بعد شهرين من الغيبوبة..
بالفيديو.. القصة الكاملة لوفاة مدير بنك عقره كلب زوج الإعلامية أميرة شنب

توفى صباح اليوم الأحد، مدير بنك في بداية الأربعينيات من عمره، يدعى محمد محب، يسكن في عقار داخل كومباوند شهير بالشيخ زايد، بعد شهرين من دخوله في غيبوبة إثر قيام كلب زوج الإعلامية أميرة شنب بعقره، عندما توجه إلى منزل زوج الإعلامية، ليطلب منها أخذ حذره منه، والسيطرة عليه، نظرًا لمهاجمته إياه هو ونجله عدة مرات، وظهور بوادر شراسة في سلوكه، لينقض عليه الكلب ويفتك به، مما تسبب في دخوله في غيبوبة لمدة شهرين وانتهت بوفاته.

إعلان وزارة الداخلية
كانت البداية بتلقي ضباط قسم شرطة ثان زايد، بلاغًا من "إ.ع"41 عامًا، صيدلانية حرة، ومقيمة بإحدى الكمبوندات بالشيخ زايد، تشير إلى تعرض زوجها "محمد .محب"، مدير بنك، لعقر كلب مملوك للمذيعة أميرة شنب، وتم حجزه بالمستشفى، التي ورد تقريرها أن المصاب يعاني من جرح تهتكي بالساعد والكوع الأيمن، مع اشتباه قطع بالأوتار.
أضافت التحقيقات، أنه تم التأكد من صحة البلاغ المقدم من قبل زوجة المجني عليه، وبناء على ذلك تم استدعاء أميرة شنب، مالكة الكلب، وزوجها، لسماع أقوالهما حول الواقعة، وقد أوضح الأخير بأنهما جيران المجني عليه وأسرته، وأن المصاب دائما ما يشتكي من الكلب، لانه يسبب لهم ذعر، وطلب منه إحكام السيطرة عليه، رغم أن الكلب لم يتعرض لهم من قبل.
وأكد زوج المذيعة، أنه يوم الواقعة خرج هو وزوجته، ولم يكن أحد منهما متواجد في المنزل، وأن المجني عليه حضر إلى شقتهم، وطرق الباب، وقد خرجت له الخادمة لمعرفة سبب حضوره، وأثناء ذلك خرج الكلب، ونبح حين شاهد المجني عليه، وحاول الإقتراب منه فما كان من المجني عليه، إلا أنه حاول أبعاده بالقوة، فهجم عليه الكلب وعقره، وأدى لإصابته، وقد تم نقله إلى المستشفى، وقد اتصلت الخادمة بنا وأخبرتنا بما حدث.

أقوال الجيران
على الجانب الآخر، أكد عدد من جيران المجني عليه، بأنهم يوم الواقعة سمعوا صرخات واستغاثة، وتوجهوا على الفور نحو الصوت، فوجدوا كلب المذيعة الشهيرة يعقر المجني عليه، وقد قاموا بإبعاده، ونقلوا المجني عليه للمستشفى لتلقي العلاج.
من جانبها، كشفت أجهزة وزارة الداخلية، ملابسات ما تبلغ لقسم شرطة ثان الشيخ زايد بمديرية أمن الجيزة، من إحدى السيدات، مقيمة بدائرة القسم، بتضررها من أحد الأشخاص – مقيم بذات العنوان، لعدم سيطرته على الكلب الخاص به، مما أدى إلى عقر الكلب لزوجها مدير بأحد البنوك – مقيم بذات العنوان، وتعرضه لإصابات وجروح متعددة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.

