الحادثة

«جحيم تحت الماء»| رحلات مأساوية لأبرياء فقدوا أرواحهم في حمامات السباحة.. من المسئول؟

مصرع ضحايا داخل حمامات
مصرع ضحايا داخل حمامات السباحة

يرصد موقع الحادثة خلال التقرير التالي، وقائع مأساوية لأبرياء فقدوا حياتهم غرقًا داخل حمامات السباحة.

رحلات مأساوية لأبرياء فقدوا أرواحهم غرقًا في حمامات السباحة

مع حرارة الجو المرتفعة، يخوض الشباب رحلات مأساوية بشكل يومي داخل حمامات السباحة ببعض من مراكز الشباب والأندية والمنتجعات السياحية، تنتهي تلك الرحلات بجثث أصحابها، أسفل حمامات السباحة.

ثوان معدودة تفصل أرواح الشباب عن الموت، غير أنهم لا يجدون من ينقذ أرواحهم البريئة، وتحولها إلى جثث هامدة، فلحظات المتعة التي يقضيها الشباب داخل حمامات السباحة سرعان ما تتحول إلى كابوس، نتيجة لعدم إخضاع تلك الحمامات إلى اشتراطات التراخيص الخاصة بها، وعدم وجود فريق إنقاذ بها على المستوى الأمثل.

مصدر قضائي يشرح لـ «الحادثة» كيفية التعامل مع حوادث حمامات السباحة؟

يقول مصدر قضائي في تصريحات لـ«الحادثة» إن النيابة العامة وفور إخطارها بحوادث غرق مواطنين وضحايا داخل حمامات السباحة، تخاطب مديرية الشباب والرياضة بشكل فوري، لإرسال ملف مفصل عن حمام السباحة الذي شهد الواقعة.

أطفال يغرقون في حمامات السباحة

تعيين الحراسة الللازمة 

أضاف المصدر موضحا أنه يتم تعيين الحراسة اللازمة على حمام السباحة، واستدعاء القائمين عليه في الحال، وفحص التقارير الطبية الواردة من المستشفيات التي ينقل إليها الضحايا والمصابين، لتحديد المسئولية الجنائية عن وقوع مثل تلك الحوادث.
ونوه المصدر أنه يصل الأمر في بعض الحوادث، إلى إغلاق النوادي التي تتواجد بها حمامات السباحة التي يثبت لاحقا أنها غير مرخصة، لحين اتخاذ اللازم بشأنها.

واختتم المصدر حديثه لافتا إلى أنه يتم أخذ عينات من حمام السباحة، من أجل فحصها بشكل كيميائي، للتحقق من نسب الغازات المتواجدة وإجراء كافة الفحوصات اللازمة. 

غرق الأطفال

 

غرق «معاذ» داخل حمام السباحة في الشرقية

في الشرقية، وتحديدا بمركز الصالحية، لقى الطفل "معاذ"، صاحب الـ 4 أعوام، مصرعه غرًقا إثر سقوطه في حمام سباحة.

أفاد شهود العيان أن الطفل كان في رحلة ترفيهية يتم تنظيمها سنويًا من قبل أحد مكاتب تحفيظ القرآن الكريم في أبو حماد لحفظة القرأن الكريم، في أثناء نزول الطفل داخل حمام السباحة، لفظ أنفاسه الأخيره غرقًا.

اتشح أهالي البلدة بالسواد حزنا على وفاة الطفل الصغير الذي يحفظ القرآن ويتمتع بأخلاق طيبة وسيرة حسنة.

مصرع شاب غرقا في حمام سباحة بالغردقة

وفي الغردقة، لقى شاب في العقد الثاني من عمره مصرعه، بعد إصابته بسكتة قلبية في أثناء ممارسته السباحة داخل أحد حمامات السباحة.

تلقت الأجهزة الأمنية بالبحر الأحمر، إخطارًا من غرفة عمليات النجدة بوفاة الشاب «أحمد الناظر»، 20 عامً، تبين إصابة الشاب بسكتة قلبية في أثناء ممارسته للسباحة داخل حمام السباحة الخاص بأحد المنتجعات السياحية بمدينة الغردقة.
أودعت أجهزة الأمن جثة الشاب داخل مشرحة مستشفى الغردقة العام تحت تصرف الأجهزة المختصة.

