الحادثة

اعتنق فكرا متطرفا.. اليوم الحكم على المتهم بقتل شقيقته عروس بورسعيد (القصة الكاملة)

.
.

تنطق محكمة جنايات بورسعيد، اليوم الأربعاء، الحكم على المتهم بقتل شقيقته عروس بورسعيد، يصدر الحكم برئاسة المستشار جودت ميخائيل قديس، في القضية رقم 4818 لسنة 2023.

وكانت محكمة جنايات بورسعيد أحالت يوم الأحد 14 يناير الماضي أوراق المتهم بقتل شقيقته عروس بورسعيد أمام مسجد الحسين بحي المناخ إلى مفتي الجمهورية ، وحددت جلسة الاثنين 11 مارس للنطق بالحكم، وفي هذه الجلسة قررت مد أجل الحكم إلى جلسة اليوم الأربعاء.

شاب يقتل شقيقته عروس بورسعيد

ووصفت النيابة العامة في مرافعتها الجريمة بأنها جريمة لا تقدم عليها الدواب، مؤكدة أنها "أبشع جريمة عرفتها الإنسانية، حيث تجرد المتهم من جميع مشاعر الإنسانية، وتعدى على شقيقته بوحشية، ولكنه أسوأ من الوحوش أنفسهم"، مطالبة بمعاقبة المتهم بالإعدام.

وأوضح ممثل النيابة أن القاتل "قلبه حجر، لم يلن لأخته، وأعد عدته، ودرس فريسته، وعاين محل الواقعة مرارا وتكرارا، ولم يكن لها في قلبه أي معنى من معاني الأخوة، فلقد ظن أنه يملكها، ويملك السيطرة عليها وتقييم سلوكها، فتصدى له والدهما، فغرق المتهم في غرام نفسه وعواطف شريرة تنبع من الكراهية وخطط، ونفذ جريمته".

ولفت ممثل النيابة إلى أن هذه الجريمة ناقوس خطر يهدد الأمن الاجتماعي، وينذر المجتمع بضرورة التحلي بالأخلاق، محذرا من أن حصول المشكلات بين الوالدين والطلاق بينهما يترك آثارا سلبية لدى الأبناء.

وكانت هيئة المحكمة تسلمت التقارير الخاصة عن السلامة العقلية للمتهم الذي يؤكد سلامته من أي مرض نفسي أو عقلي، وأنه مدرك لكل ما يفعل.

قتل عروس بورسعيد على يد شقيقها

تعود أحداث الواقعة إلى يوم 11 من شهر سبتمبر من العام الماضي 2023، وتحمل وأقدم خلال أحداثها الجاني محمد نبيل علي قتل شقيقته العروس فريدة، وذلك بعد أن غاب عن الأسرة لمدة عامين وجاء من محافظة القاهرة لتنفيذ جريمته، وأعد المتهم لهذا الغرض 3 أسلحة بيضاء عبارة عن سكين كبير وآخر صغير ومطواة اشتراها من مصادر مختلفة، وظل 3 أيام يخطط لموعد وطريقة ومكان جريمته، حتى تمكن من سفك دمائها أسفل منزلها عن طريق عدة طعنات ذبحية وقطعية وطعنية، وذلك بحي المناخ.

القصة الكاملة لمقتل عروس بورسعيد على يد شقيقها

بدأت فريدة نبيل حياتها مع والدها الذي يعمل مديرا لإحدى المدارس بالتربية والتعليم ووالدتها التي تعمل موظفة بهيئة البريد المصري، وكان لها شقيق واحد يدعى محمد، وكانت الأسرة تعيش في سعادة وهدوء حتى حدثت مشكلات بين الأب والأم وقررا الانفصال، فترك الأب المنزل لتربية الأبناء واتخذ من المدرسة مكانا للنوم، وكان في بعض الأوقات ينام عند أشقائه.

شهادة إحدى قريبات فريدة عروس بورسعيد

وكشفت  إحدى قريبات فريدة العروس المقتولة على يد شقيقها، أن فريدة ومحمد اختارا أن يقيمان مع والدتهم حتى حصل محمد على دبلوم وحصلت فريدة كذلك على دبلوم التجارة، وكانت فريدة في هذا الوقت تطمح لاستكمال تعليمها فقامت بدخول الجامعة المفتوحة وحصلت على ليسانس الآداب قسم اللغة الفرنسية، وأصيبت والدتها بـ السرطان، ولم تتركها الابنة فكانت تسافر معها مئات الكيلو مترات بحثا عن العلاج وكانت دائما تعاتب شقيقها على عدم معاونتها والوقوف بجانب أمه، إلا أنه كان دائما منطويا لا يختلط بالمجتمع.

العودة لأبيهما

وأوضحت أنه لم يكن لمحمد وفريدة أصدقاء أو أخوة أو حتى جيران، وكانا الشقيقان يحبان بعضهما حبا شديدا، حتى توفيت الأم، وكانا في هذا الوقت بعيدين عن أسرة والدهم، إلا أنهما عاد من جديد إلى أحضانهم بعد الوفاة، وفتح الأب صدره لأولاده ووفر بيتا وحياة كريمة لهم، وجعل حياته بعد أن خرج على المعاش لهما، يجهز الغداء ويغسل الملابس وينظم الوحدة السكنية، وتساعده في ذلك ابنته فريدة.

القاتل كان منطويا

وكشفت أنه خلال هذه الفترة حاولت أسرة الأب أن تقترب من البنت وبالفعل أصبحت صديقة لهم يخرجون ويستمتعون ويسافرون الرحلات، حتى أنه قبل مقتلها بأشهر كانت معهم في رحلة لشرم الشيخ، وقبل موتها بيوم كانت عائدة من مدينة رأس البر بعد قضائها أوقات ممتعة مع الأسرة، بينما ظل محمد شقيقها بنفس الانطواء لا يحب الحديث مع أحد ولا يشارك الأسرة فرحتهم وأوقاتهم، حتى أنه إذا ذهب ذات مرة للغداء معهم اتخذ من أحد جوانب البيت مجلسا وظل به منفردا، وإذا حدثه أحد أقاربه تحدث إليهم بالعين وليس اللسان.

قاتل شقيقته اعتنق فكرا متطرفا

وأوضحت أن محمد ذهب إلى القاهرة واعتنق فكرًا متطرفا جعله لا يؤمن بأن الله هو الخالق ويعتقد أن الإنسان والكون خلقا من الطبيعة، ولا يأكل إلا النباتات رفضا لذبح الطيور والمواشي، ويتحدث عن النبي بصورة غير لائقة، ويعتقد أن قراءة الفاتحة في الخطبة جهل، وغيرها من الأمور، وعاد بعد عامين من الغياب وأنهى حياة شقيقته.