فى الذكرى الـ41 لتحرير سيناء.. كيف اقتلعت القوات المسلحة جذور الإرهاب من أرض الفيروز (ملف)

توافق ذكرى تحرير سيناء يوم 25 أبريل من كل عام، وهو اليوم الذي استردت فيه مصر أرض سيناء بعد انسحاب آخر جندي إسرائيلي منها، وفقا لمعاهدة كامب ديفيد.
وتم استرداد كامل أرض سيناء ما عدا مدينة طابا التي استردت لاحقا بالتحكيم الدولي في 15 مارس 1989 م. وهذا اليوم عطلة رسمية للدوائر الرسمية والمصالح الحكومية المصرية.
وتم تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلى في عام 1982 م، واكتمل التحرير عندما رفع الرئيس الراحل محمد حسني مبارك علم مصر على طابا آخر بقعة تم تحريرها من الأرض المصرية في عام 1989، فلم تتوقف أحلام الطامعين فى أرض الفيروز، بل امتدت أيادى الطامعين منذ عام 2011 مرة أخرى، وخاضت القوات المسلحة حربا شرسة على مدار سنوات، يرصدها موقع “الحادثة" فى إطار ملف شامل عن سيناء أرض الأجداد وطمع الكثيرين على عقود من الزمان.
كانت سيناء ولاتزال مطمعاً للكثير من أعداء الوطن؛ وذلك نظراً لموقعها الجغرافي والاستراتيجي، حيث إنها المفتاح لموقع مصر العبقري في قلب العالم بقاراته وحضاراته، وهي محور الاتصال بين آسيا وأفريقيا وبين الشرق والغرب، ولاتزال أرض الفيروز صامدة ضد كل ما يُحاك لها من تآمر وتخطيط وافتعال للمشاكل والأزمات وما تتعرض له من مؤامرات لمحاولة زرع التنظيمات المتطرفة التي أرادت السيطرة على سيناء لفصلها عن الوطن الأم، ولكن قواتنا المسلحة الباسلة كانت لهم بالمرصاد.
فنجحت خلال تلك السنوات في التصدي لهذه المؤامرات وإحباط الكثير من هذه المخططات، وذلك عبر عدة عمليات عسكرية كان من أبرزها العملية العسكرية الشاملة "سيناء 2018"، التي أعطى إشارة البدء لها الرئيس القائد عبد الفتاح السيسي، وكلف بها أبطال القوات المسلحة الباسلة ورجال الشرطة المدنية لتطهير مصر من جميع العناصر الإرهابية والإجرامية، في تحدٍّ شامل لجميع المؤامرات التي تستهدف النيل من أمن واستقرار الوطن، والتي استحقت عن جدارة وصفها بأوسع وأقوى عملية عسكرية شاملة للقضاء على الجماعات التكفيرية منذ حرب السادس من أكتوبر المجيدة، حيث نجحت في القضاء على معظم البؤر الإرهابية وتدمير البني التحتية لتلك التنظيمات المتطرفة.
بدأت تلك العملية في 9 فبراير 2018 في شمال ووسط سيناء، ومناطق أخرى بدلتا مصر والظهير الصحراوي غرب وادي النيل؛ بهدف إحكام السيطرة على المنافذ الخارجية.
ستبقى سيناء دائما بوابة أمن مصر.. وستظل قواتنا المسلحة المصرية درع الأمان للبلاد.. هذا ما تؤكده دائما أحداث التاريخ.. وإذا كانت قواتنا المسلحة قد نجحت في معركة استرداد الأرض وتحرير سيناء بعد نصر أكتوبر 1973.. فهي الآن تخوض حربا حقيقية ضد الإرهاب، وتسطر بدمائها وأرواحها قصصا جديدة للتضحية والفداء.. للحفاظ على أرض الوطن وسيادته.. وتعمل على تطهير سيناء من أوكار الإرهاب.. التي استغلت حالة التراجع الأمني الذي شهدته مصر عقب ثورة 25 يناير 2011.. وتغلغلوا في هذه المنطقة الاستراتيجية من أرض مصر.