حالات الغرق


"حسن" مات غرقا في حمام سباحة بمركز شباب في قليوب

وفي قليوب، لقي طالب بالصف الأول الإعدادي مصرعه، إثر تعرضه للغرق بحمام سباحة بمركز شباب منطي، أثناء وجوده بحمام السباحة تابع لأحد مراكز الشباب في قليوب.
نقلت سيارة إسعاف جثة الطالب "حسن" إلى مستشفى ناصر العام بشبرا الخيمة، وجرى التحفظ عليها تحت تصرف النيابة، وتولت النيابة التحقيق، وصرحت بدفن الجثة عقب تشريحها، لبيان وتحديد أسباب الوفاة.

كما أمرت النيابة العامة باستدعاء المسئول عن حمام السباحة، لسؤاله والتحقيق معه.
قال مدير مركز الشباب، في أقواله أمام النيابة، أنه جرى محاولة إسعاف الطفل إلا أنه لم يجدي ذلك نفعًا، وتوفي خلال محولات إسعافه، ولم يتهم والد الطالب أحدًا بوفاة ابنه، ولم يشتبه في وفاته جنائيًا، باشرت النيابة العامة التحقيق، وصرحت بدفن جثة الطالب، وإجراء التحريات حول الواقعة.

قرار عاجل من وكيل وزارة الشباب والرياضة بالقليوبية

في أعقاب هذا الحادث، قرر وكيل وزارة الشباب والرياضة بالقليوبية، إيقاف العمل بنظام الفترات الحرة بحمامات السباحة في مراكز الشباب التي بها حمامات سباحة، لحين التأكيد على ضوابط التشغيل المنظمة للعمل ووضع آلية لتشغيل الفترات الحرة بتلك الحمامات.

أشار وكيل الوزارة إلى أن اللجنة المشكلة من مديرية الشباب بالمحافظة كشفت من خلال الفحص للواقعة تواجد المنقذ في الحمام وأنه مسجل بسجلات اتحاد الغوص والإنقاذ وتم الاطلاع على الكارنيه الخاص به، كما تبين تواجد المشرفين والمدربين والقائمين على العمل وأيضا تبين للجنة أن حمام السباحة محل الواقعة غير مرخص، إلا أنه تابع لمستثمر ويتم تشغيله وفقًا للعقد المبرم وإقرار المستثمر على اللوائح والضوابط المنظمة للعمل.

 

غرق الأطفال

طلب إحاطة إلى رئيس الوزراء بسبب تراخيص حمامات السباحة

ونتيجة لكثرة حوادث الغرق داخل حمامات السباحة غير المرخصة، تقدم النائب طارق متولي، عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب، في وقت سابق، بطلب إحاطة إلى رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، حول الإهمال الذي يقع داخل حمامات السباحة غير المرخصة، والتي تفتقد كافة معايير السلامة والأمان، مشيرًا إلى أن ذلك يتسبب في تكرار حوادث الغرق، خاصة بالفئة العمرية للأطفال، والإهمال وغياب وجود منقذين من جهة الجانب المسئول عن الحمامات وراء تلك الوقائع.

وذكر طلب الإحاطة أن الكثير من مشرفي تلك الحمامات لم يحصلوا على شهادات إنقاذ تؤهلهم للعمل كمنقذين في حمامات السباحة وتم تعيينهم في النادي، دون شرط حصولهم على دورات وشهادات إنقاذ معتمدة، مشيرًا إلى أنه يجب أن يكونوا مؤهلين للعمل المزدوج أي منقذ بحري وإسعافات أولية في آن واحد، وضرورة توفير معايير الأمن والسلامة المتمثلة في مراقب حمام، مدرَّب، وأدوات إنقاذ، وعلامات إرشادية، إلا أنها غير موجودة في مصر بالشكل الكافي.

وأشار النائب إلى أن أي حمام سباحة يتبع وزارة الشباب والرياضة في مصر، يُفترض أن يتم تكليف اتحاد الغوص والإنقاذ من قبَل الوزارة بعمل تقارير فنية عنه، ومدى صلاحيته الفنية لاستقبال مرتاديه، وبناء عليه يكون قرار عمل حمام السباحة من عدمه، إلا أن الوزارة لا تمنح الاتحاد هذه الصلاحيات.
وتساءل النائب عن المسئول عن أرواح هؤلاء الضحايا الأبرياء الذين راحوا ضحية الإهمال والاستهتار، وأسباب عدم وجود رقابة بشكل فعال على حمامات السباحة.