دهس وقتل ودعارة وسرقة وتحرش واغتصاب.. ماذا تبقى في مدينة الجرائم «مدينتي سابقًا»؟

أسوارها العالية المنيعة لم تقف يومًا حائلًا أمام هجمات اللصوص، فهي ليست المدينة الفاضلة التي حلم بها أفلاطون، فمدينتي مبانيها فخمة وسياراتها فارهة، ولكنها ليست معصومة ولا محصنة، فالفرعون المصري محمد صلاح لاعب ليفربول لم يكن أول ولا آخر ضحاياها، فقد سبق وهاجم اللصوص محل لازوردي واستولوا على بعض محتوياته، بينما هاجمت ذئاب بشرية فتاة وحاولوا اغتصابها داخل الأسوار العالية.
ساعات قليلة مضت على وقوع حادث آليم بمدينتي في التجمع الأول، لقت خلاله صيدلانية مصرعها تحت عجلات سيارة، بينما أصيب أبنائها الثلاثة وزوجها، ونقلت سيارات الإسعاف الجثة والمصابين إلى المركز الطبي بمدينتي، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة، وتولت النيابة التحقيقات، فيما ألقت الاجهزة الأمنية القبض على قائد السيارة المتسبب في الحادث.
ذئب بشري يحاول اغتصاب فتاة بمعاونة زميله
استيقظت "مدينتي" يوم السبت 11 مايو 2019، على قيام شاب بالتحرش بفتاة ومحاولة اغتصابها بمساعدة صديقه، وسادت حالة من الغضب العارم بين السكان، واشتعلت صفحة رابطة السكان بالتعليقات، ونشرت عن وقوع حادث تحرش بإحدى الفتيات الشابات سكان منطقه الفيلات من قبل أحد الأشخاص بالمدينة، وذلك بالقرب من الشارع الرابط بين ميدان النادي وميدان ارابيسك مول.
توجه رجال المباحث إلى المكان على الفور، وتم تفريغ كاميرات المراقبة وتحديد هوية المتهمين، وضبطهما واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهما وتحرير المحضر اللازم بالواقعة.
سرقة فيلا محمد صلاح
في 12 مارس 2023، تعرضت فيلا محمد صلاح، لاعب المنتخب المصري وفريق ليفربول الإنجليزي، بمنطقة التجمع الأول للسرقة، وانتقل رجال المباحث إلى "مدينتي" لتفريغ الكاميرات بعد تلقي بلاغًا من نجل خال اللاعب، مفاده تعرض فيلا اللاعب للسرقة.

وألقت الأجهزة الأمنية القبض على المتهمين لاتهامهم بسرقة 4 ريسيفرات و3 كوتشيات من داخل الفيلا.
سرقة محل مصوغات ذهبية في مدينتي
بينما عقارب الساعة تشير إلى الثالثة عصر يوم 12 إبريل 2022، قام مجهولون يستقلون دراجة نارية بالتوقف أمام محل مصوغات "لازوردي" بمدينتي، وهشم أحدهم الزجاج الجانبي بشاكوش، واستولوا على مشغولات ذهبية ولاذوا بالفرار دون أن يستوقفهم أحد.
أسرع مالك المحل بتقديم بلاغ إلى قسم الشرطة، وأسفرت جهود أجهزة البحث الجنائي، ومن خلال الاستعانة بالتقنيات الحديثة عن تحديد مرتكبي الواقعة، وهم 3 أشخاص -مقيمين بمحافظة القليوبية.
عقب تقنين الإجراءات وبإعداد الأكمنة اللازمة بأماكن ترددهم أمكن ضبطهم، وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة على النحو المشار إليه، وبإرشادهم تم ضبط المشغولات الذهبية المستولى عليها.
جنس وشذوذ ودعارة
لم تتوقف الجرائم على السرقة والتحرش والاغتصاب، حيث وردت معلومة لرئيس مباحث قسم التجمع الأول، بتكوين 5 أفراد تشكيل عصابي لـ«ممارسة الأعمال المنافية للآداب والشذوذ الجنسي» داخل فيلا بمدينتي، وبمداهمة المكان فوجئ رجال المباحث بما وجده، حيث تم القبض على شاب وفتاتين، وعثر رجال مباحث الآداب على «قفص وعليقة وكرابيج وكلابشات وأحزمة وألعاب جنسية» ما يشير إلى ممارسة ما يُعرف بـ«الجنس السادي»، الذي يتم فيه إلحاق الأذى الجسدي أو المعاناة أو التعذيب من قبل طرف على طرف آخر.
وتبين أن العصابة تقوم بالتواصل مع المهتمين بنشاطها عبر أحد التطبيقات، ويتم عرض صور لشباب وفتيات، ويقوم الزبون باختيار ما يناسبه من بينهم.
واكتشف رجال الشرطة أنَّ التشكيل صور فيديوهات جنسية لجميع رواد وزوار الفيلا، وأن سعر الساعة الواحدة 3000 جنيه.
أم تقتل طفلها وتلقي جثته بمسجد في مدينتي
من السرقة والجنس والدعارة، للقتل، حيث كشفت الأجهزة الأمنية بالقاهرة، غموض العثور على جثة طفل أمام مسجد بمنطقة مدينتي، وقالت التحريات إن والدته وزوجها تخلصا من الجثة، بعدما اعتديا عليه بالضرب لتأديبه، فارتطم بالحائط، ما أدى لإصابته ووفاته.
وكشف فيديو على فيسبوك تفاصيل الواقعة، حيث خرجت سيارة من منطقة P2، ونزلت منها سيدة تحمل طفلا بين يديها، ملفوفا في أكياس وألقته بجوار أحد المساجد، وكان زوجها في انتظارها.

بعد وضع منشور بمحتويات الفيديو على صفحة سكان المدينة، تلقى مأمور قسم شرطة التجمع الأول، بلاغا من بسمة عبدالعزيز، مديرة بشركة ومقيمة ميدينتي، قالت فيه أنها أثناء توجهها لأداء صلاة المغرب بمسجد عمرو بن العاص بمنطقة مدينتى دائرة القسم، عثرت على جثة لطفل داخل لفافة بمدخل مصلى السيدات.
وانتقلت قوة من مباحث القسم، وبإجراء المعاينة تبين وجود جثة لطفل ذكر يرتدي ملابسه كاملة، وبه إصابات عبارة عن (كدمات بالوجه والعينين وأثار ضرب بمناطق متفرقة بالجسم وأثار احمرار بالفخذ الأيسر).
تم تشكيل فريق بحث وتحديد هوية المجني عليه وتبين أنه «محمد.م»، سنة ونصف، وأن ما به من إصابات أحدثتها والدته وزوجها وهما «الزهراء. إ» 25 سنة، طالبة بمعهد العلوم واللغات، و«مدحت.م» 26 سنة، عاطل، سبق اتهامه في قضيتين ومشهور عنهما تعاطى المواد المخدرة، وأنهما دائمي التعدي على المجني عليه بالضرب.
وبإعداد الأكمنة اللازمة، تم ضبطهما وبحوزتهما كمية من مسحوق الهيروين المخدر وزنت 3 جرامات، وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الحادث، وقررت الأولى بأن ابنها المجني عليه أثناء اللهو بالمنزل أحدث ضوضاء كثيرة، ما أثار حفيظتها وزوجها وقاما بالاعتداء عليه بالضرب بالأيدي بدعوى تأديبه، ما أدى لارتطام رأسه بالحائط ونتج عنها وفاته.