مواجهات حاسمة ضد الإرهاب
بعد أن تكررت الحوادث الإرهابية ضد قوات الجيش والشرطة وأهالي سيناء، والتي أسفرت عن سقوط العشرات من الأبرياء، من شهداء الوطن والواجب، بدأت سلسلة من العمليات العسكرية على أرض سيناء، التي يخوضها الجيش المصري في معركة حاسمة للقضاء على البؤر الإرهابية التي تغلغلت في بعض المناطق المحدودة من سيناء، حيث سعت العناصر الإرهابية والتكفيرية التي تمركزت في هذه المنطقة لإقامة إمارة الإرهاب، وإخضاع هذا الجزء الغالي من أرض مصر لسيطرتها، متوهمين إمكانية نزع سيناء عن أرض الوطن ، فكان الاعتداء على أقسام الشرطة ورجال الأمن لكسر هيبة الدولة ، ثم التعدي على رجال القوات المسلحة في محاولة لزعزعة ثقة الشعب بقدرات قواته المسلحة.
بدء العمليات العسكرية
بدأت المواجهات الأمنية الحاسمة مع الإرهاب في سيناء بـ "عملية نسر 1" عام 2011 عقب تعرض قسم ثانٍ العريش لقصف بالمدفعية الثقيلة ، ثم توالت العمليات العسكرية على أرض سيناء ، بعد استمرار استهداف دوريات الجيش ونقاط ارتكازه وجنوده ، فكانت "عملية نسر 2 " عام 2012 عقب الاعتداء على وحدة عسكرية ومقتل 16 جنديا ، وتوالت العمليات الإرهابية على أرض سيناء، فتم اختطاف 7 جنود في مايو 2013 ، وبعد ثورة 30 يونيو 2013 تصاعدت حدة العمليات الإرهابية، وتم قتل 25 جنديا في أغسطس 2013 ، وفي ظل هذه الجرائم المتكررة شنت قوات مشتركة من الجيش والشرطة حملة عسكرية موسعة بدأت في سبتمبر 2013 ، لتعقب العناصر "الإرهابية"، و"التكفيرية" والإجرامية في عدد من المحافظات وعلي رأسها شمال سيناء، وقد نجحت القوات المسلحة في مواجهة الإرهاب والقضاء على العديد من البؤر الإرهابية ، وإلقاء القبض على عناصر شديدة الخطورة ، ومواصلة هدم الأنفاق في المنطقة الحدودية الشمالية ، على خط العريش - رفح.
حادث كرم القواديس
في 24 أكتوبر 2014 وقع حادث كرم القواديس الإرهابي الغاشم الذي استهدف نقطة ارتكاز أمنية، حيث شن مجهولون هجومًا استهدف النقطة العسكرية بمحافظة شمال سيناء، مما أسفر عن سقوط 31 قتيلا، و30 مصابا وعلي إثر هذا الحادث أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي " في 2014/10/23- قرارا جمهوريا رقم 366 لسنة 2014 بشأن إعلان حالة الطوارئ في مناطق في سيناء.
انعقاد المجلس الأعلى للقوات المسلحة
انعقد المجلس الأعلى للقوات المسلحة بكامل هيئته في جلسة طارئة في 25 أكتوبر 2014 برئاسة السيد الرئيس / عبد الفتاح السيسي وتم استعراض تداعيات الأحداث الإرهابية الأخيرة بسيناء وأكد المجلس على عزمه استئصال الإرهاب الغاشم من هذه البقعة الغالية من أرض مصر، مؤكدا أن هذه الأعمال الإرهابية لن تزيد مصر بشعبها وجيشها إلا إصرارا على اقتلاع جذور الإرهاب.
