الشيخ طه الفشني.. كروان الإذاعة وشيخ المنشدين وملك التواشيح الدينية
القارئ الشيخ طه الفشني كروان الإذاعة وشيخ المنشدين وملك التواشيح الدينية.. أبدع في التلاوة والإنشاد، له صوت شجي ندي يداعب القلوب ويخطف الأسماع، له علم كبير بالمقامات، وصاحب مدرسة صوتية فريدة، قرأ فأسمع، أنشد فأبدع ، وفي هذا الموضوع نتناول سيرة القارئ الشيخ طه الفشني ورحلة مع القرآن والإنشاد الديني.
نشأة الشيخ طه الفشني وحياته
ولد الشيخ طه الفشني في مدينة الفشن بمحافظة بني سويف في مصر عام 1900م، نشأ في عائلة قراء، فوالده الشيخ محمد الفشني كان من كبار قراء القرآن الكريم في ذلك الوقت، حفظ القرآن الكريم وهو في الثامنة من عمره، ودرس علوم التجويد والقراءات على يد كبار المشايخ ، واشتهر الشيخ طه الفشني بصوته العذب وأسلوبه المميز في تلاوة القرآن الكريم، وسافر إلى العديد من الدول العربية والإسلامية للقراءة ، وسجل المصحف المرتل برواية حفص عن عاصم ، وتوفي عام 1971 عن عمر يناهز 71 عامًا.
الشيخ طه الفشنى يدخل عالم الإذاعة بالصدفة
كان دخول الشيخ طه الفشنى عالم الإذاعة حدثًا هامًا في حياته المهنية، حيث سمح له بمشاركة موهبته مع جمهور أوسع بكثير، وفي عام 1937، بينما كان يحيي إحدى الليالي الرمضانية في مسجد الحسين، لفت انتباهه سعيد لطفي، مدير الإذاعة المصرية آنذاك، وأعجب لطفي بصوت الشيخ طه الفشنى وأسلوبه في تلاوة القرآن الكريم، وعرض عليه الانضمام إلى الإذاعة.
وافق الشيخ طه الفشنى على العرض، واجتاز بنجاح جميع الاختبارات، ليصبح قارئًا معتمدًا في الإذاعة المصرية. كان للشيخ طه الفشنى تأثير كبير على جمهور الإذاعة، حيث تميز بصوته العذب وأسلوبه المُؤثر في التلاوة، وأدى الشيخ طه الفشنى العديد من البرامج الدينية في الإذاعة المصرية، مثل برنامج "نور على نور" وبرنامج “في رحاب القرآن”، وكما شارك في العديد من المناسبات الدينية، مثل شهر رمضان المبارك وذكرى المولد النبوي الشريف.
ظل الشيخ طه الفشنى قارئًا معتمدًا في الإذاعة المصرية لأكثر من 30 عامًا، حتى وفاته عام 1986م، وترك الشيخ طه الفشنى إرثًا غنيًا من التلاوات القرآنية، التي لا تزال تُذاع على الإذاعة المصرية حتى يومنا هذا، إذ يُعتبر الشيخ طه الفشنى أحد أشهر القراء في مصر والعالم العربي، وله الفضل في نشر القرآن الكريم وتعليمه للعديد من الناس، وإلى يومنا هذا، لا تزال تلاوات الشيخ طه الفشنى تُؤثر في قلوب المستمعين وتُلهمهم.
