الحادثة

3 قتلى بسبب الحد الفاصل.. ماذا جرى في أشمون؟

أرض الدم والنار..
أرض الدم والنار.. 3 قتلى بسبب الحد الفاصل

بين عشية وضحاها تحولت شوارع قرية دروه، إلى ساحة حرب بين الأهالي، الدم كان في كل مكان، على الحيطان وفي الشوارع، اللي مماتش اتصاب، الرصاص مفرقش بين كبير وصغير، ولا قريب وغريب، ولا ست ولا راجل، متر أرض كان كفيل انه يقضي على الأخضر واليابس في القرية الهادية التي اتحولت لجحيم، جحيم بالمعنى الحرفي، الرصاص كان زي المطر، الناس بقت تستخبى في بيوتها وتقفل على نفسها، الكل كان بيقول يا حيطة داريني، وكل دا بسبب خلاف بسيط على متر أرض، لكن الخلاف البسيط فجأة وبقدرة قادر اتحول لمعركة طاحنة بالأسلحة النارية، خلف وراه جثث، واتقبض على 8، والأعداد قابلة للزيادة.. القرية بقت فعلا (بركة دم)..

في مركز أشمون بالمنوفية، تقع قرية دروه، مكان هادي الناس فيه عارفة بعضها، بيقابلوا بعض بشكل يومي، بيواسوا بعض في المصايب، وبيهنوا بعض في المناسبات السعيدة، الكل قلبه على قلب أخوه، مكانش حد ممكن يتوقع أن القرية دي فجأة تتحول لجحيم، جحيم بمعنى الكلمة، رصاص في كل مكان، دم على الأرض والحيطان، قتلى ومصابين، سلاح وخناقات ومعارك وكر وفر.. (ايه اللي بيحصل دا؟).

 

الإثنين المشئوم

اليوم مكانش عادي، كان مشئوم، بوادره كلها بتقول ان في حاجة هتحصل، حاجة مش طبيعية، الناس حاسة في الهواء بريحة دم وبارود، لكن كالعادة الناس صحيت وكل واحد راح يشوف مصالحه، والمزارعين توكلوا على الله وكل واحد خد فطاره وراح على غيطه.

بعد كام ساعة من الهدوء وراحة البال، قام "سيد" ومعاه "سالم ومحمد" ياخدوا لفة في الأرض بتاعتهم، زي ما بيعلموا كل يوم، لكنهم اكتشفوا حاجة غريبة، الأرض فيها حاجة متغيرة، مكانوش سايبينها كدا بالليل، في حد نقل الحد الفاصل اللي بين أرضهم وأرض الجيران، متر أرض اتاخد بطول الأرض، كانوا هيقعوا من طولهم إزاي دا حصل بالليل، مين عمل كدا، دا النهار شكله مش فايت..

 

عملوها الجيران

الموضوع معداش كدا، ماهو في الفلاحين الأرض عرض، مفيهاش هزار، فيها حق ودم، تطير فيها رقاب، وعشان كدا التلاتة جريوا على كبرات البلد يحكولهم اللي حصل، عايزين حقنا، يا إما اليوم دا مش هيعدي على خير، وبعد كدا بدأوا يدوروا على الجيران اللي اغتصبوا أرضهم يمكن الكلام يجيب نتيجة، لكن لا حياة لمن تنادي، قالولهم ملكوش أرض عندنا، والأرض دي حقنا ومش هنسيبها ولا هنرجعلكم شبر واحد منها، واللي عندكم اعملوه.

المتهمين كانوا عاملين حسابهم ومجهزين نفسهم، عارفين أن مفيش حد هيسيب أرضه غير بطلوع الروح، وهم كانوا ناويين على كدا، حصل شوية شد وجذب وتهديد من هنا على تهديد من هنا، جري 8 أشخاص بسرعة على "عشة" في الأرض بيستخدموها للراحة والنوم، وسحبوا منها أسلحة نارية، ورجعوا على المجني عليهم، وبدون مقدمات فتحوا عليهم النار.

كر وفر في شوارع القرية الهادية

 

الناس سامعة صوت الرصاص ومحدش عارف ايه اللي بيحصل، استر يارب، الكل بقى يجري عاوزين يعرفوا فيه إيه، في الوقت دا كان المجني عليهم بيجروا من المتهمين، والرصاص بقى في كل حتة في الشارع، والجثث بقت تقع في كل مكان، الحيطان غرقانة دم، والشوارع لونها بقى أحمر، وطبعا الأهالي شافوا كدا وكل واحد خد عياله وجري على بيته، وقفل على نفسه، ماهو محدش ضامن الرصاصة رايحة فين، الكل خايف على عمره، اللي هيروح ملوش دية.

 

قوات الأمن المركزي تحاصر القرية

أثناء الخناقة اللي حصلت، كان اللواء حازم سامى مدير أمن المنوفية، وصله إخطار من العقيد محمد أبو العزم، مأمور مركز شرطة أشمون، ان في 3 اتقتلوا في مشاجرة بالأسلحة النارية والبيضاء في قرية دروه، وهم "س.ا" 58 سنة، و"س.ا" 48 سنة، و"م.ع" 34 سنة، وكلهم من أهالي القرية.

بسرعة أمر مدير الأمن المأمور بالتحرك على القرية ومعاه ضباط القسم وكل القوات المتاحة، ووجه تعليمات لقوات الأمن المركزي بالانتشار السريع في المكان، للسيطرة على الموقف، وعشان يمنع تفاقم الموضوع، وان يبقى فيه نية للثأر من المتهمين، أو حرق منازل زي ما بيحصل في الحالات دي.

المأمور ورئيس مباحث مركز أشمون، في الوقت دا كانوا وصلوا القرية بالفعل، وتم السيطرة على الموقف وفض المشاجرة، وفرضت قوات الأمن المركزي كردون أمني في القرية وبمحل الواقعة، وقفلت المداخل والمخارج لمنع هروب الجناة، وتم القبض على 8 متهمين من طرفي المشاجرة، ووصلت سيارات الإسعاف للمكان، ونقلت الجثث للمشرحة، ووضعتهم تحت تصرف النيابة العامة، والتي طلبت تحريات مفصلة عن الواقعة وأسباب الخلاف وضبط السلاح المستخدم في المشاجرة والاستماع للشهود.

وأمرت بندب الطب الشرعي لمعرفة أسباب وتوقيت وفاة الضحايا قبل التصريح بالدفن.

خلصت قصتنا انهاردة، استنونا في حوادث جديدة ومثيرة على منصات "موقع الحادثة".