الحادثة

اليوم الحكم على صاحب واقعة تلحين القرآن الكريم على العود بتهمة ازدراء الدين الإسلامي

الحكم على صاحب واقعة
الحكم على صاحب واقعة تلحين القرآن الكريم

تصدر، اليوم الأربعاء، محكمة جنح مصر الجديدة الحكم على صاحب واقعة تلحين القرآن الكريم على العود، والموجه له تهمة ازدراء الدين الإسلامي.

وكانت نيابة النزهة أمرت بإحالة الملحن أحمد حجازي صاحب واقعة تلحين القرآن الكريم على أنغام الموسيقى إلى محكمة الجنح بتهمة ازدراء الدين الإسلامي، بعد أن قدمت أدلة على ارتكاب فعل يمثل ازدراء للدين الإسلامي، بأن لحن القرآن الكريم على أنغام الموسيقى، وهو ما يؤدي إلى تغيير شكله وجعله شبيها بالأغاني.

بدأت الواقعة بتقدم المحامي محمود السمري ببلاغ إلى نيابة النزهة الجزئية ضد المتهم بتلحين القرآن على العود وبث الفيديو عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي؛ ما أثار غضب المسلمين وغضب كل أصحاب الأديان السماوية؛ لانتهاكه قدسية القرآن الكريم ووقاره الذي تحترمه جميع الأديان، وفقا لما ورد في صحيفة الدعوى.

وجاء في البلاغ أن هذا الفعل ينطوي على عدة جرائم، منها: ازدراء الدين الإسلامي، وذلك من خلال تغيير شكل القرآن الكريم، وجعله شبيهًا بأغاني الغناء، الإساءة إلى الذات الإلهية، وذلك من خلال جعل القرآن الكريم في قالب موسيقي، كما ينطوي تحت جريمة، التحريض على العنف، وذلك من خلال إثارة غضب المسلمين.

حكم تلحين القرآن وتصويره تصويرا فنيا

وفي فتوى لدار الإفتاء أكدت أنه لا يجوز شرعًا قراءة القرآن الكريم مع تلحينه تلحينًا موسيقيًّا؛ لكون هذا العمل يخرج القرآن عن جلالته وقدسيته، ويصرف السامع عن الخشوع والخضوع عند سماعه، ويجعله أداة لهوٍ وطربٍ.

وأكدت أنه من حق القرآن أن يُسمع في جو من السكينة والاحترام قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرۡءَانُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الأعراف: 204]، وسماع القرآن كما تسمع الأغاني يجعله أداة لهو وطرب فينصرف فيه السامع إلى ما فيه من لذة وطرب عما أنزل القرآن له من هداية الناس وإرشادهم، وإذا كان من المسلم به أن لكل مقام مقالًا وأن لكل مجلس ما يلائمه فمجلس الهداية والإرشاد يخالف مجلس اللهو والطرب، فلا يجوز أن ننقل القرآن من أن يكون هداية للناس إلى أن يكون أداة للهوهم ولذتهم وطربهم، ولعل أكبر دليل على الفرق بين المجلسين ما نشاهده الآن في الأماكن التي يجتمع فيها الناس لسماع تلاوة القرآن من أحد المقرئين، وفي الأماكن التي يجتمعون فيها لسماع أحد المغنين أو المغنيات؛ فإنهم في مجلس القرآن يفتحون آذانهم وقلوبهم؛ لفهم معاني القرآن مع الخشوع والخضوع والاحترام لمجلس القرآن.

وتابعت: في مجلس الغناء يطربون ويصخبون وتعلو أصواتهم بالاستحسان، وطلب الإعادة والتكرير وبغير ذلك من الألفاظ التي تشعر بخروجهم عن حدود الوقار والسكينة إلى مستلزمات الغناء والطرب، وأيضًا فإن القرآن الملحن بالموسيقى ليس هو القرآن الذي أنزله الله على رسوله وتعبدنا بتلاوته التي تلقيناها عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وإذا كانت الأديان السماوية السابقة قد حرَّفَت وبدَّلَت في كتب الله التي أنزلها الله عليهم لهدايتهم وإرشادهم، فإننا إذا أجزنا قراءة القرآن ملحنًا تلحينًا موسيقيًّا وسماعه مصحوبًا بآلات الموسيقي نكون قد وقعنا فيما وقع فيه غيرُنا وحرّفنا كتاب الله وبدلناه، وفي ذلك ضياع الدين وهلاك المسلمين.

وشددت على أنه: يجب على العلماء المسلمين ومفكريهم والحريصين على أن تستقيم أمور دينهم أن يقفوا وقفة حاسمة يمنعون بها كل من تحدثه نفسه بأن يقرأ القرآن ملحنًا تلحينًا موسيقيًّا ويتغنى به كما يتغنى بأية قصيدة من القصائد حتى يدفعوا عن كتابهم شرًّا مستطيرًا يوشك أن يقع به، وليذكروا قول الله تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: 9]، وقوله تعالى: ﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ [يونس: 16].