كم باقي على رمضان 2024.. شهر استشهاد الإمام علي بن أبي طالب

مع العد التنازلي لرمضان تكثر الأسئلة كم باقي على رمضان 2024؟ متى موعد شهر رمضان ٢٠٢٤، هل سيبدأ رمضان يوم الاثنين 11 أم الثلاثاء 12 مارس 2024؟ وهل ستكون عدة رمضان 30 يوما هذا العام؟ ومتى تكون ليلة تحري هلال رمضان؟ وفي هذه الأيام المباركة نتذكر عظماء ماتوا في رمضان، ونتكلم عن الإمام علي بن أبي طالب، الذي يفخر كل من ينتسب إليه بأنه من آل البيت.
وفاة علي بن أبي طالب
توفي الإمام علي بن أبي طالب في شهر رمضان أثناء سنة 40 هجرية وهو في طريقه لصلاة الفجر، فتم اغتياله؛ ليرحل إلى الله في مصافِّ الشهداء في نفس الشهر الذي رحل فيه ابنه الأكبر الإمام الحسن خامس الخلفاء الراشدين
حظي ابن أبي طالب بما لم يحظَ به غيره من مكانة عند رسول الله صلى الله عليه، حتى إنه اختاره زوجا لأحب بناته إلى قلبه، السيدة فاطمة الزهراء، وأنجب منها خير شباب الجنة.

تاريخ حياة الإمام علي في نقاط
- هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم.
- أمه هي فاطمة بنت أسد بن عبد مناف بنت عم أبي طالب.
- يُكنَّى الإمام علي بأبي الحسن وأبي تراب، وهي كنية أطلقها النبي (ص) حينما وجده راقدًا في المسجد وقد أصاب جسده التراب بعد أن سقط الرداء عنه، فأخذ النبي يمسح التراب عنه.
- ولد يوم 13 رجب 23 قبل الهجرة = 17 مارس 599م، قيل إنه أول من ولد في جوف الكعبة من الهاشميين.
- تكفل بتربيته النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن حدثت أزمة شديدة لقريش، وكان أبو طالب كثير الأولاد.
- قبل الأزمة كان أبو طالب من سادات قريش، وتكفل بالنبي صلى الله عيه وسلم وهو صغير بعد وفاة جده عبد المطلب.
- كان الإمام علي أصغر إخوته الذكور، وهم عقيل وطالب وجعفر، وكانت له أختان: أم هانئ وجمانة.
- كان علي أول من أسلم من الصبيان.
- أحد العشرة المبشرين بالجنة.
- عُرف بجرأته الشديدة، حتى إنه نام في فراش الرسول صلى الله في الهجرة، ولم يهتز لمحاصرة المشركين لبيت الرسول من أجل الفتك به.
- ولم يترك غزوة من غزوات الرسول إلا شارك فيها، إلا غزوة تبوك، التي استخلفه الرسول فيها على المدينة، وكان يحمل لواء الرسول في أغلب الغزوات.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن "لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يُفْتَحُ علَى يَدَيْهِ، يُحِبُّ اللَّهَ ورَسولَهُ، ويُحِبُّهُ اللَّهُ ورَسولُهُ"، ونادى علي بن أبي طالب.
- تزوج السيدة فاطمة أحب بنات الرسول إلى قلبه، ويروى أن زواجه بها كان بأمر من الله، حيث رد الرسول جميع الصحابة الذين أتوا لخطبتها، حتى أتى الأمر من الله بتزويج فاطمة من على، فكان صداقها درعه الحطمية، ويُروَى أنه باع بعيرا، ودفع ثمنه صداقا لها، وكان منه 480 درهما على أرجح الأقوال.
- أنجب من السيدة فاطمة أبناء أشهرهم الحسن والحسين، ومحسن، وزينب الكبرى، وأم كلثوم.
- رغم قصر مدة خلافته، إلا أنه حقق فائضا في بيت المال، وأرسى دعائم العدل.
- أول من خصص يوما للنظر في المظالم وأول من أنشأ العسس الليلي (الدوريات الشرطية)؛ لحماية المسلمين وهم نائمون وردع اللصوص والمخربين.
- وصل من العلم أن عُرف بأنه باب العلم، وكان قاضيا عالما يفصل في قضايا شائكة أعجزت أفقه الفقهاء في عصره.
- وكانت له توجيهات تكتيكية في الحروب تدل على خبرة متراكمة، ذكر العقاد نماذج منها، كقوله للجيوش أثناء تسييرها "إذا نزلتم بعدو أو نزل بكم، فليكن معسكركم من قبل الإشراف وسفاح الجبال، أو أثناء الأنهار، كيما يكون لكم ردءًا ودونكم ردًّا، ولتكن مقاتلتكم من وجه واحد أو اثنين، واجعلوا لكم رقباء في صياصي الجبال ومناكب الهضاب؛ لئلا يأتيكم العدو من مكان مخافة أو أمن، واعلموا أن مقدمة القوم عيونهم، وعيون المقدمة طلائعهم، وإياكم والتفرق فإذا نزلتم فانزلوا جميعًا، وإذا ارتحلتم فارتحلوا جميعًا، وإذا غشيكم الليل فاجعلوا الرماح كفة (محيطة بكم)، ولا تذوقوا النوم إلا غرارًا أو مضمضة".

