رغم العقوبات المقررة قانونًا
جرائم «السب والقذف» في الملاعب المصرية.. النجوم يقعون في فخ الخطيئة

قبل سنوات قليلة، كانت الجماهير المصرية ترسم لوحات فنية في الملاعب وتصدح بالأغاني والأهازيج التي تحفز اللاعبين، أو تنتقد أدائهم في المباريات، حتى أصبح لكل نادي "شعبي" أغنيته الخاصة التي تمجد تاريخه دون إساءة أو تقليل من الخصم، لكن في السنوات الأخيرة تبدل الحال تمامًا.
الخروج عن المألوف
في عصر السوشيل ميديا وتحديدًا في السنوات الـ10 الأخيرة، بدأت الملاعب المصرية عمومًا وملاعب كرة القدم خصوصًا تشهد تجاوزات عديدة وهتافات "سب وقذف" في حق الفريق المنافس ونجومه، حتى أصبحت العادة أن يجرى ذلك وتطور الأمر ليشارك نجوم الملاعب الجماهير في الوقائع "غير الأخلاقية".
مؤخرًا مثلًا، شهدت مباريات القمة بين الأهلي والزمالك داخل وخارج مصر تجاوزات عدة بعضها خرج عن المألوف ووصل إلى مشاركة اللاعبين بالهتاف وحركات، وفي محاولة للسيطرة على الوضع بدأت وزارة الشباب والرياضة، واتحاد الكرة المصري ولاحقًا رابطة الأندية المحترفة في إصدار عقوبات ضد الجماهير واللاعبين المتجاوزين.
القمة الأخيرة والتجاوز
في آخر مباراة قمة والتي تفوق فيها الأهلي بثلاثية نظيفة، شهدت أحداث المباراة من قبل بدايتها إطلاق جماهير الفريقين "هتافات السب والقذف" ضد الفريق الآخر، دون اكتراث بعادات أو تقاليد تميز بها الشعب المصري عبر تاريخه.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد لكن أسطورة نادي الزمالك، محمود عبدالرازق "شيكابالا"، خرج عن تركيزه قبل المباراة بمحاولة استفزاز جمهور الخصم لينال "هتافات سب" في حقه، ليكتمل المشهد بمشاركة لاعب الأهلي، محمود كهربا، جمهور فريقه بهتاف مسيء ضد الزمالك.
"نعش شيكا"
تلك الواقعة، سبقها عديد المشاهد، فشيكابالا نفسه وجمهور الزمالك دخلوا في مناوشات مع جمهور الأهلي في العديد من المباريات والتي شهدت التغني بهتافات "عنصرية" ضد اللاعب، اكتملت بحمل جمهور الأحمر بعد نهائي القرن "نعشًا" والذهاب إلى المقابر دلالة على حمله لقب "مرحوم"، فضلًا عن تشبيهه بـ"الكلب"، ليرد "شيكا" لاحقًا عبر حسابه بـ"إنستجرام" بنشر صورة قديمة له وهو يرفع الحذاء في وجه جماهير الأهلي.
مع ارتفاع وتيرة الأحداث، ألقت قوات الأمن القبض على 15 متهمًا في الأحداث، في واقعة السخرية من لاعب الأبيض، قبل أن تقرر المحكمة إخلاء سبيل المتهمين بضمان محل إقامتهم وكفالة مالية 500 جنيه لكل منهم، ورغم ضبط المتهمين إلا أن الوقائع تكررت مجددًا بين الجانبين.
محمود علاء وإمام عاشور وتريكة
وكرر محمود علاء لاعب نادي الاتحاد السكندري، -المعار من الزمالك- مشهد شيكابالا خلال الموسم الجاري بعد "تحفيل" جمهور الأهلي عليه، ليشير إلى حذائه لكن الواقعة مرت دون عقوبة لأسباب بعيدة عن الانضباط وكون الأحمر تمكن من الفوز في المباراة.
نجم الزمالك الشاب، إمام عاشور، سقط هو الآخر في "الخطيئة" بعد تداول فيديو له برفقة مجموعة من ناشئي الزمالك يرددون هتافات مسيئة واتهامات بالفساد لفريق الأهلي ورموزه، ليتعرض لاحقًا للإيقاف 12 مباراة، بالإضافة إلى فرض غرامة عليه بقيمة 200 ألف جنيه، لكنه أدرك خطأه لاحقًا واعتذر عنه.
اللاعب المصري المعتزل، محمد أبوتريكة، تعرض مرارًا وتكرارًا لهتافات "سب وقذف" من جماهير الزمالك خلال فترة لعبه للأحمر، ليرد هو الآخر على الجماهير من خلال الإشارة لهم بـ"الصمت"، لتزيد الجماهير من وتيرة سب اللاعب وقذفه بعدها.
المشاهد السابقة ليست سوى غيض من فيض، فتوجد عديد الوقائع التي تختلف كثيرًا عن العلاقة بين الجماهير "قديمًا" رغم التشجيع "الانفعالي"، فلا ينسى مثلًا مشاهد أساطير الأبيض فاروق جعفر، وحسن شحاتة مع أسطورة الأهلي، محمود الخطيب، لدعم الروح الرياضية بين الفريقين.
العقوبات في القانون
القانون المصري نص على عقوبات مشددة في جرائم القذف، فالمادة 302 / 1 توضح أنه: "يعد قاذفًا كل من أسند لغيره بواسطة إحدى الطرق المبينة بالمادة 171 من هذا القانون أمورًا لو كانت صادقة لأوجبت عقاب من أسندت إليه بالعقوبات المقررة لذلك قانونا أو أوجبت احتقاره عند أهل وطنه".
وأوضحت المادة 303/1 أنه "يعاقب على القذف بغرامة لا تقل عن 5 آلاف جنيه ولا تزيد على 15 ألف جنيه"، ونصت المادة 306 على أن "كل سب لا يشتمل على إسناد واقعة معينة بل يتضمن خدشا للشرف أو الاعتبار يعاقب عليه في الأحوال المبينة بالمادة 171 غرامة لا تقل عن ألفي جنيه ولا تزيد عن عشرة آلاف جنيه".
كما نصت المادة 308 من قانون العقوبات على انه إذا تضمن العيب أو الإهانة أو القذف أو السب طعناً في عرض الأفراد أو خدشاً لسمعة العائلات تكون العقوبة الحبس والغرامة معاً، على ألا تقل الغرامة في حالة النشر في إحدى الجرائد أو المطبوعات عن نصف الحد الأقصى وألا يقل الحبس عن ستة شهور.
ونصت المادة 26 من قانون جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018 على أن: "يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تجاوز خمس سنوات، وبغرامة لا تقل عن مائة ألف جنيه ولا تجاوز ثلاثمائة ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من تعمد استعمال برنامج معلوماتي أو تقنية معلوماتية في معالجة معطيات شخصية للغير لربطها بمحتوى مناف للآداب العامة، أو لإظهارها بطريقة من شأنها المساس باعتباره أو شرفه".
تابع أحدث الأخبار عبر