العد التنازلي لشهر رمضان 2024
«كم باقي على رمضان 2024» عظماء ولدوا في رمضان.. أول أم للمؤمنين

باقٍ على موعد شهر رمضان 31 يوما، حيث يتواصل العد التنازلي على رمضان 2024، وهو الشهر التاسع من شهور السنة الهجرية، والذي شهد ميلاد كثير من العظماء، وأبرزهم أول أم للمؤمنين وأول من أسلم، السيدة خديجة بنت خويلد.
السيدة خديجة الشريفة بنت الأشراف
ولدت السيدة/ خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن في شهر رمضان سنة 68 قبل الهجرة = 556 ميلادية، يلتقي نسبها بنسب النبي محمد في قصي بن كلاب.
ومعنى اسم "خديجة" هو المولودة قبل أوان وضعها، من الفعل "خدجت": أي أنجبت قبل تمام الحمل.
كانت السيدة خديجة من سادات وأشراف العرب، نشأت في بيت عز ومجد ونفوذ، فتربت على حسن الخلق، حتى عُرفت في الجاهلية بالطاهرة، وكانت سيدة أعمال صاحب تجارة ضخمة بين اليمن والشام ومكة، وتستأجر الرجال لمباشرة قوافلها، وظلت فترة طويلة تأتيها رؤى في منامها ببشريات كثيرة، فكانت تستشير ابن عمها ورقة بن نوفل، الذي كان على علم بالتوراة والإنجيل.
سمعت السيدة خديجة عن شاب ذاع صيته في مكة وبين العرب، حتى أطلقوا عليه الصادق الأمين، فبعثت إليه ليخرج في تجارتها إلى الشام مع غلام لها يدعى ميسرة، ووافق النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وما حدث في الرحلة، وما حكاه ميسرة من معجزات رآها بعينه ذكَّر خديحة بذلك اليوم الذي كانت تجلس فيه مع نساء مكة وهن عاكفات على وثن في يوم عيد لهنَّ، "فمثل لهن كرجل، حتى صار منهن قريبا، ثم نادى بأعلى صوته: يا نساء تيماء، إنه سيكون في بلدكن نبي يقال له أحمد، يُبعث برسالة الله، فأيُّما امرأة استطاعت أن تكون زوجا له فلتفعل، فحصبته النساء وقبحنه، وأغلظن له، وأغضت خديجة على قوله، ولم تعرض له فيما عرض له النساء". (الخصائص الكبرى لأبي بكر السيوطي).
هنا لم تترد السيدة خديجة التي يسعى إليها سادة القوم في أن تسعى هي إلى محمد، وتطلب الزواج به، فحكت لصديقتها نفيسة بن مُنية، فتحمست، وطمأنتها بأنها ستذهب إلى محمد لتخبره برغبة السيدة خديجة في الزواج به.
وبعد الزواج ظلت الزوجة الصالحة والسند لزوجها، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم طوال تلك الفترة يذهب إلى غار حراء للخلوة والتأمل في الكون وأسراره، حتى كانت تلك الليلة التي غيرت مسار حياته، وكان لزوجته دور عظيم.
ليلة الفزع
في تلك الليلة، وبعد مرور 15 عاما على زواج محمد بخديجة، فجأة ظهر له ملك وقد ملأ ما بين المشرق والمغرب، وأخبره أنه جبريل مرسل من عند الله، ونزل عليه بالقرآن الكريم، وأن تلك الليلة هي ليلة القدر، وعرَّفه أنه نبي آخر الزمان وخاتم الأنبياء، ولما عاد يرتعد طمأنته زوجته، وذهبت به إلى ورقة بن نوفل الذي فرح فرحا لا يوصف وهو يرى بعينيه النبي الذي انتظره كثيرا، وكانت فرحة خديجة أشد.
أول من أسلم
نالت السيدة خديجة الشرف الأعظم، وهو أنها أول من أسلم من الرجال والنساء، وأنها أم المؤمنين الأولى، وظلت سندا وعونا لزوجها، حتى إنها عند حصار الرسول ومن آمن معه في شعب بني هاشم، وحرمانهم من الطعام والشراب، تركت خديجة قبيلتها بني أسد ذات السطوة والنفوذ، واختارت أن تبقى مع زوجها تعاني مثل الجوع والعطش والحصار المرير.
وحان الرحيل
وظلت تسانده طوال ربع قرن من زواجهما، حتى حان وقت رحيلها، فصعدت روحها قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة بعامين، وكان عمرها 65 عاما، ودُفنت في الحُجون، وهو جبل يقابل مسجد العقبة، ووردت فضائل كثيرة لتلك المقبرة، منها أنها كانت تستقبل الكعبة بشكل مستقيم.