رحلة جديدة من العمل لتطهير سيناء من الإرهاب
شهدت سيناء تعزيزات اضافية من الجيشين الثاني والثالث الميداني وعناصر من وحدات التدخل السريع والتي تم نقلها جوا ، وعناصر من العمليات الخاصة للأمن المركزي التابعة لوزارة الداخلية ، وتم رفع درجات الاستعداد الي الحالة القصوى والتحرك والانتشار بسيناء لمعاونة تشكيلات ووحدات القوات المسلحة والشرطة المدنية في الحرب علي الارهاب، وتم اتخاذ عدد من الإجراءات العاجلة بالإضافة إلى فرض حالة الطوارئ وحظر التجوال ليلا ، ومنها إغلاق معبر رفح الذي يربط الأراضي المصرية بقطاع غزة؛ لمنع عبور وتسلل إرهابيين إلى الأراضي المصرية، كما تم إخلاء جزء من الشريط الحدودي من السكان، حيث بدأت السلطات في إخلاء المنازل الواقعة على مسافة 1000 متر بين مدينة رفح المصرية والحدود مع قطاع غزة (بطول 14 كيلومتراً) لوقف تسلل الإرهابيين إلى البلاد.
رفض أهالي سيناء الإرهاب
يشهد التاريخ بدور أهالي سيناء الشرفاء في حماية سيناء وحماية الحدود المصرية ، ضد أي اعتداء يمس أمن الوطن ، بما لهم من تاريخ مشرف على مر العصور السابقة، ودفع أهالي سيناء ثمنا غاليا في مواجهة التطرف في سيناء ، وكثير من العائلات خسرت أبناءها في تلك المواجهات.
حق الشهيد.. تحول نوعى في العمليات العسكرية
أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية في 7 سبتمبر 2015 بدء العملية الشاملة لـ"مواجهة الإرهاب في سيناء ( حق الشهيد ) ، بمناطق ( رفح - الشيخ زويد - العريش) ، للقضاء على العناصر الإرهابية بتلك المناطق، وفي هذا الإطار قامت عناصر من الجيش الثاني الميداني مدعومة بعناصر من الصاعقة وقوات التدخل السريع وبمعاونة وحدات مكافحة الإرهاب التابعة للشرطة المدنية بمداهمة البؤر الإرهابية بالمناطق المشار إليها بعاليه، والقضاء على العناصر التكفيرية التي تتحصن بها.
تشكل عملية حق الشهيد تحولا نوعيا في استراتيجية مكافحة الإرهاب، إذ تحولت القوات المكلفة بمواجهة الإرهاب من حالة الدفاع عن الأرض والمواطنين وعن نفسها إلى حالة أخذ زمام الأمور، وتنفيذ حملة شاملة مكثفة، حيث تم تحديد أماكن وجود تجمعات العناصر الإرهابية وأوكارهم بدقة ليفاجؤوا عبر استخدام استراتيجية تقوم على المبادأة والعمل على تدمير العدو بشكل تام. وكانت أهم النتائج:
إعلان القوات المسلحة عن انتهاء المرحلة الأولى من العملية الأمنية والعسكرية الشاملة في شمال سيناء "حق الشهيد "، التي استمرت على مدار 16 يوما، بعد تحقيق أهدافها الرئيسية بتصفية أكثر من 300 عنصر إرهابي والقبض على أعداد كبيرة منهم، فضلاً على تدمير 10 مخازن للأسلحة والمتفجرات، وأعداد كبيرة من السيارات والدراجات البخارية والمئات من الأوكار والبؤر الإرهابية بمدينتي رفح والشيخ زويد.
إعلان القوات المسلحة عن قيامها بتكثيف إجراءات تأمين الأهداف الحيوية والمرافق والممتلكات العامة والخاصة بمناطق العريش والشيخ زويد ورفح.
