أحدث الأخبار
الجمعة 18 أبريل 2025
رئيس التحرير
محمد أبو عوض
رئيس التحرير التنفيذى
أحمد حسني

شيخ الأزهر يؤكد على وحدة الأمة في مواجهة التحديات

شيخ الأزهر يحذر من الجرأة على التكفير والتفسيق واستباحة النفوس والأعراض

شيخ الأزهر
شيخ الأزهر

عقدت جامعة شريف هداية الله الإسلامية الحكومية بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا، لقاءً جماهيريا لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد ‏الطيب شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين اليوم الثلاثاء، وذلك بمناسبة زيارة فضيلته ‏لإندونيسيا، وشهد المؤتمر حضور أساتذة الجامعة وباحثيها والطلاب الإندونيسيين من مختلف الجامعات، كما حضر عدد من الوزراء والسفراء ‏ورؤساء المؤسسات الدينية تحت رعاية جوكو ودودو، رئيس جمهورية إندونيسيا. ‏

شيخ الأزهر

شيخ الأزهر يؤكد على وحدة الأمة في مواجهة التحديات

وفي كلمة فضيلته اليوم خلال هذا الحفل، والتي جاءت حول وحدة الأمة الإسلامية في مواجهة التحديات أكَّد الدكتور الطيب رئيس مجلس حكماء المسلمين على أن أمتنا أنارت العالم كله بعد أن أطبقت عليه الظلمات، ‏وصححت بقرآنها الكريم ورسولِها ‏العظيم مسار البشرية، ‏وهي التي وضعت الإنسانية من جديد على المحجة ‏البيضاء ‏التي ليلها ‏كنهارها لا ‏يزيغ عنها ‏إلا هالك.‏

وأضاف الطيب أن من مدهشات ‏هذه الحضارة أنها ‏تبعث الأمل الذي لا ‏حدود له في إعادة ‏التعافي والإحياء والتجديد، حتى وإن كانت الأمة تعاني،‏ وإنها تشبه الجمرة المتقدة التي لا تنطفئ رغم ما يتراكم عليها ‏من ‏طبقات الرماد الكثيف بين الحين والآخر ‏في تاريخها المشرق الطويل.

وأكد فضيلته على أن هذه الحضارة ذات التاريخ المجيد تبدلت بها الأقدار، فصارت ‏تتسول من الغرب ‏فلسفتها وثقافتها ‏ومناهجها في التربية والتعليم ‏والاقتصاد والاجتماع، وكأن أهلها أمة همجية قادمة من مقابر ‏التاريخ لم يكن ‏لهم عهد بعلم، ولا فلسفة، ولا أدب، ولا تشريع، ولا ‏فنون، ولا تاريخ، وكأنهم لم ‏يعلموا الإنسانية ‏كلها، وإن داء هذه الأمة هو ‏‏الفرقة والاختلاف والتنازع الداخلي الذي هو ‏داء خبيث، طالما شكل نقطة ‏الضعف التي نفذ منها المستعمرون ‏لبلاد المسلمين وذلك خلال القرنين الماضيين.

وطرح فضيلة الإمام الأكبر سؤالًا يفرض نفسه على كل باحث هو: كيف يتسالم ‏المسلمون ‏فيما بينهم؟ ولفت إلى إن هذا السؤال تطرحه الساحة الآن بصورة قاتمة، بل شديدة ‏القتامة، حيث يكفي أن نشير فقط إلى أن ‏خطاب الدعوة والدعاة، والذي يناط ‏به جمع الشمل، والتي أصبح في أحيان كثيرة ‏هو المسؤول الأول عن فرقة ‏‏المسلمين وتمزقهم، وبحيث أصبح بأس شباب المسلمين بينهم شديدا كم ‏من ‏مذهب في ساحة الدعوة الآن ‏يقف من وراء تباغض شباب المسلمين ‏وتنابذهم وتدابرهم؟ كما تساءل عن قضايا ‏الأمة المصيرية من اهتمامات ‏‏هؤلاء الدعاة الشباب وهؤلاء الداعيات الشابات؟ وألا تستحق هذه القضايا ‏‏الكبرى حلقة واحدة من حلقاتهم ‏التي تكاد تحرم الحلال وتحلل الحرام؟

شيخ الأزهر

شيخ الأزهر: هل يعلم شبابنا عن القدس وعن المسجد الأقصى؟ 

وأردف فضيلته: هل يعلم شبابنا عن القدس وعن المسجد الأقصى وما يعانيه مثل ما ‏يعلم من خلافيات ‏الأشعرية والسلفية ‏والصوفية؟ وهل يشغل ذهنه البحث في واقع أمته مثل ما يشغله البحث في ‏قضايا ‏خلافية تافهة ولى زمانها؟ وهل يقبل على مقرراته العلمية الجامعية بمثل ما يقبل به على كتب ‏أو كتيبات ‏لهذا الداعية أو ذاك؟ بل كيف أعرض شبابنا عن فرض محتم لازم؛ هو وحدة المسلمين، ‏وتفرغ لفقه يختلط ‏فيه المندوب بالواجب ‏والمكروه بالمحرم؟

وفي ختام الكلمة دعا الدكتور أحمد الطيب أبناء الأمة إلى الجد والعمل وأكد أن الوقت الآن وقت جد وعمل، ‏وليس وقت خطب ومواعظ، إذ أن الأمم من ‏حولنا تعمل في صمت مريب وفي ‏تدبير ومكر شديدين، وقد مللنا ‏من ‏الكلام الذي لا يثمر عملا على أرض الواقع، وتابع:‏ أذكركم بالمقولة الذهبية لإمام دار الهجرة وإمامنا الإمام ‏مالك ‏رضي اللَّه عنه وأرضاهُ حين قال: أَكرَهُ الكلامَ فيما ليسَ تحتَه عملٌ.‏

تابع أحدث الأخبار عبر google news