حبسِ زوج المذيعة أميرة شنب
وفي 6 مارس، أمرَ المستشارُ حماده الصاوي النائبُ العامُّ بحبسِ زوج المذيعة أميرة شنب على ذمةِ التحقيقِ معه، لاتهامِهِ بالتسببِ خطأً في إصابةِ جارِهِ المجنيِّ عليه بإهمالِهِ وعدمِ احترازِهِ بتركِ الكلبِ دونَ قيدٍ أو تكميمٍ، ممَّا أسفرَ عن عقْرِ الكلبِ للمجنيِّ عليه، وإصابتِهِ إصاباتٍ بالغةٍ، ودخولِهِ في غيبوبةٍ تامةٍ حتى تاريخِهِ.
باستجوابِ النيابةِ العامةِ المتهمَ وسؤالِ عاملةِ المسكنِ التي شهِدَتِ الواقعةَ ادَّعيَا أنَّ سببَ هجومِ الكلبِ على المجنيِّ عليه مبادرتُهُ بالتعدِّي عليه خشيةً منه، على خلافِ ما شهِدَ بهِ ابنُ المجنيِّ عليه من مبادرةِ الكلبِ بالهجومِ، وقد أكَّدتْ تحرياتُ الشرطةِ صحةَ واقعةِ عقْرِ الكلبِ للمجنيِّ عليه، وعلى ذلكَ أمرتِ النيابةُ العامةُ بحبسِ المتهم احتياطيًّا على ذمةِ التحقيقاتِ.
وعُرضَ الكلبُ المتسببُ في الحادثِ بعد ضبطِهِ نفاذًا لقرارِ النيابةِ العامةِ على مديريةِ الطبِّ البيطريِّ بالجيزةِ لفحصِهِ، والتي أكَّدتْ خُلوَّهُ من أيِّ أعراضٍ غيرِ طبيعيةٍ، وتلقّيَهُ كافةَ التطعيماتِ اللازمةِ، والترخيصَ بحيازتِهِ منَ الجهةِ المختصَّةِ، وعلى ذلكَ أمرتِ النيابةُ العامةُ بإيداعِهِ أحدَ المستشفياتِ البيطريةِ، وجارٍ استكمالُ التحقيقاتِ.
الاتهامات الموجهة إلى زوج الإعلامية بعد وفاة مدير البنك
في مثل هذه الوقائع، توجه النيابة العامة إلى صاحب الكلب أو الحيوان المفترس أو الشرس اتهامين أساسيين من واقع قانون العقوبات، الاتهام الأول هو الإهمال المتسبب بالخطأ في إيذاء المجني عليه.
وتجرم المادة 244 التسبب خطأ في جرح شخص أو إيذائه، وذلك في حالة الإهمال أو الرعونة أو عدم الاحتراز أو عدم مراعاة القوانين والقرارات واللوائح والأنظمة.
العقوبة المقررة على هذه العقوبة حاليا هي الحبس مدة لا تزيد على سنة وغرامة لا تجاوز 200 جنيه أو بإحدى العقوبتين، وتكون الحبس لمدة لا تزيد على سنتين وغرامة لا تجاوز 300 جنيه أو إحدى العقوبتين إذا نشأ عن الإصابة عاهة مستديمة.
أما المادة 238 فتجرّم التسبب خطأ في موت شخص آخر وذلك أيضا في حالة الإهمال أو الرعونة أو عدم الاحتراز أو عدم مراعاة القوانين والقرارات واللوائح والأنظمة.
والعقوبة المقررة على هذه العقوبة حاليا هي الحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر وبغرامة لا تجاوز 200 جنيه أو بإحدى العقوبتين، وتكون الحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على 5 سنين وغرامة تتراوح بين 100 و500 جنيه أو بإحدى العقوبتين، إذا وقعت الجريمة نتيجة إخلال الجاني إخلالاً جسيماً بما تفرضه عليه أصول وظيفته أو مهنته أو حرفته أو كان متعاطياً مسكراً أو مخدراً.
أما الاتهام الثاني فهو إفلات حيوان مؤذٍ أو مفترس، أو تحريض كلب على المارة أو الامتناع عن رد كلب في حوزته، والسيطرة عليه حتى لا ينفلت على الآخرين، حتى لو لم يتسبب هذا في ضرر للآخرين.
وتعاقب المادة 377 من قانون العقوبات هذه الأفعال بغرامة لا تجاوز 100 جنيه.
ومن هذا العرض يتبين أن قانون العقوبات يجرم بأكثر من صورة التراخي في السيطرة على الكلاب والحيوانات المفترسة، والتسبب في انفلاتها لتشكل خطرًا داهمًا على الآخرين.