الحادثة

لماذا يُصر نجيب ساويرس على طائفيته؟

نجيب ساويرس - أرشيفية
نجيب ساويرس - أرشيفية

لا يفوت رجل الأعمال، نجيب ساويرس أي فرصة للتأكيد على طائفيته، في كل حدث كبير أو صغير، يكشف عن وجهه الطائفي دون مواربة، حتى لو كان ذلك على حساب الوطن، وسلامة المجتمع. 

تعليق نجيب ساويرس على اختطاف مصريين في ليبيا

قبل يومين، نجحت الأجهزة الأمنية المصرية في تحرير 6 مصريين كانوا مختطفين في ليبيا، وهنا تدخلت الدولة لإنقاذ أبنائها بوصفهم مصريين، لكن ساويرس آراد أن يُضفي الطابع الطائفي البغيض على الأمر، فخرج على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" ليعلن أنه تم تحرير "الستة الأقباط"، ووجه شكره للسلطات الليبية، متجاهلًا تمامًا الدولة المصرية وأجهزتها.

في تويتة "ساويرس" غير الموضوعية، طعن في كفاءة الأجهزة الأمنية في الدولة؛ فحسب كلامه لولا السلطات الليبية لما تمكنا من تحرير المصريين المخطوفين، وهذا غير دقيق؛ فالمعلومات المتاحة تقول إنه فور الإعلان عن خطف المصريين الستة، تدخلت أعلى الأجهزة الأمنية المصرية لتحريرهم، وهذا ما تفعله الدولة مع أي مصري يتعرض للاعتداء، لا سيما في دول الجوار، ليبيا والسودان، وغيرها من الدول. 

طائفية ساويرس واضحة للعيان فمنذ سنوات والرجل يدخل معارك لا تُعد ولا تحصى مع المصريين المسلمين، يضغط على الوتر الطائفي لينفجر الأمر، ويتحول هو بقدرة قادر إلى شهيد الدفاع عن العقيدة، رغم أنه هو الذي بدأ بالاعتداء.

إثارة الأزمات واختلاق المناوشات غير المثمرة، حلقة متصلة في حياة نجيب ساويرس خاصةً ضد الحجاب والزي الإسلامي الذي دأب على السخرية منه والتقليل من الملتزمين به رغم تأكيده في أكثر من حديث صحفي ومقابلة تلفزيونية أنه ليس ضد الحجاب ويدعم حريتي العقيدة والرأي، في أكتوبر 2007، انتقد ما أسماه ظاهرة انتشار الحجاب الإيراني (الشادور) في شوارع مصر، والملفت للجدل أن نجيب ساويرس ظهر متأخرًا في انتقاد شيء معلوماته عنه مغلوطة، إذ اتضح أن (الشادور) زي أفغاني وليس إيراني.  

وفي مارس 2012، وضع نجيب ساويرس على حسابه بموقع "تويتر" صور "ميكي وميني ماوس" وهما يرتديان الزي الإسلامي، مصورًا ميكي ملتحيًا يرتدي جلبابًا والثانية ترتدي العباءة والنقاب بشكل يدعو إلى السخرية وهو ما تسبب في إقامة دعاوى قضائية ضده بتهمة "ازدراء الأديان" والإساءة إلى الإسلام.

تبع تلك الأزمة، واحدة أخرى، في 13 نوفمبر 2019، عندما أثار نجيب ساويرس أزمة كبيرة بعد تصريحه لموقع "أرابيان بيزنز" بأنه "لو أراد الله للنساء الحجاب لكان خلقهن به، والله جميل ويحب الجمال، الله يعلم ما يفعله، ومن نحن لنناقش ما يريده الله؟". 

الإصرار غير المفهوم من نجيب ساويرس على إثارة القلاقل فيما يتعلق بالحجاب والالتزام بالزي الإسلامي بات أمرًا متكررًا، خاصةً وأنه دائمًا ما يردد: "العالم العربي مبتلى بالإسلاميين المتعصبين بعقليات مغلقة".   

منتصف أغسطس 2022، دخل ساويرس في صدام مع الكاتب الصحفي، مصطفى بكري، عقب نشر الأول، تغريدة رأى البعض أنها تشكك في بيان لوزارة الداخلية أرجع حريق كنيسة أبي سيفين في إمبابة الذي أودى بحياة العشرات، إلى «ماس كهربائي». وقال ساويرس آنذاك، إنه «لن يكتب تعزية قبل أن يعرف تفاصيل الحادث»، واعتبر مصطفى بكري تغريدة ساويرس بمثابة «محاولة جديدة لإشعال الفتنة»، لا سيما بعدما تسببت التغريدة في ضجة كبيرة على مواقع التواصل.

هنا من حقنا أن نتساءل: لماذا يُصرُّ نجيب ساويرس على طائفيته؟! على الرغم من أنه كرجل أعمال مسيحي، يأخذ حقه في هذا البلد أكثر من مواطنين مسلمين كُثر، لأن الأمر لا يتعلق بكونه مسيحيًّا وكونهم مسلمين، إنما جميعنا مصريون في السراء والضراء، لا فرق بيننا، ولو أتعب ساويرس نفسه ونزل من برجه العاجي سيجد أن المصريين لا يفترقون في الأزمات، ولو كان ذهب إلى بيوت المخطوفين لوجد جيرانهم المسلمين ينتظرونهم مع إخوتهم المسيحيين، لأنهم أولًا مصريون لا يفترقون حتى لو كره “ساويرس” قربهم هذا!