أحدث الأخبار
الجمعة 18 أبريل 2025
رئيس التحرير
محمد أبو عوض
رئيس التحرير التنفيذى
أحمد حسني

«البيضة والحجر»| سقوط محمد وعادل مشاهير السحر والشعوذة بالجيزة.. ينتظرهما 3 سنوات سجن

دجالين الجيزة
دجالين الجيزة

انتشرت في الآونه الأخيرة، قضايا الدجل والشعوذة، وهي مواضيع حساسة وتؤثر على المجتمعات بطرق متنوعة، وفي مناطق الجيزة، مثلها مثل أي مكان آخر، قد يظهر بعض الأشخاص الذين يدعون القدرة على تقديم حلول سحرية أو روحية لمشاكل الناس، فهؤلاء الأشخاص غالباً ما يروجون لأنفسهم كمعالجين أو "دجالين"، ويستخدمون أساليب متنوعة للإقناع والاحتيال، وخلال السطور التالية نعرض قصة دجالين الجيزة.

قصة سقوط دجال في الجيزة 

في قلب محافظة الجيزة، وخاصة بمركز أوسيم، يتشابك الحاضر بالماضي وتتعامل حياة الناس مع تحديات العصر، كانت هناك شقة صغيرة تعد مسرحًا لعمليات دجل وشعوذة قامت بها شخصية احتيالية، مستغلًا التكنولوجيا الحديثة لنشر أفعاله الضارة.

وفي أحد الأيام، لاحظت السلطات المحلية زيادة في الشكاوى المتعلقة بأعمال السحر والدجل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إذ كان هناك شخص يدعي القدرة على علاج المشكلات الروحية وإيجاد حلول سحرية لمشاكل الناس، واستخدم هذا الشخص، الذي يدعى عادل، فيس بوك لنشر مقاطع فيديو يظهر فيها وهو يرتدي بالطوً أبيض، ويدعي أنه يمتلك قوى خارقة للعلاج الروحاني.

قصة سقوط دجال في الجيزة 

عادل كان بارعًا في فنون التلاعب، وخداع الناس، واستخدم مكبر الصوت والميكروفون لبث مقاطع الفيديو التي تبث الطمأنينة والسرور، وادعى قدرته على حل جميع المشكلات مقابل مبالغ مالية متفاوتة، وبدأ يتلقى مبالغ كبيرة من الأشخاص الذين كانوا يائسين ويرغبون في حلول سريعة لمشاكلهم، كما أرسل لهم رسائل مزعومة تنبئهم بتحسن حياتهم، شريطة دفع المزيد من المال.

بدأت الإدارة العامة المتخصصة تحقيقاتها بعد تلقي عدة شكاوى من خلال تحليل المعلومات وتحريات موسعة، وتم تحديد هوية عادل وموقعه، تبين أن لديه تاريخًا جنائيًا مرتبطًا بالاحتيال والنصب، وعقب تقنين الإجراءات، قامت قوات الأمن بمداهمة شقة عادل، وجدت الشرطة هناك العديد من الأدوات التي كان يستخدمها في أعماله الاحتيالية مثل الهواتف المحمولة، والتي تحتوي على دلائل تثبت نشاطه الإجرامي، ومبالغ مالية محلية وأجنبية، مكبر صوت، ميكروفون، كشاف تصوير، وبالطو أبيض، كانت تلك الأدوات جزءًا من الآلية التي استخدمها لنشر أكاذيبه على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتم القبض على «عادل» وتقديمه للعدالة، وجدد قاضي المعارضات بمحكمة الجيزة، حبس دجال أوسيم، لاتهامه بالنصب والاحتيال على المواطنين وإيهامهم بقدرته على العلاج الروحاني مقابل مبالغ مالية.

القبض على محمد الباشا دجال التيك توك في الطالبية 

وفي السياق ذاته، بحي الطالبية بالجيزة، اشتهر محمد الباشا بلقب "دجال التيك توك" بعد أن أصبح حديث الجميع في المنطقة، محمد كان شابًا في الثلاثينيات من عمره، اشتهر عبر منصات التواصل الاجتماعي بفضل حسابه المليء بمقاطع الفيديو التي تدعي قدرته على تقديم خدمات غريبة، مثل فك الأعمال، جلب الحبيب، ورد المطلقات.

