منعا للإرهاب ودرءا للفتنة.. هكذا وأدوا فرحة العيد في زمن الجريمة

العيد مناسبة سعيدة ينتظرها الجميع، خصوصا الأطفال، حيث الاحتفالات والتجمع في الحدائق والأماكن العامة وتبادل الزيارات، لكن في زمن الجريمة الوضع مختلف، فالأعياد بلا أي مظاهر للسعادة، فلا تجمع أو ذهاب للأماكن العامة، بل لا خروج من المنزل، ولا صلاة للعيد. وهذا ما نرصد في التقرير التالي..
نيجيريا بلا أعياد.. والأهالي يدعون من أجل السلام

في نيجيريا كان المسلمون الذين يشكلون أغلبية السكان يحرصون على الاحتفال بالعيد وإظهار أشكال الفرح والسرور بطريقتهم الخاصة، حيث يرتدون زيا موحدا أو على الأقل متشابها جدا، إضافة إلى ممارسة العديد من العادات الخاصة بالأعياد لديهم، وأبرزها ركوب الخيل.
لكن مع تفشي الإرهاب في تلك الدولة وانتشار شتى مظاهر الجريمة المنظمة اضطرت السلطات النيجيرية لحظر احتفالات عيد الأضحى العام قبل الماضي بعدد من المناطق شمالي البلاد؛ بسبب المشاكل الأمنية المتزايدة بها، إذ شهدت ولاية كاتسينا هجوما مسلحا شنه مجهولون أدى لمقتل 21 شخصًا، وهناك مخاوف من تكرار مثل هذا الحادث خلال فترة الأعياد.
والدعاء من أجل إحلال السلام في البلاد
وذكر إيرو بينداوا، المتحدث باسم شرطة ولاية كاتسينا، في بيان له أنه "بسبب المشاكل الأمنية في الدولة، فإن بعض المناطق، بما في ذلك مدن بولاية كاتسينا، لن تشهد احتفالات عيد الأضحى هذا العام، متمنيًا من سكان المناطق التي حظرت فيها الاحتفالات استغلال مناسبة العيد والدعاء من أجل إحلال السلام في البلاد"، مشددًا على أن "الحكومة تولي أهمية لأمن المواطنين؛ لذلك تطلب منهم في تلك المناطق عدم الخروج من منازلهم".
الأزهر يدعم القرار ويهنئ النيجيريين بالعيد

أشاد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف بقرار السلطات النيجيرية حظر مظاهر الاحتفال خلال إجازات عيد الأضحى؛ منعًا لوقوع أي عمليات إرهابية أو أحداث عنف، ورأى المرصد أن هذه الخطوة التي اتخذتها السلطات النيجيرية تساهم في الحد من وقوع أعمال إرهابية خلال إجازة عيد الأضحى المبارك؛ في ظل سعي الجماعات الإرهابية لاستغلال الأعياد والمناسبات العامة لتنفيذ عملياتها، وهي استراتيجية دأبت تلك الجماعات على اتباعها؛ كونها أكثر تأثيرًا فى العامة، وأكثر جذبًا لوسائل الإعلام من الأحداث التى تقع فى الأيام العادية.
كما تقدم الأزهر الشريف بالتهنئة للشعب النيجيري العظيم بمناسبة عيد الأضحى المبارك، متمنيًا أن يحل السلام كافة أرجاء البلاد، وأن ينعم الشعب النيجيري بالرخاء، وأن يحل هذا العيد على البلاد بالخير واليمن والبركات.
نساء أفغانستان: عايزين نعيد

وفي أفغانستان لا عيد للنساء؛ إذ حظرت حركة طالبان، التي تسيطر على مقاليد الحكم في البلاد، تواجد النساء في الأماكن العامة وتجمعات الأعياد خلال إجازات عيد الفطر المبارك الماضي؛ حفاظًا عليهن من التحرش، ومنعًا للاختلاط بين الجنسين، وفقًا للبيان الصادر عن الحركة.
وفي تقرير صادر عن صحيفة "إندبندنت" البريطانية حظرت طالبان النساء من المشاركة في تجمعات العيد في منطقتين بالبلاد، هما منطقة بغلان الشمالية ومنطقة تخار الشمالية الشرقية، ونشرت الصحيفة مذكرتين متشابهتين تفيدان بأنه "ممنوع على النساء الخروج في مجموعات خلال أيام عيد الفطر المبارك".
وقبل أسابيع قليلة من قرار حظر النساء من المشاركة في تجمعات العيد منعت طالبان العائلات والنساء من الذهاب إلى المطاعم التي توجد داخل الحدائق، وأغلقت المساحات الخضراء المفتوحة أمامهن في مقاطعة هرات شمال غرب أفغانستان، وذلك بعد شكاوى من علماء دين وأفراد عاديين بشأن حدوث اختلاط بين الجنسين في مثل هذه الأماكن، كما جرى منع النساء والفتيات من الذهاب إلى صالات الألعاب الرياضية درءًا للمفاسد، وفقًا لبيان الحركة.
اللافت أن القائد الأعلى لحركة طالبان هبة الله أخوند زاده اعتبر أن حركة طالبان أحرزت تقدمًا كبيرًا في أفغانستان، ونجحت في القضاء على الآثار الفكرية والأخلاقية السيئة للاحتلال الأمريكي الغاشم للبلاد الذي دام 20 عامًا، كما نشر زاده رسالة العيد إلى البلاد بخمس لغات، هي العربية، والداري، والإنجليزية، والباشتو، والأوردو.