«صراخ مُنى لم يكف للنجاة».. رحلة تعذيب طفلة عين شمس تنتهى بجثة

في منطقة عين شمس الأجواء تمضي كعادتها، خلف جدران إحدى الشقق البسيطة، تعيش الطفلة مُنى صاحبة الرابعة عشرة من عمرها مع والدها، الميكانيكي الذي يحمل على عاتقه أعباء الحياة ومسؤولية تربية ابنته الصغيرة التي لم تتحمل ضربات الأب وتعذيبه لها بسبب هروبها المتكرر لتسقط على الأرض جثة هامدة.
رحلة تعذيب الطفلة منى تنتهى بجثة
كانت الفتاة تُعرف بين الجيران بروحها الطفولية، ولكن هروبها المتكرر من المنزل، آثار غضب الأب وتعزز لديه شعورًا بالخوف على سمعته وسمعة العائلة، ومع كل مرة كانت تعود فيها الطفلة إلى المنزل، كانت تُقابل بوجه والدها الصارم، الذي لم يجد في قاموسه سوى العنف كوسيلة لإعادة انضباط ابنته الصغيرة حتى تعود إلى رشدها وعدم ارتكاب تلك الأفعال التي لا تتوافق مع طفلة في بداية حياتها.
في يوم الواقعة، عادت مُنى إلى منزل والدها، الذي كان مستغرقًا في أفكاره المليئة بالغضب والحيرة، قرر أنه حان الوقت لوضع حد لهذه التصرفات، التي باتت تتكرر من ابنته التي لم تتجاوز الـ 15 عامًا من عمرها، وفي لحظة غضب شديد، اندفع نحوها بالضرب، محاولًا إعادة السيطرة عليها بعدما شعر بأنها تتلاشى من بين يديه، ورغم صرخاتها التي لم تكف من النجاة، استمر الأب في تعذيبها ولكن جسدها النحيل وقوامها الضعيف لم يتحمل عنف الأب الذي أصبح أشد من السابق لتفارق الحياة بين أنين وألم.
وعندما لم تُسمع أي حركة أو صوت من داخل الشقة الطفلة التي تأن طوال الليل بصرخات لم تتوقف بسبب تعذيب والدها، بدأت الشكوك تتزايد بين الجيران، بعدما أطبق الهدوء على شقتهم التي بعد لليلة مليئة بصخب حياتها المعتاد، حتى تم البلاغ عن الأمر وعندما وصلت الشرطة، كان المشهد مفجعًا عندما عثر على الفتاة جثة هامدة، آثار التعذيب على جسدها تروي قصة معاناتها.
الأب لم يحاول إنكار فعلته أمام رجال الأمن مبررًا أفعاله بعبارات ممزوجة بالغضب والأسف. لم يكن يدرك أن العنف الذي ظن أنه سيعيد الانضباط إلى طفلته التي فارقت الحياة في لحظة غضب وتركته وحيدًا يواجه مصيرا مجهول خلف القضبان.
وتم القبض على الأب وعرضه على النيابة العامة لمباشرة التحقيقات، فيما صرحت بدفن جثمان الطفلة عقب الانتهاء من تقرير مصلحة الطب الشرعي.