" بعد أن علم أن الحقيقة قد اكتُشفت، لكن لم يستطع الفرار ولكن بعدها بساعات القبض عليه، وبدأت التحقيقات تكشف حقيقة ما حدث. تبيّن أن "سحر" تعرضت لتعذيب وحشي قبل أن تُقتل، على يد رفيق دربها.