العد التنازلي لرمضان 2024.. باقٍ 23 يوما على شهر الكنافة والقطايف

ونحن نواصل العد التنازلي لشهر رمضان 2024، الذي لم يبقَ عليه سوى 23 يوما، وينتظر الكثيرون مسلسلات رمضان، نترقب أيضا الحلويات التي ارتبطت به منذ قرون طويلة، وهي الكنافة والقطايف، فلا يُذكر الشهر الكريم إلا بهما، ولا نتذكرهما إلا في شهر الصيام، وصار لهما حضور في تراثنا، وثار حولهما جدل عن أصلهما.
سبب تسمية القطايف

يرجع البعض سبب تسمية القطايف إلى تشابهها بقماش القطيفة في ملمسها، وهناك رأي آخر أنها سُميت بهذا الاسم بهذا الاسم؛ لأنها كانت تُقدم في مجالس الملوك والأمراء في العصر الأموي على شكل فطيرة محشوة ليقطفها الضيوف، فسُميت القطائف، وخُففت الهمزة، فصارت قطايف. وكتب الإمام جلال الدين السيوطي رسالة عنها بعنوان "منهل اللطايف في الكنافة والقطايف".
أصل الكنافة
وعن أصل الكنافة وسر ارتباطها بشهر رمضان فيروي السيوطي في رسالته السابقة أنها شامية، وتم تقديمها إلى معاوية بن أبي سفيان أثناء ولايته على الشام طعاما للسحور؛ لكي تمنع عنه الجوع أثناء الصيام؛ حيث كان مشهورا بالجوع الشديد في الصيام، ، فنصحه محمد بن آثال بتناولها، وقيل إنها صُنعت خصيصًا له؛ لذا أُطلق عليها "كنافة معاوية".

وهذا الرأي رفضه محمد سيد كيلاني، المحقق الشهير في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي في دراسة له بعنوان "شهر الكنافة والقطائف" منشورة في مجلة الرسالة الشهيرة في العدد 888 عام 1950م، مرجحا أن تكون ظهرت في عصر متأخر عنه، مدللا على ذلك بقوله: "لو عُرفت الكنافة منذ عصر معاوية لذكرَها الشعراء فيما ذكروا من أطعمة. فقد رأينا الشعراء حتى العصر العباسي الثاني يذكرون القطايف والخبيص والفالوذج وغيرها من أنواع الأطعمة، ولم نرَ في شعرهم أثرا للكنافة" وخلص إلى أن "هذا دليل واضح على أنهم لم يعرفوها، ولم يسمعوا بها".

وفي المقابل استشهد بأن أول من تكلم عن الكنافة الشعراء المصريون، ومنهم أبو الحسن الجزار المصري الذي قال:
سقى الله أكناف الكنافة بالقطر *** وجاد عليها سكر دائم الدر
وتبا لأوفات المخلل إنها *** تمر بلا نفع وتحسب من عمري
وذكر أن المعز لدين الله الفاطمي مصر عندما دخل مصر، قدم له أهلها الكنافة.
وتابع أن القطايف عُرفت منذ العصر العباسي؛ وذكرها ابن الرومي وكشاجم وغيرهما في أشعارهما، فيقول أحدهم:
لله در قطائف محشوة *** من فستق دعت النواظر واليدا
شبهتها لما بدت في صحنها *** بحقاق عاج قد حشين زبرجدا

انتشار الكنافة في مصر
وانتشرت الكنافة في العصر الفاطمي، وكانت لها الصدارة، خاصة في شهر رمضان، فكانت لا تخلو مائدة منها، وارتبطت بهذا الشهر الفضيل طوال عصور الدولة الأيوبية والمملوكية والعثمانية، وانحسرت في مصر لفترة، حتى أعادها محمد علي باشا، عندما ذهب إلى الحاج عرفة، الجد الأكبر للحاج عتريس، وكان أشهر كنفاني في السيدة زينب، وطلب منه صناعتها من جديد، واستمرت حتى يومنا.

أعجب شكوى من غلاء أسعار الكنافة والقطايف
روى الإمام السيوطى في رسالته"منهل اللطايف في الكنافة والقطايف" أن أسعار الكنافة والقطايف ارتفعت في الأسبوع من شهر رمضان سنة 917 هـ، فقدم أهل مصر شكوى للمحتسب في قصيدة تقول:
لقد جاء بالبركات فضل زماننا *** بأنواع حلوى شذاها يتضوع
فلا عيب فيها غير أن محبها ** يبدد فيها ماله ويضيع
وقد صرت في وصف القطائف هائمًا *** ترانى لأبواب الكنافة أقرعُ
فيا قاضيًا بالله محتسبًا عسى *** ترخص لنا الحلوى نطيب ونرتع
أفكار جديدة لحشو الكنافة

ابتكر صناع الحلويات خلال السنوات الماضية طرقا جديدا لحشو الكنافة، وتنوعت ما بين المانجو والشوكولاتة والكريمة والمكسرات والكاسترد والموز والمهلبية والجبن واللبن والقشدة، وغيرها من أنواع الحشو المميزة؛ لكي تناسب جميع الأذواق.
أفكار جديدة لصناعة القطايف

كما ابتكروا أفكارا جديدة لحشو القطايف، منها الزبيب والمكسرات واللحم المفروم والجزر والبقدونس والكزبرة والجبن والدجاج واللبنة والشوكولاتة والمانجو، وغيرها.