ليلة استشهاد الإمام علي بن طالب
في ليلة الجمعة 17 من رمضان من السنة الأربعين للهجرة، وأثناء ذهابه لصلاة الفجر، غدر به عبد الرحمن بن ملجم والبرك بن عبد الله وعمرو بن بكر التميمي، وهم من الخوارج، وكانوا اجتمعوا قبل تلك الليلة بعد أن وأد الإمام علي فتنتهم، واتفقوا على أن من يحمل وزر دمائهم ثلاثة، هم علي بن أبي طالب، ومعاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، وتم الاتفاق على أن يقتل عبد الرحمن بن ملجم الإمام علي، والبرك يقتل معاوية، وعمرو بن برك يقتل عمرو بن العاص.
وبدأ عبد الرحمن بن ملجم الخارجي مهمته بالإقامة في الكوفة، يترقب اللحظة التي ينقض فيها على الإمام علي، واصحب معه آخر ليعينه على تنفيذ جريمته، وكان سيفه مسموما، ولما خرج الإمام علي من بيته لصلاة الفجر، استقبلاه بسيفيهما، فضربه ابن ملجم في جبهته حتى بلغ دماغه، فخر الإمام علي وهو يقول: "لا يفوتنَّكم الرجل"، فأحاط القوم بهما، وقتلوا صاحب ابن ملجم، واستبقوه، وحملوا الإمام علي إلى داره، وبقي فيها ليلتين ويوما، ثم صعدت روحه إلى بارئها.
وقبل موت الإمام حذر من المغالاة في القتل والثأر بقوله "يا بني عبد المطلب، لا ألفينَّكم تخوضون دماء المسلمين، تقولون: قُتل أمير المؤمنين، قُتل أمير المؤمنين، ألا لا يُقتَلَنَّ إلا قاتلي".
والتفت إلى ابنه الإمام الحسن، وأوصاه "إن متُّ من ضربتِه هذه فاضربه ضربة بضربة، ولا تمثِّل بالرجل؛ فإنى سمعت رسول الله يقول: إياكم والمثلة ولو أنها بالكلب العقور".
أين دُفن الإمام علي؟
حتى الآن لا يمكن الجزم بمكان قبر الإمام علي صلاة الله وسلامه ورضوانه عليه، حيث اختلف علماء السلف في ذلك على ثلاثة آراء:
الأول: أنه دُفن بقصر الإمارة في الكوفة، وهو ما قاله ابن سعد في "الطبقات"، وروى عن الشعبي أن "الحسن بن عليِّ صلّى على والده علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، فكبر عليه أربع تكبيرات، ودفن علي بالكوفة عند مسجد الجماعة في الرحبة مما يلي أبواب كندة"، وقال به قاضي القضاة ابن خلكان في كتاب "وفيات الأعيان"، وشيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى"، ونسبه إلى جمهور أهل المعرفة
الثاني: أنه دُفن بالكوفة، ونقل ابنه الإمام الحسن قبره إلى المدينة المنورة، ومنهم الحافظ أبو نعيم الأصبهاني، الحافظ أبي نعيم ، نقله عنه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد".
الثالث: أنه دُفن في الكوفة بمكان غير معلوم، وهو قول الحافظ والمحدث عبد الله العجلي، ونقله عنه أيضا الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد".
الرابع: أن مكان قبره غير معلوم، وهو قول المحدث إبراهيم الحربي صاحب غريب الحديث والآثار، ونقله عنه ابن أبي يعلى في "طبقات الحنابلة"، وهو قول كمال الدين محمد بن موسى بن عيسى الدميري، وذكره في كتابه "حياة الحيوان الكبرى".
أمام عن سبب الاختلاف في معرفة مكان قبر الإمام علي، فهو إخفاؤه حتى لاي يعرف الخوارج مكانه، فينبشوا قبره، ويعرضوه للمهانة؛ حيث إنهم لا يرعون عهدا ولا ذمة ولا دينا.