الحادثة

هجرها زوجها وسافر للعراق

صرخة امرأة صعيدية.. «خديجة» تحلم بلقب «مطلقة» منذ 28 عامًا

سيدة - أرشيفية
سيدة - أرشيفية

قضت “خديجة” سنوات عمرها تنتظر حصولها على حريتها التى كان تتلخص فى كلمتين " إنتِ طالق" ظلت تعاند التقاليد وحبال المحاكم الطويلة؛ فكلمة الطلاق ليست سهلة بالصعيد كما هى فى المدن، فالمجتمع تحكمه القبيلة.

"الحادثة" يعرض في السطور التالية، معاناة سيدة صعيدية تركها زوجها دون أن تعلم عنه شيئًا لتقف وجهًا لوجه فى مواجهة تقاليد لا ترحم وإجراءات محاكم وتقاضي التهمت سنوات شبابها دون أن تعطيها حريتها.

كفاح خديجة الصعيدية بالمحاكم لنيل حريتها

تحكي السيدة "خديجة. أ" في الخمسينيات من عمرها أزمتها التي انحفرت في تجاعيد وجهها وانعكست على شعرها الأبيض المنسدل، وكيف داخلت المحاكم بعدما قرر زوجها هجرها ليتركها فى العراء بلا عائل فى مواجهة قسوة الحياة.

خديجة من مواليد مركز المراغة بمحافظة سوهاج، وتروى الزوجة الصعيدية، كيف فشلت كل المحاولات التى قامت بها للطلاق من زوجها الذى هاجر إلى العراق بعد زواجه منها قبل ٢٨ سنة من الآن، ليتركها منذ عام ١٩٨٦ وحتى الآن.

تقول الزوجة الصعيدية: لم تكن الحياة سهلة بلا رجل وخاصة فى مجتمع الصعيد فلم أستطع الطلاق بسهولة نظرًا لرفض أهلى ذلك ولم أتحمل الحياه بمفردى وأنا ما زلت فى ريعان شبابى ولدى طفل كنت فى هذا التوقيت ما زلت حاملًا به ولم يعرف أبيه بذلك لأنه تركنا وسافر وابنه لن يستطيع التعرف عليه إذا جمع بينهما القدر مرة أخرى.

محاولات لإقناع العائلة بطلب الطلاق

"العار والعار" هما فقط من يديران دفة الحياة بالصعيد دون مراعاة لمشاعرى وما أعانيه يوميًا حتى ظللت سنوات أحاول إقناع عائلتى بالطلاق ولكن باءت كافة محاولاتى بالفشل سلكت كل الطرق ولكن دون جدوى فالمجتمع الصعيدى منغلق على نفسه وله حياته الخاصة التى ترفض تدخل أى جهة أو منظمة.

أضافت خديجة: حاولت التواصل مع محكمة الأسرة للحصول على أى حكم أستطيع أن أنهى به علاقتي بزوجي المتغيب وبعد أن أقمت الدعوى تراجعت بسبب خوفي من أهلي وأهل زوجي الذين هددوني بأخذ طفلي فى حالة الطلاق وزواجي بآخر. وتابعت قائلة: تراجعت فأهلي لم يساندونى ويئست من الذهاب إلى المحاكم والإنفاق على القضية فى ظل أننى لا أجد ما أنفق به على نفسى وأبنى الذى ولد وجاء إلى الحياة بلا أب، وباءت كل المحاولات بالفشل خوفًا من كلام الناس واستسلمت للأمر الواقع.

واستطردت قائلة: كنت أسمع أخبار زوجي من خلال ما يتردد عنه من بعض أهل القرية التى أعيش بها والمسافرين معه إلى العراق، ولكن بعد أن حدثت حرب الكويت انقطعت كافة وسائل الاتصال والتواصل مع الزوج وأيقنت أنه توفي، واستمر الوضع على مدار ١١ سنة متتالية، ولا أعلم الآن إذا كان زوجى حيًا أو ميتًا لأعيش أنا بلا زوج وابنى بلا أب بسبب تقاليد المجتمع ونظرة الناس وأحبال المحاكم الطويلة التى لم تنصفنى.