العجوز التائه.. بايدن يجتمع بالأموات ويتحدث لـ ميتران بعد 28 عاما من رحيله

أثارت هفوت الرئيس الأمريكي جو بايدن، موجة من السخرية إزاء التحدث إلى الأموات والانشغال بدعم مجرمي الحرب حول العالم، فلا يتوقف العجوز الأمريكي عن تصريحاته الداعمة للكيان الصهيوني المحتل في جرائمه المرتكبة في قطاع غزة.
بايدن يتحدث إلى الأموات
العجوز التائه بحسب وصف الكثيرين وقع في زلة لسان كشفت عن غيبوبته وضياع معرفته ودرايته بالزمان وما يحدث حوله، ففي مدينة لاس فيجاس الأمريكية ضمن حملته الانتخابية، كشف بايدن عن اجتماع عقده مع الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران على هامش فعاليات مجموعة السبع في سنة 2021، في الوقت الذي رحل الرئيس الفرنسي عن عالمنا منذ 28 عامًا.
الأمر الذي قابلته موجة من السخرية إزاء الرئيس الأمريكي بايدن الذي يتحدث مع الأموات، أمام حشد كبير من الجماهير بمثل هذه الهفوة ليخرج البيت الأبيض مصححًا بأن المقصود الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
من هو فرنسوا ميتران ؟
فرنسوا ميتران شغل منصب رئيس الجمهورية لفترتين رئاسيتين بين عامي 1981 - 1995. وانتمى إلى الحزب الاشتراكي الفرنسي حيث شغل منصب أمينه العام.
ولد في جارناك (منطقة شارنت)، ونشأ في بيئة برجوازية وكاثوليكية. كان أبوه من الوجهاء، يدير معملاً للخل. اضطر لمسايرة قيم عائلته واتبع المسلك الذي رسمته له بيئته. درس الآداب والحقوق في باريس وتخرّج من المدرسة الحرة للعلوم السياسية وأصبح متطوعًا في حركة الكولونيل لاروك للشبّان، التي تدعو إلى تقوية السلطة التنفيذية وتميل إلى أقصى اليمين.
وعلى خلاف الأسطورة التي ساهم في ترويجها، كان طالبًا مسيّساً لا يربأ بنفسه عن المشاركة في المظاهرات ضدّ الأجانب. إلا أنه لم يكن فاشياً ولا معادٍ للسامية، بل كان هاجسه الأدب كما تبرهن عليه نصوصه عن فرنسوا مورياك وأندريه جيد وهنري دو مونترلان. إلا أنّه كان مائلاً إلى يمين اليمين.
وبعد هزيمة فرنسا في بداية الحرب العالمية الثانية سجن ميتران في معتقل ألماني، وبعد فراره منه في ديسمبر 1941 عمل في فيشي للدولة الفرنسية كرئيس لشعبة الصحافة لمفوضية توظيف سجناء الحرب السابقين، بين 1942 - 1943. كان من المؤيدين لـ فيليب بيتان بحماس في الأشهر الأولى، لاعتقاده أن رابح فيردان أحصن سور ضدّ السيطرة الألمانية.
بدأ يتطلع إلى المقاومة في عيد الخمسين 1942 بعدما قابل مجموعة بدأت تقلب للدولة الفرنسية ظهر المجن، فشرع يتحوّل ببطء. لم يكن أوّل من انضمّ إلى المقاومة ولكنه لم يكن من المتخلفين عنها أيضاً.
دخل ميتران في المقاومة سنة 1943 بعدما تلقى وسام «الفرانيسك» الذي كان يعطى لأوفى خدم فيليب بيتان. ثم سافر إلى لندن والجزائر. تتضمن مذكرات الجنرال ديغول الحربية بشأن ميتران أحكاماً قاسية، إذ يذكره في قائمة من كان يخابر فرنسا الحرة من داخل الحدود. أدرجّت حركة المعتقلين والمنفيين، التي كان ينشط فيها ميتران، بعد التحرير في قائمة الحركات المشتركة في المقاومة الفرنسية الداخلية.
حوّلته الحرب إلى شخص آخر وأثّرت عليه مخالطة الشيوعيين والاشتراكيين في المعتقلات تأثيراً بالغاً. فعند تحرير فرنسا كان ميل ميتران إلى اليسار ميلاً شديداً بل كاد يدعو إلى الثورة العمالية؛ كتب في رسالة لأعز صديق له جورج دايان: «إن مثالي لهو الوحدة العمالية».
وتوفي ميتران في الثامن من يناير 1996، ودُفِنَ في جارناك مسقط رأسه.