أحدث الأخبار
الأحد 20 أبريل 2025
رئيس التحرير
محمد أبو عوض
رئيس التحرير التنفيذى
أحمد حسني

أشرف رمضان يكتب: المعهد القومي للأورام.. هنّا وجدتُ الله

المعهد القومي للأورام
المعهد القومي للأورام

لا يمكن تخيُّل مقدار الألم عندما تنظر في وجه مريض – أي مريض – تشعر أنك أنت المريض، مريض بإنكار وجحود نعم الله عليك، مريض بحب الدنيا وشهواتها، مريض بحب المال والولد والزوجة.

إذا أردت أن تجد الله، تعال إلى هنا «المعهد القومي للأورام»، تأكيدا لقول رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللهَ، عَزَّ وَجَلَّ، يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: «يَا ابْنَ آدَمَ، مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ، كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلاَنًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ».

هنّا ستجد المريض الحامد، الشاكر، الصابر.. رغم الألم يبتسم، ولما لا وهو من قال عنه الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «يود أهل العافية يوم القيامة حين يُعطَى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قُرِضَتْ في الدنيا بالمقاريض».

إن ثواب المريض أن يبعث الله له ملَكين، ينظران ماذا يفعل، وماذا يقول لزواره، فإذا كان صابرا على البلاء، فينقل الملك هذا لله عز وجل، فيعد الله هذا العبد، بدخول الجنة إذا توفي، أو أن يغفر له ذنوبه كافة إذا شفاه.

وفقًا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا مرِضَ العبد، بعث الله تعالى إليه مَلَكَيْنِ، فقال: انظرا ماذا يقول لعُوَّاده؟ فإن هو إذا جاؤوه، حمِدَ الله وأثنى عليه، رفعا ذلك إلى الله عز وجل - وهو أعلم - فيقول: لعبدي عليَّ إن توفيته أن أدخله الجنة، وإن أنا شفيتُهُ أن أبدل له لحمًا خيرًا من لحمه، ودمًا خيرًا من دمه، وأن أكفِّرَ عنه سيئاته».

هنّا في المعهد القومي للأورام، رأيت أطفالًا من الجنة، على الرغم من أجسامهم الهزيلة تلمع عيونهم بأمل لم أشعر به من قبل، يجلس في حضن أمه الصابرة، يضحك ويلعب، يقابلك بوجه بشوش، يمنحك لعبته الصغيرة برضا وصفاء قلب.

كل اللهجات تجتمع في هذه الغرفة الصغيرة، من وجه بحري إلى أقصى الصعيد، يمرحون متناسين الألم، يسرقون من الدنيا لحظاتهم الخاصة، يصنعون لأنفسهم عالمًا موازيًا يعيشون بداخله، يتجولون داخل أروقة المستشفى يوزعون الابتسامات على الزائرين، لتسأل نفسك، مَنْ منهم المريض.. الطفل أم الزائر؟!.

اذهبوا إليهم، امنحوهم الأمل، كونوا متبرعين لأكثر الناس استحقاقاً في العالم «وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَيَمۡكُثُ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ».

من حفل إفطار المعهد القومي للأورام

 

 

تابع أحدث الأخبار عبر google news