خطبة يوم عرفة.. الشيخ ماهر المعيقلي: الحج ليس مكاناً لترديد الشعارات السياسية
في خطبة يوم عرفة، أكد الشيخ ماهر بن حمد المعيقلي، إمام وخطيب المسجد الحرام، أن الحج ليس مجرد فرصة لترديد الشعارات السياسية، بل هو مناسبة لتعزيز السلامة واستقرار الحياة، ونشر الأمن، وتحقيق المصالح الدينية والدنيوية للناس.
أهمية الحج ومقاصده الشرعية
وحث المسلمين على التعاون في سبيل هذه القيم، اقتداءً بتعاليم الإسلام ولرغبة في رضا الله وثوابه في الآخرة، كما دعا إلى عدم السماح لأي أحد بالتأثير في القيم الشرعية التي تحفظ هذه الضروريات.
وشدد المعيقلي على أهمية تربية الأجيال على احترام هذه القيم، مشيراً إلى أن المحافظة عليها لها أهمية كبيرة في كل زمان ومكان، خاصة في مناسبة الحج التي تبرز فيها شعيرة العبادة والخضوع لله، بعيداً عن الشعارات السياسية والانقسامات، وأوضح أن وقوف الحجاج في عرفات يعكس اختيارهم الحقيقي للطاعة والعبادة، مؤكداً على أنها فرصة عظيمة لتضاعف الحسنات ومغفرة الذنوب، ولرفع درجاتهم عند الله.
وأشار المعيقلي إلى أن القرآن نزل رحمة وإصلاحاً للبشرية، وأن دعوة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) كانت لمصلحة الناس ورحمة من الله لهم. وأكد أن من أظهر التقوى ينال الفوز في الدنيا والآخرة، مبيناً أن تقوى الله تتضمن تفريد العبد لربه بالعبادة وعدم إشراك أحد معه فيها، معبّراً عن أن هذا هو المعنى الحقيقي لشهادة التوحيد: "لا إله إلا الله"، التي هي أساس الإسلام ومفتاح النجاة.
الأبعاد الدينية والروحانية لوقوف الحجاج في عرفات
قال الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي، إمام وخطيب المسجد الحرام، في خطبته أمام حجاج بيت الله الحرام على مشعر عرفات، إنهم يقفون اليوم في موقف عظيم يباهي الله بهم أمام ملائكته، في مكان شريف وزمان فاضل، حيث تتضاعف الحسنات وتغفر السيئات، وترتفع الدرجات، حثهم على تركز الاهتمام باتباع سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي أقام في هذا الموقع وصلى به الظهر والعصر جمعاً وقصراً، ثم وقف بعدها يذكر الله ويدعوه حتى غرب الشمس.
وفيما يتعلق بالتوسعات التي شهدها مسجد نمرة، ثاني أكبر مسجد في منطقة مكة المكرمة بعد المسجد الحرام، تحدث عن التوسعة الضخمة التي أجريت في عهد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، حيث بلغت تكلفتها 237 مليون ريال، ممتدة على مساحة 110 ألف متر مربع، ومزودة بساحة مظللة تتسع لحوالي 400 ألف مصلي. وأوضح أن المسجد يضم ستة مآذن، كل منها ارتفاعها 60 متراً، وثلاث قباب، إضافة إلى عشرة مداخل رئيسية تحتوي على 64 باباً، وغرفة مجهزة للإذاعة الخارجية لنقل الخطب والصلوات في يوم عرفة بواسطة الأقمار الصناعية.
مسجد نمرة: التاريخ والتطويرات الحديثة
تم إنشاء مسجد نمرة في مكان خطبة الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، في أول عهد الخلافة العباسية في منتصف القرن الثاني الهجري. يقع المسجد إلى الغرب من المشعر في وادي عرنة، الذي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الوقوف فيه، حيث قال: "وقفت هاهنا وعرفات كلها موقف إلا بطن عرنة"، حيث بطن وادي عرنة ليس جزءًا من عرفة، لكنه قريب منه.
وقامت وزارة الشؤون الإسلامية بإتمام الأعمال الفنية للمسجد، بما في ذلك الصيانة والتشغيل والنظافة، وتزويده بالسجاد الفاخر وتحسين أنظمة التكييف وتنقية الهواء، إضافة إلى صيانة المولدات الكهربائية، لضمان أداء الحجاج لمناسكهم بسهولة ويسر وبأمانة.
تابع أحدث الأخبار عبر