عملية "حق الشهيد 2"
انطلقت المرحلة الثانية من عملية «حق الشهيد» فى 3 يناير 2016 ، لاستكمال تطهير سيناء من الإرهاب ، ووجهت قوات الجيش والشرطة المشاركة فى الحملة عدة ضربات موجعة لتنظيم بيت المقدس الإرهابي، وشنت قوات الأمن حملات موسعة على بؤر الإرهاب، في مدن العريش ورفح والشيخ زويد، كما شاركت خلال حملات اليوم الثالث مروحيات الأباتشي وطائرات إف 16، والتي استهدفت عدداً من أخطر معاقل الإرهابيين، وقامت عناصر من الجيشين الثاني والثالث الميدانيين، وتحت غطاء جوى بمواصلة مداهمة البؤر الإرهابية والقضاء على العناصر التكفيرية التي تتحصن بها.

عملية حق الشهيد "3 "
بدأت المرحلة الثالثة من عملية حق الشهيد في 25 مايو 2016 بعملية موسعة في مناطق سيناء، والتي تؤوى بعض العناصر الإرهابية شديدة الخطورة، وكانت أهم النتائج :
- تصفية 85 عنصرا إرهابيا خلال الضربات الجوية، بالإضافة إلى نجاح عناصر المدفعية بمناطق الشيخ زويد ورفح.
- تدمير وحرق 190 عشة و57 منزلا تتخذها العناصر الإرهابية كقاعدة انطلاق عملياتها الإجرامية.
- القبض على 3 أفراد من المشتبه بهم، وتدمير 10 سيارات وخمس دراجات نارية تستخدمها العناصر الإرهابية في مهاجمة الارتكازات والنقاط الأمنية.
- تدمير 73 ملجأ ومخبأ تستخدمها العناصر الإرهابية بمناطق الزوارعة والنصرانية واللفيتات والعبادى والشدايدة والجريعى، ولا تزال القوات المسلحة تحصد نتائج المرحلة الثالثة.
جبل الحلال من شمال سيناء
يمتد جبل الحلال من شمال سيناء إلى جنوبها، ويبلغ طوله 60 كيلو، وعرضه 20 كيلو، ويبلغ ارتفاعه 1000 متر، ويقع في وسط سيناء، ونتيجة طبيعة الجبل وتضاريسه، أصبح ملاذا للعناصر الإرهابية والتكفيرية والإجرامية، مما شكل تهديدا علي منطقة سيناء، ونظرًا لحجم التهديدات الموجودة بالجبل صدرت الأوامر من القيادة العامة للقوات المسلحة باقتحام وتطهير جبل الحلال من العناصر الإرهابية الموجودة بداخله، وتم التخطيط للعملية على عدة مراحل كالآتي:
المرحلة الأولى
تجميع المعلومات بالتعاون مع الأجهزة الأمنية وأهالي سيناء الشرفاء عن جبل الحلال والمسارب والدروب المؤدية إليه وأماكن تمركز وانطلاق العناصر التكفيرية به، وتدقيق الدراسات الطبوغرافية لطبيعة الجبل والذي يمتد لمسافة حوالي (60) كم من طريق الحسنة / بغداد وحتى قرية أم شيحان / وبعمق حوالي (20) كم تقريباً، ويتميز من الناحية الغربية له بالأرض ذات الغرود الرملية الكثيفة التي يصعب سير العربات بها، ومن الجنوب ذات المنحدرات الحادة التي يصعب الدخول إليها بواسطة المركبات ومن الشرق امتداد جبل ضلفة الذي يمثل عائقاً للمناورة، ومن الشمال يوجد العديد من الوديان الممتدة داخل مع جبل الحلال.
المرحلة الثانية
بدأت العملية بفرض الحصار الشامل لطرق الاقتراب المؤدية للجبل من خلال الكمائن والارتكازات الأمنية، وإحكام السيطرة الكاملة على مداخل جبل الحلال من جميع الاتجاهات بغرض منع دخول الإمدادات داخل جبل الحلال ونفاذ المخزون الاستراتيجي لدى العناصر التكفيرية وإجبارهم على مواجهة القوات أو الاستسلام.
