تفاصيل جريمة الدقهلية
حكاية "مدرس الفيزياء" والتلميذ صراع الفدية انتهى بجثة 3 حتت

حُلم الالتحاق بالكلية كان يراود "إيهاب" طالب الصف الثانوي كل لحظة، لكن آماله، انتهت عقب خروجه من درس "فيزياء"، مطلع الأسبوع الماضي في ظروف غامضة.. فما قصة الطالب "إيهاب" التي شغلت الرأي العام؟.
حكاية مدرس الفيزياء والتلميذ إيهاب
عصر الاثنين الماضي، أنهى "إيهاب"مراجعة دروسه، ارتدى ملابس الخروج متجها لأحد مراكز الدروس الخصوصية لحضور، حينها ودع صاحب الـ 16 ربيعًا والدته :"أنا رايح درس الفيزياء يا أمي".
مع مغيب الشمس، هاتفت الأم ابنها "إيهاب" للاطمئنان إليه كعادتها حثته على عدم التأخير في الدرس:"متتأخرش عشان نفطر مع بعض"، وجات صلاة المغرب ومعها أفطرت الأم دون ابنها الذي لم يحضر بعد".
الأم تفشل في الوصول لابنها
السابعة مساءًا، هاتفت الأم نجلها لكن دون جدوي، الأمر الذي أثار شكوك والده تواصل مع أحد أصدقائه في الدرس الذين أكدوا له أن صديقهم خرج معهم ، ولكن لم يروا بعدها "هو طلع معانا من الدرس وكل واحد روح بيته" دون أن يعلم عنه أحدا، رحلة البحث عن الطالب لم تتوقف، بعد أن أختفي "إيهاب" عن أنظار حتى منتصف الليل " الناس كلها نشرت صورته على الفيس"، حينها هاتف أحد الأشخاص والد الطالب وساومه بدفع مبلغ مالي له: "لو عايز ابنك ابعت 100 ألف فدية"، صباح اليوم التالي أبلغ الأب الشرطة باختفاء ابنه "ساعدوني في واحد رن عليا وطلب مني فلوس ارجع ابني".

على أطراف قرية النقعة بالستاموني في الدقهلية، عثر مزارع على جوال بلاستيك عليه آثار مدممه وحين فتحها بمعرفة الأهالي تفاجئوا بجثة مشطورة نصفين، أبلغوا الشرطة التي حضرت ونقلت الأشلاء على المشرحة فيما تعرفت أسرة "إيهاب" على جثمان ابنهم بعد تطابق تحليل "دي ان ايه" الوراثية، وعقب ذلك صرحت النيابة العامة بدفن نصف الجثة لحين العثور على النصف الأخر، حينها ودع أهالي "بحر التبن" جثمان "إيهاب" لمثواه الأخير عقب صلاة الغائب بالقرية الريفية.
كاميرات المراقبة تكشف لغز الجريمة
شكوك وغموض حول الجريمة، و بتفريغ كاميرات المراقبة المركبة بمحيط الجريمة ، تبين أن الضحية أستقل سيارة ملاكي مجهول لوحاتها المعدنية بعد أن خرج من الدرس رفقة آخرين وأن الجاني ليس قريب.
في محاولة لإبعاد الشبهة عنه نعي مدرس الفيزياء "م.عبد الراضي" تلميذه بأشد العبارات بعد أن عثرت أجهزة الأمن بمعرفة الأهالي:"رحمك الله رحمة الواسعة .. وآذاق من فعلها البلاء في الدنيا والآخرة".
استدعت النيابة العامة المدرس لسؤاله حول الجريمة كون الضحية توجه إليه ، ولم يعد بعدها لأسرته. المدرس الشاب لم يفصح بأي شيء عن الجريمة “هو طالب عندي بس أنا أخر مره شفته في الدرس وعرفت بعدها أنه اتقتل” ، لكن هذا التصرف لم يسقط عين الاتهام عنه كونه آخر ما تواصل مع الطالب.

صبيحة اليوم التالي، عاين رجال البحث الجنائي مركز "الفيزياء" الخصوصي، تمهيداً تفريغ كاميرات المراقبة تتبع خطي الطالب، حتى عثرت على خيوط الجريمة "قطعة خيش كبيرة الحجم من ذات أوصاف قطعة الخيش التي وجد بها النصف السفلي جثمان المجني عليه، وغير منتظمة الحواف من آثار القطع، بمطابقة القطعة المدممة العثور على الجثمان داخلها تكاملت معها تماما، وتبين اقتصاص القطعة الأولى من القطعة المعثور عليها.
المدرس يعترف بارتكاب الجريمة ويرشد عن الجثمان
بتضيق الخناق على المدرس أقر بارتكابه الجريمة وتقطيع جثمان المجني عليه إلى ثلاثة أجزاء صف سفلي جزع- رأس ، كونه يعاني من ضائقة مالية بحاجة إلى الحصول على مال لسداد مبلغ مالي لا يستطيع سداده ولعلمه بأن والد المجني عليه ميسور ماديا، ففكر في التخلص منه وقتله وإخفاء جثته بعد تقسيمها لأشلاء ومساومة ذويه بمبلغ مالي.
وخلال تحقيقات النيابة العامة أوضح المدرس المتهم أنه استغل تواجده بمفرده برفقة المجني عليه بغرفة الدروس الخصوصية ، وقام بقتله بسكين وتقطيع جثته، فيما أرشد على فانلة داخلية، وكيس بلاستيكي أسود اللون بداخله أحياء أدمية ، وأضاف بتخلصه من متعلقات المجني عليه "حقيبة مدرسية- هاتف محمول- ساعة يد" بإلقائهم بالمجاري المائية كي لا يشك فيه أحد من أسرة الضحية.
وذكرت النيابة العامة في بيانها أنه أمرت بحبس المدرس 4 أيام على ذمة التحقيقات لاتهامه بقتل تلميذه وتقطيع جثمانه لثلاث قطع لمروره بضائقة مالية.