محمد الباشا بدأ في مجال الدجل والشعوذة منذ عدة سنوات، ولكن نجاحه السريع على التيك توك وسرعة انتشاره جعلت منه واحدًا من أكثر الدجالين شهرة في المنطقة. كان يستخدم حيلًا سحرية وتلاعبًا نفسيًا لجذب الزبائن، حيث كانت فيديوهاته تتحدث عن نجاحه في تحقيق المعجزات وحل المشكلات التي تواجه الناس.

القبض على محمد الباشا دجال التيك توك في الطالبية 

وخلال الأيام الأخيرة، زادت شهرة محمد بشكل ملحوظ، وجذب آلاف المتابعين الذين كانوا يتابعون نصائحه ويدفعون أموالاً طائلة مقابل خدماته، ادعى «محمد» أنه يمتلك قدرات خارقة تساعده على حل جميع المشاكل العاطفية والروحية، مما جعله وجهة للعديد من الأشخاص اليائسين الذين يبحثون عن حلول لمشاكلهم.

ومع مرور الوقت، بدأت المعلومات تتسرب إلى السلطات حول الأنشطة المشبوهة التي كان يقوم بها محمد. كانت تحريات مباحث الآداب تتعقب نشاطه منذ فترة، وجمعت الأدلة التي تثبت تورطه في أعمال الدجل والشعوذة والنصب.

القبض والتحقيق

وبعد التأكد من النشاط الإجرامي، قامت الأجهزة الأمنية بعملية مداهمة منظمة لمقر محمد الباشا في الطالبية، وعُثر على هاتفه المحمول وأدواته المستخدمة في الترويج لأعماله غير القانونية، كما تم العثور على سجلات تظهر مقدار الأموال التي جمعها من ضحاياه.

محمد، الذي لم يكن يتوقع أن يأتي يومًا يتم فيه القبض عليه، حاول إنكار التهم لكن الأدلة كانت قوية، اعترف في النهاية بالأنشطة التي كان يمارسها وتمت ملاحقته قانونيًا. تم عرض محمد على النيابة العامة لاستكمال التحقيقات وتقديمه للمحاكمة.

مخاطر وتأثير الدجالين على المجتمع 

قد يتسبب هؤلاء الأشخاص في خسائر مالية كبيرة للأفراد الذين يصدقونهم، وذلك من خلال طلب مبالغ مالية كبيرة مقابل "خدماتهم"، كما يمكن أن يكون للمعاملة مع الدجالين تأثير نفسي سلبي، حيث يمكن أن تؤدي إلى زيادة القلق والتوتر وفقدان الثقة بالنفس، كما قد يؤدي التورط في الدجل والشعوذة إلى تأثيرات سلبية على العلاقات الاجتماعية والعائلية.

ومن المهم توعية الناس بالمخاطر المرتبطة بالدجل والشعوذة وتشجيعهم على البحث عن حلول عملية وعلمية لمشاكلهم. يمكن أن يتضمن ذلك التحدث مع محترفين معتمدين مثل الأطباء أو المستشارين النفسيين، بدلاً من اللجوء إلى خدمات غير موثوقة.

الإجراءات القانونية تجاه الدجالين

 في العديد من البلدان، يعتبر الدجل والشعوذة نوعًا من الاحتيال، ويمكن أن تكون هناك قوانين لمكافحة هذه الممارسات. يجب على الأفراد الذين يشعرون بأنهم تعرضوا للاحتيال الإبلاغ عن ذلك للسلطات المختصة.

عقوبة أعمال الدجل والشعوذة في القانون المصري

تندرج أعمال الدجل والشعوذة تحت نص المادة 336 من قانون العقوبات المصري، والتي تتعلق بأعمال النصب والاحتيال، ويعاقب القانون في هذا الصدد كل من يثبت ارتكابه لأعمال الدجل والشعوذة سواء كانت حقيقية أو عن طريق الخداع، سواء كان ذلك مقابل مادي أو بدون مقابل.

وتصل العقوبة إلى الحبس لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، ونص القانون “يُعاقب بالحبس كل من ارتكب أعمال السحر والشعوذة، والتي تشمل الأفعال التي يتم فيها استخدام السحر بشكل حقيقي أو زائف، والعقوبة تصل إلى ثلاث سنوات حبس، وهي فترة زمنية تحددها المحكمة بناءً على ملابسات القضية وظروف الجريمة”.

كما يمكن أن يُفرض على المتهم أيضًا غرامة مالية، والتي لا تقل عن عشرين ألف جنيه، ونص القانون: "يُضاف إلى عقوبة الحبس غرامة مالية، والتي لا تقل عن عشرين ألف جنيه.

تابع أحدث الأخبار عبر google news