المرحلة الثالثة
تم دفع (9) مجموعات قتال كل مجموعة مسئولة عن قطاع داخل الجبل بمهمة تمشيط الجبل وقتال العناصر التكفيرية، ولمدة (6) أيام متواصلة استمر أبطال الجيش الثالث الميداني في أعمال التمشيط والقتال مع العناصر التكفيرية وفي منظومة متكاملة بين القوات القائمة بالهجوم ونيران المدفعية والحماية الجوية المستمرة من القوات الجوية. وكانت أهم النتائج:
- مقتل (18) تكفيريا والقبض على (31) عنصرا آخرين خلال تبادل لإطلاق النيران مع القوات وضبط ميادين رماية يتدربون عليها، وتدمير (3) عربات و (6) دراجات نارية.
- اكتشاف (24) كهفا و(8) مغارات عثر بداخلها على مخازن للأسلحة والذخائر والأسلحة بكميات هائلة ونظارات الميدان التي تستخدم في المراقبة ورصد قواتنا ونظارات الرؤية الليلية، وعدد (29) دراجة نارية معدة للتفخيخ ومخازن تضم العديد من العبوات الناسفة المعدة للاستخدام، وكميات كبيرة المواد المتفجرة (C4 - الإنفو - نترات الأمونيوم ) وورش لتصنيع دوائر النسف وماكينات لحام والمعدات المكملة لها التي تستخدم في تصنيع العبوات الناسفة.
- تم العثور على (8) نقاط وقود تستخدم كاحتياطيات إدارية لإمداد عناصرهم التكفيرية بالوقود ومخازن تحتوى على كميات من مواد الإعاشة والمهمات والملابس الخاصة بالعناصر التكفيرية.
العملية الشاملة "سيناء 2018"
التخطيط والإعداد والتجهيز
جاءت العملية الشاملة "سيناء 2018" في أعقاب قيام مجموعة من المسلحين بالهجوم على مسجد الروضة في العريش بمركز بئر العبد في يوم الجمعة الموافق 24 نوفمبر 2017 ، والذى أسفر عن مقتل ما يزيد على 300 شخص كانوا يؤدون شعائر صلاة الجمعة في المسجد، ونتيجة للحادث الإرهابي طلب الرئيس عبد الفتاح السيسي في 29 نوفمبر 2017 من رئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق محمد فريد حجازي، ووزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار، استخدام كل القوة الغاشمة من قبل القوات المسلحة والشرطة ضد الإرهاب حتى اقتلاعه من جذوره في مدة لا تتجاوز 3 أشهر، حتى تم الإعلان عن موعد انطلاق العملية الشاملة سيناء لمواجهة الإرهاب، وبفضل التخطيط الجيد ودقة معلومات الأجهزة الأمنية والاستخبارات وتعاون أهالي سيناء، بالإضافة إلى ملاحقة البؤر الإرهابية بالدلتا والظهير الصحراوي، مع تعزيز قدرات التأمين الشاملة للحدود الخارجية للدولة ومجابهة أي عمليات تسلل، وتأمين الأهداف الحيوية والاستراتيجية داخل الدولة المصرية، مع تأمين مصادر الثروات بالمياه الإقليمية والاقتصادية المصرية وتقديم الدعم المباشر للقوات، ومنع تسلل أي عناصر إرهابية عبر البحر المتوسط أو الأحمر.
