الحرب في غزة
نعمت شفيق.. من هي رئيس جامعة كولومبيا السابقة وما علاقة غزة باستقالتها؟

استقالت الدكتورة نعمت شفيق، رئيسة جامعة كولومبيا، من منصبها بعد عام واحد فقط من توليها المنصب، وسط جدل كبير بشأن حرية التعبير في الحرم الجامعي. يأتي هذا القرار بعد فترة من الاحتجاجات التي شهدها الحرم الجامعي على خلفية الحرب في غزة، والتي شهدت اعتقال نحو 100 طالب في أبريل الماضي بعد أن أمرت شفيق بدخول الشرطة إلى الحرم الجامعي.
في رسالتها الإلكترونية للطلاب وأعضاء هيئة التدريس، أوضحت شفيق أن الاستقالة جاءت بعد تفكير عميق، مشيرةً إلى أن مغادرتها ستساعد الجامعة في التعامل مع التحديات المقبلة. وقد تم تعيين الدكتورة كاترينا أرمسترونغ، الرئيسة التنفيذية لمركز كولومبيا الطبي، كرئيسة مؤقتة للجامعة.
خلفية استقالة نعمت شفيق من رئاسة جامعة كولومبيا
تسببت قرارات شفيق في أبريل بإصدار تعليمات للشرطة بدخول الحرم الجامعي، مما أدى إلى اعتقال الطلاب المتظاهرين، في إثارة جدل كبير. كان هذا الحدث الأول من نوعه في جامعة كولومبيا منذ احتجاجات حرب فيتنام قبل أكثر من خمسة عقود. كما أن استقالتها تزامنت مع استقالة ثلاثة عمداء في الجامعة بسبب رسائل نصية تظهر استخدامهم "استعارات معادية للسامية" خلال مناقشة الطلاب اليهود.
تأتي استقالة شفيق في وقت تشهد فيه الجامعات الأمريكية موجة من الاحتجاجات على حرب غزة، وقد شهدت بعض الجامعات الأخرى مثل هارفارد وبنسلفانيا معضلات مشابهة.
مسيرة نعمت شفيق
ولدت الدكتورة نعمت شفيق، المعروفة أيضاً باسم "مينوش"، في الإسكندرية بمصر عام 1962، وانتقلت مع عائلتها إلى الولايات المتحدة في عام 1966 بعد تأميم ممتلكات العائلة في عهد جمال عبد الناصر. استقرت الأسرة في سافانا بولاية جورجيا حيث نشأت شفيق وسط أحداث اجتماعية وسياسية كبيرة في الولايات المتحدة.
تخرجت نعمت شفيق من جامعة ماساتشوستس-أمهيرست بدرجة امتياز في الاقتصاد والسياسة عام 1983، ثم حصلت على الماجستير من كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية عام 1986، والدكتوراه في الاقتصاد من جامعة أكسفورد عام 1989.
بدأت مسيرتها المهنية في البنك الدولي كأصغر نائب لرئيس البنك على الإطلاق، ثم تولت مناصب قيادية في مؤسسات دولية مثل وزارة التنمية الدولية في المملكة المتحدة وصندوق النقد الدولي. شغلت أيضاً منصب نائب محافظ بنك إنجلترا، وكانت مسؤولة عن ميزانية عمومية حجمها 500 مليار دولار.
في عام 2017، عادت إلى الأوساط الأكاديمية كرئيسة لكلية لندن للاقتصاد، ثم أصبحت في يوليو 2023 أول امرأة تتولى رئاسة جامعة كولومبيا. حصلت شفيق على العديد من الجوائز، منها تصنيفها كواحدة من أقوى 100 امرأة في العالم من قِبل مجلة فوربس في عام 2015، وجائزة "قادة الصناعة الأوروبية رقم 100 في مجال التمويل" في عام 2019.
استقالة شفيق تعكس التحديات التي تواجه المؤسسات الأكاديمية في التعامل مع قضايا حرية التعبير والاحتجاجات السياسية، وتسلط الضوء على الصعوبات التي يمكن أن تواجه القادة الأكاديميين في مثل هذه الأوقات الحساسة.
تابع أحدث الأخبار عبر