ذكرى استشهاد عثمان بن عفان.. من الذي قتل ثالث الخلفاء الراشدين؟
ذكرى استشهاد عثمان بن عفان.. يتزامن اليوم و ذكرى استشهاد عثمان بن عفان، ثالث الخلفاء الراشدين، ذي النورين، تلك الشخصية الفريدة التي سطرت سيرة عطرة حافلة بالإنجازات والإيمان. في ظل ذكرى استشهاد عثمان بن عفان –رضي الله عنه-، نستعرض قصة استشهاده وهوية قتلته.
من هو عثمان بن عفان –رضي الله عنه-؟
نعيش اليوم ذكرى استشهاد عثمان بن عفان بن أبي العاص القرشي الأموي، صحابي جليل، وثالث الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، لقب بـ "ذي النورين" لتزوجه من ابنتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رقية وأم كلثوم. ولد عثمان بن عفان في مكة المكرمة عام 573 م، ونشأ في أسرة ثرية مشهورة، وكان تاجراً ناجحاً. أسلم مبكراً، وكان من السابقين إلى الإسلام، حيث هاجر إلى الحبشة مرتين هرباً من أذى قريش.
إنجازات عثمان بن عفان
تولى عثمان بن عفان الخلافة بعد وفاة عمر بن الخطاب عام 644 م، وتميزت خلافته بالعديد من الإنجازات، منها:
- جمع القرآن الكريم: في عهده، تم جمع القرآن الكريم في مصحف واحد موحد، حفاظاً عليه من التشتت والضياع.
- توسيع المسجد النبوي: قام بتوسيع المسجد النبوي ليُسع المزيد من المصلين، وذلك بسبب اتساع رقعة الدولة الإسلامية.
- توسيع رقعة الدولة الإسلامية: شهدت خلافته اتساعاً كبيراً في رقعة الدولة الإسلامية، حيث وصلت جيوش المسلمين إلى مشارق الأرض ومغاربها.
- كرمه وعطائه: اشتهر عثمان بن عفان بكرمه وعطائه، فقد كان ينفق أمواله في سبيل الله لمساعدة الفقراء والمحتاجين.
فتنة مقتل عثمان بن عفان
استشهاد عثمان بن عفان، ثالث الخلفاء الراشدين، كان حدثًا مفصليًا في التاريخ الإسلامي. وقعت هذه الحادثة في شهر ذي الحجة سنة 35 هـ (656 م). وقد قُتل عثمان بن عفان على يد مجموعة من المتمردين الذين حاصروا بيته في المدينة المنورة لفترة من الزمن.
مع توسع الدولة الإسلامية، بدأت تظهر خلافات بين المسلمين، خاصة مع دخول عناصر جديدة من مختلف المناطق والأعراق، وفي تلك الفترة، انتشرت الشائعات والأكاذيب حول سيدنا عثمان –رضي الله عنه-، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع وتزايد العداء ضده، حيث تجمع عدد من المتمردين من مختلف المناطق حول المدينة المنورة وطالبوا عثمان بالتنحي.
استمر الحصار لمدة أربعين يومًا، وخلال هذه الفترة، قطع المتمردون الماء عن بيته وحاولوا الضغط عليه من خلال تجويعه وعائلته. في يوم الجمعة، تمكن المتمردون من اقتحام بيت عثمان وقتله وهو يقرأ القرآن، وقد أدى استشهاد عثمان إلى اندلاع الفتنة الكبرى (656-661 م)، تولى علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- الخلافة بعد مقتل عثمان، ولكن الفترة التي تلت ذلك شهدت الكثير من الصراعات الداخلية.
من الذي قتل عثمان بن عفان؟
يتساءل الكثيرون عن قتلة عثمان بن عفان، والحقيقة أن الخليفة عثمان بن عفان قُتل على يد مجموعة من المتمردين الذين جاءوا من مختلف المناطق في الدولة الإسلامية. يُشار إلى هؤلاء المتمردين عمومًا باسم "الثوار" أو "الغوغاء". كانت المجموعة التي شاركت في قتله تتألف من أفراد من مصر والكوفة والبصرة. من أبرز القادة الرئيسيون للثوار:
- محمد بن أبي بكر: نجل الخليفة الأول أبي بكر الصديق، وقد كان له دور كبير في تأجيج الثورة ضد عثمان.
- الأشتر النخعي: كان قائدًا من قادة الثوار الذين جاءوا من الكوفة.
- عمرو بن الحمق الخزاعي: أحد المشاركين في الحصار وقتل عثمان.
