الحادثة

لماذا منع عبد الناصر الفنانة صباح من دخول مصر؟

أشرف رمضان يكتب: عبد الناصر ونجاح سلام وصباح.. الحكاية فيها إنّ!

عبد الناصر ونجاح
عبد الناصر ونجاح سلام وصباح

أغلبنا يعرف أن الفنانة الكبيرة صباح مُنعت من دخول مصر في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، لكن لا أحد يعرف السبب، وحقيقة الأمر، فالرواية المنتشرة في أغلب وسائل الإعلام أن سبب المنع وسحب الجنسية المصرية وحظر إذاعة أغانيها في الإذاعة المصرية بسبب لقائها مع مطرب يهودي؛ كانت تعرفه منذ الطفولة لأنه عاش في لبنان قبل أن يغادرها لإسرائيل، حينها ضخمت الصحف العربية الموضوع وتناقلت الشائعات، واضطر «ناصر» حينها لتهدئة الرأي العام العربي بإصدار قرار المنع.

هذه الرواية المتعارف عليها؛ لكن الحقيقة على خلاف ذلك، وفق ما كشفه ليّ شاهد عيان على الواقعة حينما التقيته في خريف 2009، الذي أطلعني على الرواية الحقيقية لمنع صباح من دخول مصر.

شاهد العيان – الذي أتحفظ على ذكر اسمه – قال ليّ حينها إنه كان في مهمة داخل بيروت بصحبة وفد مصري، ونظم أحد المسئولين في لبنان حفلاً للوفد المصري، وشاركت فيه الفنانة صباح، والفنانة نجاح سلام، والسفير المصري في لبنان.

صباح.. خلال الحفل، خرجت صباح عن السيطرة، وفقًا لشاهد العيان، وبدأت في ضحكات متعالية ومتواصلة، وألقت عبارات وشتائم في حق مصر والرئيس عبد الناصر، الأمر الذي جعل الفنانة نجاح سلام، العاشقة لمصر، أن تنفعل بشدة، وتتصدى لصباح محاولة السيطرة عليها، وقالت نجاح لـ صباح، وفق شاهد العيان: «إنها مصر التي فتحت لكِ أبواب أراضيها وإذاعتها وسبب نجاحك وشهرتك.. أيعقل أن تسبيها وزعيمها بهذا الشكل».

شاهد العيان، قال، إن الوفد المصري قرر الانسحاب من الحفل في هدوء، وفور عودته لمصر كتب تقريرًا بما حدث للرئيس عبد الناصر، فطلب «ناصر» لقائه، مع استدعاء السفير المصري في لبنان.

وحضر شاهد العيان، لقاء عبد الناصر بحضور السفير المصري، الذي انفعل عليه عبد الناصر بشدة وقال له: «إزاي تبقى في حفل مصر تتشتم فيه ومتردش، صباح تشتمني مش مهم أمال تشتم مصر في وجودك، وإنت صامت ده إللى مش هتهاون فيه».

وأكد شاهد العيان، إن «ناصر»، أصدر حينها قرارًا بإقالة السفير المصري، وقرار آخر بمنع صباح من دخول مصر، وسحب الجنسية المصرية منها، ومنع إذاعة أغانيها في الإذاعة المصرية، حتى رجعت إلى مصر في عهد الرئيس السادات.

هذه الرواية أتذكرها الآن بعد وفاة العظيمة نجاح سلام التي أبدعت في غناء «يا أغلى اسم في الوجود يا مصر»، كانت عاشقة لتراب مصر، لروحها السلام.