«كلهم طلعوا ما عدا جنى».. مأساة أم في البحث عن آخر ضحايا حادث معدية أبو غالب

«كلهم طلعوا ما عدا جنى».. آخر ضحايا حادث معدية أبو غالب وغرق ميكروباص يقل 25 فتاة مما أسفر عن غرق 17 فتاة في مياه النيل، بمحافظة الجيزة.
جنى ضحية لقمة العيش
جنا طالبة الصف الثاني الإعدادي ذات الثالثة عشر عامًا التي خرجت في أول يوم عمل لمساعدة أسرتها وشراء جاكيت لشقيقها وهذا ما جعل والداته تجن وتفقد عقلها جالسة على شط مياه النيل تنادي على ابنتها وتنتظر خروجه لتبرد قلبها ومن وقت لآخر تستقل مركب وتنادي على ابنتها على أمل أن تسمع صوتها ويطفوا فوق المياه.
ومن ناحية أخرى، تواصل قوات الإنقاذ النهري جهودها المكثفة لانتشال جثة الطفلة الضحية.
بيان النائب العام في حادث معدية أبو غالب
تلقت الثلاثاء الماضي إخطارًا بسقوط حافلة نقل ركاب على متنه خمس وعشرين فتاة- من أعلى معدية لنقل السيارات عبر ضفتي الرياح البحيري بمنطقة أبو غالب بدائرة مركز شرطة منشأة القناطر، مما أدى إلى إصابة ووفاة عدد من مستقليها؛ فباشرت النيابة العامة على الفور تحقيقاتها.
واستهلتها بالانتقال لمكان وقوع الحادث، فتبينت غرق إحدى عشرة فتاة -انتشلت قوات الدفاع المدني جثامينهن- وفقد خمس ونجاة سبع وإصابة اثنتين، وأسفرت التحقيقات عن أنه حال وصول معدية أبو غالب إلى وجهتها بالناحية الغربية للرياح، اهتزت -كما هو مألوف- لدى اصطدامها بمكان رسوها تمهيدًا للتوقف، وعلى إثر تقاعس قائد الحافلة عن استخدام مكابحها وتركه لها؛ رجعت الحافلة إلى الخلف، في حين لم يغلق المسئول عن تشغيل المعدية، بابها الحديدي الخلفي الذي يضمن عدم سقوط ما تحمله على سطحها، مما أسفر عن سقوط الحافلة في المياه.
تبين من التحقيقات أيضًا انتهاء رخصة تسيير معدية أبو غالب منذ شهر أغسطس العام الماضي، وأمرت النيابة العامة بحبس قائديْ الحافلة والمعدية وأخذ عينة منهما للوقوف على مدى تعاطيهما للمواد المخدرة، وتكليف قوات الدفاع المدني بموالاة البحث عن الفتيات المفقودات، والتحفظ على الحافلة والمعدية محل الواقعة، وتشكيل لجنة ثلاثية لانتقال لمعاينة المعدية وفحصها للوقوف على صلاحيتها الفنية للعمل وطريقة تشغيلها ومدى توفرها على معدات الإنقاذ والسلامة وقوام طاقمها ودور كل منهم، وصولًا إلى بيان كل من تسبب في ارتكاب الواقعة وتحديد دوره ومسؤوليته عنها، كما أمرت النيابة العامة بفحص الحافلة وقوفًا على سلامتها الفنية وجارٍ استكمال التحقيقات.