تعرف على حق الطريق وآدابه في الشريعة الإسلامية

من الأمور المهمة التي حثت عليها الشريعة الإسلامية، هي إعطاء الطريق حقه، والالتزام بآدابه.
أعطوا الطريق حقه
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إياكم والجلوس في الطرقات" . قالوا : يا رسول الله ! ما لنا بد من مجالسنا نتحدث فيها . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "فإذا أبيتم إلا المجلس، فأعطوا الطريق حقه ". قالوا : وما حقه ؟ قال : "غض البصر ، وكف الأذى ، ورد السلام ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر" "رواه مسلم".
من هذه الآداب الطريق:
أ - غض البصر:
الأمر بغض البصر يشترك فيه الرجال والنساء على حد سواء ولو غض الإنسان بصره لارتاحت نفسه وارتاح قلبه.
قال تعالى: {قُل لِلمُؤمِنِينَ يَغُضُّواْ مِن أَبصَارِهِم وَيَحفَظُواْ فُرُوجَهُم ذَلِكَ أَزكَى لَهُم إِنَّ اللهَ خَبِيرُ بِما يَصنَعُونَ (30) وَقُل لِلمُؤمِنَاتِ يَغضُضنَ مِن أَبصَارِهِنَّ وَيَحفَظنَ فُرُوجَهُنّ }.( النور:31،30 ).
والشرع لم يغفل ما قد يقع من الناس بدون قصد منهم، فأمر من نظر إلى امرأة أجنبية بدون قصد منه أن يصرف بصره عنها ولا يتمادى.
قال جرير بن عبدالله رضي الله عنه: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة فأمرني أن أصرف بصري.(رواه مسلم).
ومعنى نظر الفجأة: أن يقع بصره على الأجنبية من غير قصد فلا إثم عليه في أول ذلك، ويجب عليه أن يصرف بصره في الحال، فإن صرف في الحال فلا إثم عليه، وإن استدام النظر أثم .
ب - كف الأذى:
ومن حقوق الطريق، كف الأذى وعدم إيذاء الناس في أبدانهم أو أعراضهم.
وفي الحديث الذي رواه عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "المسلم من سَلِم المسلمون من لسانه ويده" (رواه البخاري ومسلم).
والحديث من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم، فيشمل اللسان من تكلم بلسانه وآذى الناس في أعراضهم أو سبهم، ويشمل من أخرج لسانه استهزاء وسخرية. وكذا اليد فإن أذيتها لا تنحصر في الضرب، بل تتعداها إلى أمور أُخر كالوشاة بالناس، والسعي في الإضرار بهم عن طريق الكتابة، أو القتل ونحو ذلك.
جاء ذلك في حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم:أي العمل أفضل؟ قال: "إيمان بالله وجهاد في سبيله". قلت: فأي الرقاب أفضل؟ قال: "أعلاها ثمناً وأنفسها عند أهلها".قلت: فإن لم أفعل؟ قال: "تعين صانعاً أو تصنع لأخرق". قال: فإن لم أفعل؟ قال:"تدع الناس من الشر فإنها صدقة تصدق بها على نفسك".(رواه البخاري). وعند مسلم: "تكف شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك ".
جـ - رد السلام:
ومن حقوق الطريق: رد السلام، وهو واجب لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه:" خمس تجب للمسلم على أخيه: رد السلام، وتشميت العاطس، وإجابة الدعوة، وعيادة المريض، واتباع الجنائز" (رواه البخاري ومسلم).
د - وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
وهذا هو ما استحقت به الأمة الخيرية بين الأمم: {كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَتَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤمِنُونَ بِاللهِ} (آل عمران:110).
قال ابن كثير: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : من سره أن يكون من تلك الأمة فليؤد شرط الله فيها، رواه ابن جرير، ومن لم يتصف بذلك أشبه أهل الكتاب الذين ذمهم الله بقوله تعالى : {كَانُواْ لا يَتَنَاهَونَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ} (المائدة: 79).
هـ - هداية السائل عن الطريق:
ومن حقوق الطريق - أيضاً - إرشاد السائل عن الطريق، وهدايته إليه، سواءً كان ضالاً أو أعمى.
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن من حق الطريق "إرشاد السبيل" (رواه أبو داود)
و- ومن حق الطريق إزالة الأذى عنه:
من الآداب المستحبة في الطريق إزالة الأذى عن الطريق، بل هي من الإيمان
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "الإيمان بضع وسبعون شعبة أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان".(رواه البخاري).
وهي من الصدقات
ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل سلامى من الناس عليه صدقة... ثم قال: وتميط الأذى عن الطريق صدقة" (رواه البخاري ومسلم).
وبسببها أدخل رجل الجنة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فأخره، فشكر الله له فغفرله". (رواه البخاري ومسلم).
ن- تحريم قضاء الحاجة في طريق الناس أو ظلهم:
حذر رسولنا صلى الله عليه وسلم ، من التخلي في طريق الناس أو ظلهم، لأن ذلك حق عام، فلا يحل لامرئٍ أن يفسد على الناس طرقهم التي يمشون عليها، أو ظلهم الذي فيه يجلسون، وبه يتقون حر الشمس.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"اتقوا اللعانين" قالوا: وما اللعانان يا رسول الله؟ قال: "الذي يتخلى في طريق الناس، وظلهم " (رواه مسلم).
ي- إعانة الرجل في حمله على دابته أو رفع متاعه عليها:
فإذا رأيت كبير السن أو المقعد يريد أن يركب دابة أو سيارة وكان ذلك يشق عليه، فإنك تعينه على ذلك، أو تعينه في حمل متاعه، وهذا من الصدقة التي يؤجر المسلم عليها.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل سُلامى عليه صدقة، كل يوم، يعين الرجل في دابته يحامله عليها أو يرفع عليها متاعه صدقة". (رواه البخاري).
تابع أحدث الأخبار عبر