أحدث الأخبار
الجمعة 18 أبريل 2025
رئيس التحرير
محمد أبو عوض
رئيس التحرير التنفيذى
أحمد حسني

في مثل هذا اليوم

بسيارة ملغومة.. الموساد يغتال «الأمير الأحمر» أمام منزل جورجينا رزق ببيروت

علي حسن سلامة - أرشيفية
علي حسن سلامة - أرشيفية

شهد التاريخ العربي محطات واسعة من النضال ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعضها انتهى بالمناضلين إلى الاستشهاد وهو ما تعرض له القائد الفلسطيني، علي حسن سلامة، الذي اغتيل بأيادي عناصر الموساد في تفجير سيارة مفخخة بالعاصمة اللبنانية بيروت في مثل هذا اليوم 22 يناير عام 1979، بعد خروجه من منزل زوجته ملكة جمال الكون جورجينا رزق.

الميلاد

ولد علي حسن سلامة في 1 أبريل عام 1940 في قرية قولة بقضاء اللد لعائلة ثرية، ترعرع على ضرورة محاربة الاحتلال الإسرائيلي ولقب بـ"أبوحسن" وأصبح قياديًا بمنظمة التحرير الفلسطينية، ولقب بالأمير الأحمر، كما قاد العمليات الخاصة ضد المخابرات الإسرائيلية في العالم من لبنان حتى اغتياله على يدي المخابرات الإسرائيلية قبل 24 عامًا.

والده حسن سلامة أحد قادة جيش الجهاد المقدس في حرب 1948، بعد تدمير قرية قولة في حرب 1948، التجأت العائلة بدايةً إلى لبنان، حيث سكنت في مخيم شاتيلا، ثم إلى منطقة الأشرفية، مكثت العائلة هناك عدة سنوات، وانتقلت بعدها إلى رام الله، وهناك أكمل علي حسن سلامة دراسة الثانوية العامة، ثم انتقل إلى القاهرة وألمانيا، درس التجارة وتخرج بدرجة البكالوريوس من كلية التجارة في جامعة القاهرة عام 1963.

الأمير الأحمر

تلقى حسن سلامة تدريبه العسكري في القاهرة وموسكو، كانت له شعبية واسعة بين الشباب الفلسطينيين، وكان محاطًا بالنساء ويمتلك عددًا من السيارات الرياضية، ونتيجةً لحياة الثراء التي عاشها لقب بالأمير الأحمر، ويشير مصطلح «الأمير» إلى الثراء وظروف معيشته، أما «الأحمر» فيشير إلى نضاله في صفوف حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية. 

ارتبط اسمه بالعديد من العمليات النوعية مثل إرسال الطرود الناسفة من أمستردام إلى العديد من عملاء الموساد في أوروبا، بالإضافة إلى عملية ميونيخ 1972 التي قامت بها منظمة أيلول الأسود خلال الألعاب الأوليمبية، بخطف عددًا من الرياضيين الإسرائيليين. أسس الجهاز العسكري المسمى القوة 17 لحماية الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات (أبوعمار)، ولكن بعد وفاة أبوعمار دمج هذا الجهاز مع الأجهزة الأخرى تحت مسمى حرس الرئيس.

محاولة اغتيال فاشلة

حاول الموساد اغتياله عام 1973، ولكنه فشل، وكانت ضحية هذا الفشل نادل مغربي، أحمد بوشيخي، وأصبحت هذه القضية تعرف باسم قضية ليلهامر في النرويج، أدت إلى اعتقال عدد من عملاء الموساد الإسرائيلي، واستطاعت إسرائيل اغتيال علي حسن سلامة بعد بحث طويل فيما يعرف باسم عملية "غضب الله".

كان علي سلامة معروفًا بنشاطاته القتالية، لكن في الواقع لم يستطع أي شخص إثبات علاقته بأي من العمليات القتالية التي أعلن مسئوليته عنها ولم يثبت أحد أنه هو قائد منظمة أيلول الأسود، لذلك يعتبر قانونيًا بريئًا من كل التهم التي تسببت في اغتياله.

تفاصيل للتاريخ

تداولت وسائل إعلامية أن البريطانية، إريكا تشامبرس شاركت عملاء الموساد، في اغتيال علي حسن سلامة بعدما سافرت إلى الشرق الأوسط مع جمعية خيرية تدعم اللاجئين الفلسطينيين ورتبت لقاءً مع "سلامة" في بيروت، واستطاعت معرفة نمط حياته اليومي.

في 22 يناير 1979، توجه علي حسن سلامة في سيارتي شيفروليه ستيشن فاجن من شقة جورجينا إلى والدته في حفلة ليوم الميلاد، وكانت إريكا واقفًة على شرفتها، وبنفس الوقت كانت هناك سيارة فولكس فاجن حمراء متوقفة في الأسفل في شارع فردان الراقي في بيروت. عندما اجتازت سيارات علي حسن سلامة في الساعة 3:35 مساءً ودخلت إلى شارع مدام كوري، انفجر عن بعد حوالي 100 كيلوجرام من المتفجرات معلقة على السيارة.

أدى التفجير إلى إصابة علي حسن سلامة بجروح بالغة وألمًا شديدًا، حيث دخلت قطع من الشظايا الفولاذية في رأسه وفي جميع أنحاء جسده، نُقل بعدها إلى مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت، وتوفي على طاولة العمليات كما قُتل حراسه الأربعة في الانفجار إضافة لمقتل أربعةٌ من المارة وإصابة ما لا يقل عن 16 شخصًا في الانفجار. 

دفن علي حسن سلامة في مقبرة الشهداء ببيروت بعد مراسم الجنازة العامة التي حضرها ياسر عرفات وحوالي 20 ألف فلسطيني في 24 يناير 1979.

تابع أحدث الأخبار عبر google news