أحدث الأخبار
الجمعة 18 أبريل 2025
رئيس التحرير
محمد أبو عوض
رئيس التحرير التنفيذى
أحمد حسني

محمد الغريب يكتب: أسامة الأزهري.. من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين

محمد الغريب يكتب:
محمد الغريب يكتب: أسامة الأزهري

حالة من التفاؤل رافقت تقلد الوزير أسامة الأزهري لحقيبة الأوقاف بعد 11 عامًا من تحمل مسؤوليتها الدكتور محمد مختار جمعة بما قدمه من مواقف لاستعادة المساجد والمنابر وإعادة دورها الريادي في تنشئة الأطفال وتعليم الكبار من خلال برامج متنوعة وملتقيات فكرية وندوات وغيرها.

من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين

إلا أن في الأزهري الذي صرح منذ اللحظات الأولى لتقلده المنصب عنايته بالإمام من الناحية الفكرية وبحثه الدؤوب عن الأئمة المثقفون لغويًا وعلميًا ما ينذر بحقبة لا تقل أهمية عن الحرب الفكرية والعسكرية التي انتهجتها الدولة إبان ثورة 30 يونيو، فالوزير الجديد للأوقاف معروف عنه الفصاحة والرزانة والقدرة على الإقناع والمبارزة في امتاع.

يتذكر الجميع مواقفه في الحوار مع المخالفين وحرصه على أن يكون الرد حجة بحجة، فكان لصمته وقتما يتحدث الحبيب الجفري ردًا على البحيري أبلغ من الحديث وكأنه يرسل لمخالفه أننا جئنا لنتعلم ونواجه ونفند لا أن نقاتل ونستغل ضعيف الشبهة، وكان أدبه في الرد على شبهات تكوين وفق كوكبة مختصة من الأزاهرة ما يبشر في القدرة على حسن استثمار الفرصة.

لازلت متوقفًا أمام تعقيبه على مباركة أحد الأئمة وهو يذكره بأنه مازال عالقًا بأذهانه كيف كان هذا الإمام وأنه بانتظاره وانتظار الكفاءات من أمثاله، وكأنه يدعو المرتعدين والمبتعدين لحقبة سالفة إلى الظهور وتبوأ منازلهم دون رهبة أو تردد.

الأزهري الذي يؤمن بضرورة فهم النصوص من خلال إنشاء «هيرمينوطيقا إسلامية»، تكون نابعة ومستمدة من مناهج الفهم العريقة التي أسستها الأمة عبر تاريخها العلمي الطويل، وإعادة التعامل مع العلوم الشرعية من خلال نظرة كلية أرسى دعائمها علماء الأمة الأجلاء أمثال أبو حامد الغزالي في المستصفى، وابن خلدون في المقدمة، والعلامة سعد الدين التفتازاني (التفتزاني) وأمثالهم ممن اهتموا بتعريف العلم وحتى من المعاصرين من أمثال الطاهر بن عاشور.

يحمل الوزير الجديد في جعبته مؤلفات ومؤهلات تجعله قادرًا على أن يعطي الكثير للأئمة، وأتوسم أن يكون لهذا العالم بما أفآء الله سبحانه وتعالى عليه من العلم سلوك دربٍ من الدروب الصعبة ليجعل من الإمام مجددًا لا مقلدًا، متحاورًا ومتجاوبًا مع متطلبات الشارع لا مرددًا لكلمات أضيفت لقالبٍ من الجمود فرض عليه تحت مسمى «الخطة الخمسية للخطب»، فقد آن الأوان لأن يتفرغ الإمام لمهمته في نشر الوعي وأن يكون مفقهًا ومُعلمًا وهاديًا ورسولًا في وجه التحديات.

تابع أحدث الأخبار عبر google news