الحادثة

«العنف الرقمي».. استهداف الفتيات والسيدات من خلال جروبات السوشيال ميديا

العنف الرقمي
العنف الرقمي

العنف الرقمي، هي وسيلة جديدة للعنف الذي يمارس ضد الفتيات والسيدات بشراسة، فلم يقتصر العنف على ما تتعرض له الفتيات من مضايقات بالشارع، سواء عنف بدني أو لفظي، ولكنه انتقل إلى حملات ممنهجة على وسائل التواصل الإجتماعي.

مكافحة العنف الرقمي

العديد من النسويات والمدافعات عن حقوق المرأة، قدمن بلاغات ضد هذه الكيانات، واتخذن إجراءات ملاحقتهم قانونياً، من بينها "سوبر وومن" ومؤسسة المرأة الجديدة، واللاتي تقدمن ببلاغات إلى النائب العام، بشأن هذه الجروبات التي تلاحق السيدات والنساء.

تهديد بالقتل وتطبيق حد الردة!

السبب وراء عودة قضايا العنف الرقمي مرة أخرى، ما حدث لطالبة جامعية، عندما نشرت عبر حسابها على إحدى مواقع التواصل الاجتماعي، معتقداتها عن الدين الإسلامي، وقيام البعض بأخذ «إسكرين شوت» ونشره على جروب الدفعة، ومن هنا انتشر الخبر، وتم نشر صورها وأرقامها الشخصية وأرقام والدتها، في الجروب، ووصل الأمر إلى أن تم إرسال لها رسائل تهديد بالقتل، والتهديد بتطبيق عليها حد الردة.

على الفور، تقدمت الفتاة ببلاغ إلى مباحث الإنترنت، والنائب العام، ضد هذه الجروبات ومن قام بنشر كل ما يتعلق بها، والقضية مازالت قيد التحقيق.

الابتزاز يقوده مراهقون 

هذه الجروبات ليست جديدة، وبدأت تتكون على مواقع التواصل الإجتماعي من مجموعة من المراهقين، وهي أن يقوم شخص بالتقاط "إسكرين شوت"، ويتم من خلاله مهاجمة الفتيات، ويستهدف البنات بشكل مكثف، ونتيجة لعدم اتخاذ أي إجراءات قانونية ضدهم، توسعت هذه الجروبات في نشاطها.

من ضمن هذه الوقائع، التي حفظت دون سبب، ما تعرضت له فتاة تدعى "أ.أ"، والتى تلقت رسالة إلكترونية من شخص ما، يهددها بنشر صورها الشخصية، بعد أن قام باختراق هاتفها، وقتها قامت الفتاة بتحرير محضر في مباحث الإنترنت، استمر لمدة شهر.

وعندما ذهبت إلى مباحث الإنترنت للاستعلام عن محضرها، أبلغوها أنهم توصلوا للشخص، وبعدها قاموا بتحويل المحضر، إلى النيابة العامة، ثم تم حفظ المحضر.

في هذه النقطة تحديدًا، يوضح المحامى أحمد ربيع، إن قضايا الإبتزاز تصل في كثير من الأحيان لتهديد الضحية من قبل الأسرة نفسها، بعد تعرضها لابتزاز إلكتروني، مما يدفع أسرة المجني عليها للهروب من المسكن، والاستقلال بعيدًا هربًا من الفضيحة.

البطء في تعقب الجناة يتسبب في نتائج كارثية

 

قضايا التشهير، يتم التعامل معها بنفس البطء في تعقب الجناة، وهذه القضايا تتسبب فى نتائج كارثية لضحاياها، وهو ما تعرضت له "ف.ص " من قبل طليقها، الذى قام بنشر صوراً خاصة جمعتهم خلال الزواج، وقام بإرسالها لشخص كانت تنوى الزواج به، ولم يقف عند هذا الحد، بل قام بعمل أكثر من صفحة، وقام بنشر هذه الصور على عدة صفحات وجروبات على السوشيال ميديا، وأرسلها للأصدقاء والأقارب..

لمياء لطفى، حقوقية وعضو مؤسسة المرأة الجديدة، أرجعت هذه السلوكيات إلى التربية، كونها سبب رئيسي  في العنف تجاه الآخر، وتقليص قدرته على التعبير والمشاركة، وبعدها الخروج لعالم السوشيال ميديا، ومن هنا تكون بداية توجيه القمع الذي تعرض له هؤلاء الأفراد،  في الصغر، ضد النساء والسيدات على السوشيال ميديا.

كما أشارت لمياء، أن هذه الفكرة ثقافة سائدة في المجتمع، وهو يطبق حالياً على السوشيال ميديا، والدليل على ذلك واقعة الطالبة التي تصدت لمضايقات زميلها بالجامعة، واتخذت موقف منها، ومن هنا بدأ يستهدفها على السوشيال ميديا، ووضع صورها وبياناتها الشخصية، واتهمها أنها تمارس الجنس التجاري لتشويه سمعتها.