الحرب الشاملة ضد الإرهاب
تُعد العملية العسكرية سيناء 2018 بمثابة حرب شاملة ضد الإرهاب على مختلف الاتجاهات الاستراتيجية، بالاتجاه شرقاً نجد أن القوات المسلحة قدمت الإمداد، فضلًاعلى نجاحها في استكمال إقامة المنطقة العازلة على الشريط الحدودي لقطع طرق عن اكتشاف وتدمير عدد كبير من الأنفاق بهذه المنطقة للحد من الأضرار التي لحقت بالقوات المسلحة والأمن القومي المصري؛ بسبب استخدام العناصر الإرهابية للأنفاق على الشريط الحدودي، للانتقال أو تهريب أسلحة وذخائر أو مواد متفجرة أو مخدرة، بالإضافة لفرض حصار كامل على البؤر الإرهابية في سيناء، مع تشديد الإجراءات الأمنية على المعابر والمعديات في قناة السويس لمنع انتقال العناصر الإرهابية من وإلى سيناء. أما عن العمليات العسكرية بالاتجاه الغربي الجنوبي للبلاد فقد نجحت قوات حرس الحدود بالتعاون مع القوات الجوية في تكثيف ضرباتها الناجحة لمكافحة التسلل وتهريب الأسلحة والذخائر على الاتجاهين الغربي والجنوبي، مع تمشيط الطرق والمدقات لملاحقة أي عناصر إرهابية أو إجرامية، وتم القضاء على أعداد كبيرة من العناصر التكفيرية والإجرامية، بالإضافة لضبط عدد من الأسلحة والذخائر، كما فرضت القوات البحرية السيطرة التامة على ساحل البحرين الأحمر والمتوسط وكذلك في مناطق رفح والعريش.
وبتعليمات حاسمة من القيادة السياسية التي يمثلها الرئيس عبد الفتاح السيسي القائد الأعلى للقوات المسلحة، استمرت مراحل العملية الشاملة حتى تم القضاء تماما على البؤر الإرهابية من خلال تأمين جميع الاتجاهات الاستراتيجية، وقطع الطريق على وصول الدعم الخارجي للجماعات الإرهابية، سواء بالتمويل المادي أو المعلوماتي أو الأسلحة المتقدمة، بالإضافة لإجراءات التنمية والتطوير بالتوازي مع العملية الشاملة.
الحفاظ على المعايير الخاصة بحقوق الإنسان هدف أسمى
تتجلى روعة هذه الحرب الشاملة على العناصر الإرهابية والإجرامية في أن القوات المسلحة والشرطة المدنية التزمت بجميع الضوابط والمعايير المتعلقة بالمدنيين، والحفاظ على الضوابط والقواعد المتعلقة بحقوق الإنسان، وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين من أبناء شعب مصر العظيم في جميع المناطق التي تشهد عمليات مداهمات أمنية، والالتزام الدقيق بقواعد الاشتباك المعمول بها الإجراءات القانونية ضد العناصر الإرهابية والمطلوبين جنائيا وإحالتهم إلى المحاكمة وفقا للمعايير والضمانات التي كفلها الدستور، كذلك يتم الإفراج عن العناصر المشتبه بهم بعد استكمال مراجعة موقفهم دوليا.
وخصصت قيادة العملية 12 رقما تليفونيا لتلقى بلاغات المدنيين ضد الإرهابيين؛ مما أسفر عن وجود دعم معنوي هائل من أهالي سيناء منذ بدء العملية؛ ما ساعد على تحصيل كم هائل من المعلومات، وتضاعف هذا الدعم مع تطهير المناطق من البؤر الإرهابية، حيث قدم أبناء مصر المخلصين دعماً غير محدود للقوات المسلحة من خلال المعلومات الاستراتيجية عن العناصر الإرهابية والإجرامية المستهدفة ، هذا بالإضافة إلى التعاون والتنسيق الكامل بين جميع مؤسسات الدولة والسلطات المحلية لتوفير التأمين بالإمدادات الغذائية والتأمين الصحي والاجتماعي للسكان المحليين بالمدن وبالمحافظات التي تشهد عمليات أمنية، مع توفير الشفافية والمصداقية الكاملة في طرح المعلومات وحقائق الموقف الأمني الميداني أمام الرأي العام الداخلي والخارجي، والالتزام المطلق بالقواعد والضوابط المنصوص عليها في القوانين الوطنية خلال التعامل مع العناصر الإرهابية والعناصر الأخرى المشتبه بها بمناطق المواجهات الأمنية.






