كلاب الأمن والحراسة.. سلاح «الداخلية» الفعال لاصطياد مرتكبي الجرائم

تعتبر الإدارة العامة لتدريب كلاب الأمن والحراسة، واحدة من ضمن الإدارات النوعية في وزارة الداخلية، التي تتولى مهمات شاقة، قد لا يُعرف عنها الكثير، نظرًا لطبيعة دورها الذي يتطلب نوع من أنواع السرية.
لذلك، في إطار سلسلة الحلقات التي ينشرها موقع «الحادثة»، عن قطاعات وإدارات وزارة الداخلية المختلفة، نتاول في هذه الحلقة تفاصيل إنشاء الإدارة العامة لتدريب كلاب الأمن والحراسة.
كلاب الأمن والحراسة
تعد الإدارة العامة لتدريب كلاب الأمن والحراسة، هى الرائدة فى مجال تدريب وتشغيل كلاب الأمن والحراسة، حيث يرجع تاريخ إدارة تدريب كلاب الشرطة المصرية، إلى أوائل الثلاثينات من القرن العشرين، وتحديدًا عندما زار الملك فؤاد مدرسة البوليس والإدارة في سنة 1931، وأشار بعد الزيارة إلى اللواء عزيز علي المصري باشا، مدير المدرسة فى ذلك الوقت، بأن يُدخل نظام تدريب الكلاب البوليسية بالمدرسة، وقد عهد إلى اليوزباشي السعيد عزيز الألفي، بعمل التجارب التمهيدية، للبدء فى هذا المشروع، والذي بالفعل بدأ بالاطلاع على الكتب والمجلات الخاصة بتربية وتمريض وتدريب الكلاب.
وفي سنة 1932، اشترت المدرسة ثلاثة كلاب، وأهداها اليوزباشى السعيد عزيز الألفي كلبًا من عنده، وابتدأ في تدريب الكلاب الأربعة.
بعد 5 سنوات، وتحديدًا في سنة 1937، أمر الملك فاروق بإهداء المدرسة إحدى عشر كلبًا من نوع كلب الراعي الألماني، المولودون في السرايا الملكية.
هول.. أول كلب استخدمته الشرطة
يعد الكلب «هول» من أوائل الكلاب التي اسُتخدمت في الشرطة المصرية، وتحديدًا عام 1932، وهو من نوع كلاب الراعي الألماني، ضمن ما قامت به كلية البوليس عندما اشترت 3 كلاب من الهواة، وكان عمر “هول” أن ذاك 3 سنوات، وقد تولى تدريبه الباشجاويش عبد الرازق عبد المجيد، وكان هذا الكلب حاد الذكاء، حتى أنه استخدم في 117 قضية، استطاع الكلب أن يفك شفراتها جميعًا، وساهم في اعترف المتهمين في 56 قضية.
بدأت عملية إدخال الكلاب إلى البوليس عن طريق شرائها، لكن في سنة 1956، أُنشئ في مدينة الإسكندرية أول محطة للإنتاج بمنطقة سيدى بشر، وبالفعل بدأت النتائج تؤتي بثمارها بعد عامين من إنشاء المدرسة، وتحديدًا عام 1958.
النشأة التاريخية لمركز تدريب كلاب الأمن والحراسة
في سنة 1976، صدر القرار الوزاري، رقم 929، بإنشاء مركز تدريب كلاب الأمن والحراسة بكلية الشرطة، وكان في البداية تابع لمساعد كبير المعلمين لقطاع الخيالة وكلاب الأمن والحراسة، ويضم المركز وحدتين بالقاهرة والثانية بمدينة الإسكندرية.
وفي سنة 1989، صدر القرار الوزاري رقم 96، الذي بموجبه تم تطوير السلاح، حتى أصبح إدارة رئيسية، وفي سنة 2002، تحولت إدارة تدريب كلاب الأمن والحراسة إلى إدارة عامة، تحت مسمى الإدارة العامة لتدريب كلاب الأمن والحراسة، بناء على القرار الوزاري رقم 13911.
بتاريخ 25/12/2006، صدر القرار الوزاري رقم 15267، في شأن إعادة تنظيم الإدارة العامة لتدريب كلاب الأمن والحراسة، بقطاع أكاديمية الشرطة، حيث نصت المادة الأولى منه على نقل تبعية إدارات وأقسام ووحدات كلاب الأمن والحراسة، بكافة مقوماتها البشرية والمادية، من كافة أجهزة وزارة الداخلية، كالقطاعات ومديريات الأمن والمصالح والإدارات، إلى الإدارة العامة لتدريب كلاب الأمن والحراسة.
سياسة عمل الإدارة العامة لتدريب كلاب الأمن والحراسة
تستلهم الإدارة سياستها من السياسة العامة لوزارة الداخلية، في تطوير أدائها ونشاطها، وتتجه نحو التوسع فى مجالات استخدام الكلاب، حيث تقوم الإدارة بتدريب ضباطها وأفرادها بالطرق العلمية الحديثة، من خلال الخبرات العالية المتوارثة جيلا بعد جيل، ممن لهم كفاءة فى هذا المجال، حيث يوجد بالإدارة العديد من الضباط الحاصلين على درجة الدكتوراه والماجستير فى المجالات المختلفة (تدريب – طب بيطري).
كما تقوم الإدارة بتدريب كثير من الضباط والأفراد الوافدين من الدول العربية الشقيقة، وكذا تدريب ضباط وأفراد القوات المسلحة، انطلاقاً من تحقيق رسالة الأمن، بالإضافة إلى جلب أفضل السلالات المختلفة من الكلاب، والتي ينطبق عليها الشروط الفنية والسلوكية والصحية، اللازم توافرها فى الكلاب المستخدمة في المجال الشرطي، أمثال كلب الراعي الألماني، كلب الراعي البلجيكي (المالينوا)، كلب الراعي الهولندي، الكلب الروتفايلر، الكلب اللبرادور ريتريفر، الكلب الجولدن ريتريفر، الكلب الفيزلا، الكلب البوينتر.
تابع أحدث الأخبار عبر