زي النهارده سنة 972م افتتاح الجامع الأزهر.. اعرف تاريخه وأول صلاة جمعة أقيمت به

في يوم 21 يونيو 972 م رُفعت قبة الجامع الأزهر الشريف في مدينة القاهرة، مما أسّس لإحدى أقدم وأهم مؤسسات التعليم والدين في العالم الإسلامي، الجامع الأزهر الذي لا يمثل مجرد مؤسسة دينية، بل يشكل رمزاً حضارياً وتعليمياً يحتفظ بتراثه العريق على مر العصور.
وهو أقدم جامعة عالمية متكاملة، ومن أهم المساجد الجامعة في مصر وأشهرها في العالم الإسلامي، احتضنت أروقته الملايين من طلاب العلم ومعلميه، حتى غدا قِبلة العلم لكل المسلمين، ومنهل الوسطية، ومنارة الإسلام الشامخة، وقد تجاوز عمره الألف سنة، متحملًا مسؤوليته العلمية والدينية والوطنية والحضارية تجاه الشعب والأمة الإسلامية كلها، فكان لها رمزًا حضاريًا، ومرجعًا علميًا رئيسًا، ومنبرًا دعويًا صادقًا.
الأمر ببناء الجامع الأزهر
أقيم الجامع الأزهر بأمر من الخليفة الفاطمي المعز لدين الله، وكان تحقيقاً لرؤيته في بناء مركز علمي وديني يخدم المسلمين، وقد شهد الجامع تطوراً مستمراً عبر العصور، حيث تجمعت فيه العلوم الشرعية والعربية والإسلامية بأشكالها المختلفة.
🕌إنشاء الجامع الأزهر
تم إنشاء الجامع الأزهر على يد جوهر الصقلي قائد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله في 24 جمادى الأولى 359هـ/ 4 أبريل 970م، أي بعد عام من تأسيس مدينة القاهرة، واستغرق بناؤه ما يقرب من 27 شهرًا، حيث افتُتِح للصلاة في يوم الجمعة 7 رمضان 361هـ الموافق 21 يونيه 972م، وألقيت فيه أول خطبة جمعة، وما لبث أن تحول إلى جامعة علمية، وأُطلق عليه اسم الجامع الأزهر نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء ابنة النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وزوجة الإمام علي بن أبي طالب ــ رضي الله عنه ــ التي ينتسب إليها الفاطميون على أرجح الأقوال.

🕌تطور الجامع الأزهر عبر العصور
بعد زوال دولة الفاطميين على يد السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي في الثالث من المحرم 567هـ/ 11 سبتمبر1171م عطَّل صلاة الجمعة في الجامع الأزهر، وأنشأ عدة مدارس سُنِيَّة لتنافسه في رسالته العلمية؛ للقضاء على المذهب الشيعي في مصر، واستطاع بهذه الخطوة أن يعيد إلى مصر المذهب السني بحيوية ونشاط، فانتهت بذلك علاقة الجامع الأزهر بالمذهب الشيعي.
وقد شهد الجامع الأزهر تحولًا كبيرًا في ظل الحكم المملوكي (648 ـــ 923هـ/ 1250 ـــ 1517م)؛ فأعيدت فيه صلاة الجمعة في عام 665هـ/ 1267م، وسرعان ما اتجه السلاطين المماليك للعودة بالأزهر إلى نشاطه العلمي، وتوجيه هذا النشاط توجيهًا سُنيًا (وفق المذاهب الأربعة)، وقد استأثر الجامع الأزهر في هذا العصر بالزعامة الدينية والعلمية معًا، وأصبح المركز الرئيسي للدراسات السُّنيَّة في مصر والعالم الإسلامي، لا سيما بعد سقوط بغداد في الشرق، وتصدع الحكم الإسلامي في الأندلس وشمالي أفريقيا، وتركزت آمال المسلمين فيه، فقام بمهمته العلمية والدينية التي ألقتها عليه الأقدار خير قيام، وغدا بمثابة الجامعة الإسلامية الكبرى التي يقصدها طلبة العلم من كل فج عميق، وأصبح مقصِدًا لعلماء العالم الإسلامي في مشارق الأرض ومغاربها.
وكثُرت العلوم التي كانت تدرس بالجامع الأزهر في ذلك العصر، وتنوعت إلى دراسة فروع العلوم العَقَديَّة والشرعية والعربية والعقلية، فضلًا عن دراسة علم التاريخ وتقويم البلدان وغيرها من العلوم، كما تم إنشاء ثلاث مدارس وإلحاقها بالجامع الأزهر وهي: (الطيبرسية، الآقبغاوية، الجوهرية)، ورتبت فيها الدروس؛ مما أدى إلى إثراء الحركة العلمية بالجامع الأزهر، إلَّا أن أهم ما يميز الأزهر في العصر المملوكي هو نشأة مساكن للطلبة الوافدين والمصريين فيه عرفت بالأروقة.
وفي ظل الحكم العثماني لمصر (923 ـــــ 1213ه/ 1517 ـــــ 1798م) احتفظ الجامع الأزهر على مدار ثلاثة قرون بقوته وتقاليده، ومضى يؤدي رسالته باللغة العربية في الحَقْلًيْنِ الديني والتعليمي، وظل موطنًا للدراسات الدينية، وملاذًا للغة العربية، وكعبة علمية يفد إليها أعلام الفكر الإسلامي يتصدرون الحلقات الدراسية في رحابه، وقد بلغ أثره في الحياة المصرية من القوة والعمق والذيوع؛ ما جعله يحافظ على الطابع العربي لمصر طوال فترة الحكم العثماني، كما توافد عليه طلاب العلم من مختلف أنحاء العالم الإسلامي لينهلوا من شتى المعارف التي تُدَرَّس فيه، ومن أهم ما يتميز به الأزهر في ذلك العصر هو ظهور منصب شيخ الأزهر.

🕌عمارة الجامع الأزهر على مرّ العصور
حظي الجامع الأزهر على مرّ العصور منذ نشأته وحتى وقتنا الحاضر باهتمام الخلفاء والسلاطين والأمراء والحكام بعمارته من حيث التوسعة والإنشاءات والترميم، لا سيما العصر المملوكي، وكان آخرها أعمال الترميم الشاملة التي انتهت في عام 1439هـ/ 2018م والتي استمرت ثلاث سنوات تقريبًا، وتبلغ مساحته 12 ألف متر مربع تقريبًا.
🕌متى أقيمت أول صلاة جمعة بالجامع الأزهر؟
فى يوم 17 ديسمبر من عام 1267 أقيمت صلاة الجمعة لأول مرة في الجامع الأزهر في القاهرة وذلك في عهد السلطان الظاهر بيبرس، بعد ما يقرب من قرن من غلق المسجد، حيث أهمل المسجد خلال حكم السلالة الأيوبية لمصر، وحظر القاضى صدر الدين بن درباس، الصلاة فيه.
تابع أحدث الأخبار عبر