صيام يوم عاشوراء .. اعرف فضله وسببه والأحاديث الواردة فيه
يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرم، ويرجع سبب صيامه فرحة بنجاة سيدنا موسى عليه السلام من فرعون، وثبت فضل صيام يوم عاشوراء في السنة النبوية، ويحل علينا موعد يوم عاشوراء 2024، غدًا الثلاثاء 16 يوليو 2024، ومن خلال السطور التالية يستعرض موقع الحادثة، فضل صيام يوم عاشوراء، وسبب صيامه، فضلًا عن الاطلاع على أحاديث فضل صيام يوم عاشوراء، وحكم صيامه.
سبب صيام يوم عاشوراء
وكانت قريش في الجاهلية، تصوم يوم عاشوراء، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: «كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ» رواه البخاري.
ويرجع سبب صيام يوم عاشوراء في الجاهلية، باعتقادهم بأن قريشًا أذنبت ذنبًا في الجاهلية، فعظم في صدورهم، وأرادوا التكفير عن ذنبهم، فقرروا صيام يوم عاشوراء، شكرًا لله على رفعه الذنب عنهم، ويكسون فيه الكعبة.
ولما قدِم النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة وجَدَ اليهود يَصُومُونَ يَوْمًا يَعْنِي يوم عَاشُورَاءَ، فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ؛ وَهُوَ يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ فِيهِ مُوسَى، وَأَغْرَقَ آلَ فِرْعَوْنَ، فَصَامَ مُوسَى شُكْرًا لِلَّهِ. فَقَالَ: «أَنَا أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ». إذ كان سبب صيام يوم عاشوراء في الإسلام، وقد شدّد في الحث على ذلك لدرجة أنه أرسل غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: "من أصبح مفطرًا فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائمًا فليصم".
حكم صيام يوم عاشوراء
وكان حكم صيام يوم عاشوراء، واجبًا في أول الأمر بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وعلى الصحيح من قولي أهل العلم، لثبوت الأمر بصومه، كما في حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: «أمر النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا من أسلم أن أذن في الناس: أن من كان أكل فليصم بقية يومه، ومن لم يكن أكل فليصم، فإن اليوم يوم عاشوراء» (متفق عليه).
ولما فرض صيام رمضان في السنة الثانية من الهجرة نسخ وجوب صومه، وبقي على الاستحباب، ولم يقع أمر صيام عاشوراء إلا في سنة واحدة، وهي السنة الثانية من الهجرة، إذ فرض عاشوراء في أول السنة، وفرض رمضان بعد منتصفها، العاشرة على ألا يصومه مفردًا بل يصوم قبله اليوم التاسع.
فضل صيام يوم عاشوراء
لصيام يوم عاشوراء فضل عظيم، وحرمة قديمة، وصومه كان معروفًا بين الأنبياء عليهم السلام، وقد صام نوح وموسى عليهما السلام يوم عاشوراء، فقد جاء عن أبى هريرة رضى الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «يوم عاشوراء كانت تصومه الأنبياء، فصوموه أنتم»، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم عاشوراء» أخرجه مسلم في "صحيحه".
وروى أبو قتادة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» أخرجه مسلم في "صحيحه".
أحاديث عن فضل صيام يوم عاشوراء
ووردت العديد من الأحاديث التي تفيد بفضل صيام يوم عاشوراء، وهي على النّحو الآتي:
عن عبد الله بن أبي يزيد، أنّه سمع ابنَ عباسٍ رضيَ اللهُ عنهما، وسُئل عن صيامِ يومِ عاشوراءَ، فقال: «ما علمتُ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ صام يومًا، يطلُبُ فضلُه على الأيّامِ، إلا هذا اليومَ. ولا شهرًا إلا هذا الشهرَ، يعني رمضانَ» رواه مسلم، وفي لفظ: «ما رأيت النّبي صلّى الله عليه وسلّم - يتحرّى صيام يوم فضّله على غيره إلا هذا اليوم: يوم عاشوراء..» أخرجه البخاري، ومسلم، والنّسائي، وأحمد.
وعن أبي قتادة رضي الله عنه، أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «صيام يوم عاشوراء، أحتسب على اللَّه أن يكفر السّنة التي قبله» أخرجه مسلم، وأبو داود، والترمذي، وأحمد، والبيهقي.
وقال النّووي: «يكفّر كلّ الذّنوب الصّغائر، وتقديره يغفر ذنوبه كلها إلا الكبائر»، ثمّ قال: «صوم يوم عرفة كفارة سنتين، ويوم عاشوراء كفارة سنة، وإذا وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه.. كلّ واحد من هذه المذكورات صالح للتكفير، فإن وجد ما يكفره من الصغائر كفّره، وإن لم يصادف صغيرةً ولا كبيرةً كتبت به حسنات، ورفعت له به درجات، وإن صادف كبيرةً أو كبائر، ولم يصادف صغائر، رجونا أن تخفّف من الكبائر».
