أحدث الأخبار
الأربعاء 16 أبريل 2025
رئيس التحرير
محمد أبو عوض
رئيس التحرير التنفيذى
أحمد حسني

الناجي الوحيد من مذبحة الإسكندرية.. «الحادثة» يوضح الآثار النفسية على الطفل

الطفل الناجي من مذبحة
الطفل الناجي من مذبحة الإسكندرية

صدمة نفسية كبيرة تعرض لها طفل، لا يزال في عمر الزهور، عمره 8 سنوات، ويدعى "يس"، عندما شاهد والده يقتل أشقائه الثلاث ووالدته وجده وجدته وخاله بطلقات رصاص، وصل عددها إلى 30 طلقة، وكان هذا الطفل هو الناجي الوحيد من مذبحة الإسكندرية، التي قتل فيها 7 أفراد من أسرة واحدة، أمام أعين الطفل الصغير، بسبب خلافات بين الأب والأم، طلبت على أثرها الأم الطلاق، وهو الأمر الذي أغضب الزوج، فأقدم على فعلته بعد فشل مساعيه في الصلح، وإرجاع الزوجة إلى مسكن الزوجية.

صدمة نفسية 

هذا الطفل تعرض لصدمة نفسية كبيرة ستلقي بآثرها عليه طيلة حياته، إن لم يلق الدعم الكاف والاحتواء ممن حوله، ومن شخص مقرب له يحبه ويثق فيه، بعد أن شاهد مجزرة لا يتحملها أى شخص، فكيف إذا لقاها طفل لا يزال يحبو خطواته الأولى في الحياة.

رأى الطب النفسي

في هذا السياق أوضح جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن الطفل سيواجه مشكلة وصدمة نفسية عنيفة، فبعد أن كان هذا الطفل يعيش وسط أهله فجأة وجد نفسه وحيداً، وهى صدمة لا يتحملها أى شخص، ولو هناك جينات وراثية لأى مرض نفسي في الأسرة، وهذا وارد بعد تصرف الأب الانفعالي، ووارد أن يؤثر عليه بصورة سلبية ويظهر عليه المرض. 

لفت فرويز، أن الأمر الآخر هو الدخول في انطوائية شديدة، أو أن يصبح لديه سلوكيات عنيفة مع الآخرين، كلاهما وارد طبقاً للجينات الوراثية، وهنا يحتاج إلى اهتمام عاطفي شديد،  لتعويضه عن أسرته.

أضاف فرويز في تصريحه لـ «الحادثة»، أن وضع الطفل في دار إيواء سيزيد الأمر صعوبة وسيؤثر عليه نفسياً بشكل كبير، نتيجة الصدمة الكبيرة التي تعرض لها الطفل، بعد وفاة تقريباً كل أسرته، فما يحتاج إليه اجتماعياً هو أسرة تحتضنه عاطفياً، وقد يكون هذا الشخص من أحد أقاربة، الذين يؤتمن عليه لديهم، مثل الخالة على سبيل المثال.

فقدان الثقة

اتفق معه في الرأى،  الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، حيث أشار إلى أن هذا الطفل، سيصاب بالخوف من الكبار، وفقدان الثقة في القائمين على العملية التربوية، سواء الأجداد أو الأعمام، وفيما بعد المعلمين ومشرفي النشاط.

كما لفت، أن هذا الطفل سيظل متأثرًا بهذه الحالة في جميع مراحل حياته، مما يؤثر على الحياة الاجتماعية الخاصة به بشكل كبير، مشيراً أنه قد يصاب بالخرس الاختياري، بسبب الصدمة النفسية، وقد يصاب بتبول لا إرادي أو تطارده أحلام وكوابيس مزعجة.

نوبات الفزع من الموت

أيضًا أضاف، أن الطفل قد يصاب بشعور الوحدة النفسية، ونوبات الفزع من الظلام، وسوف يطارده قلق الخوف من الموت، ويقلقه كل المظاهر المتعلقة بالموت، فضلاً عن العزوف الاجتماعي والانسحاب الاجتماعي المتتالي، إلى جانب نوبات متتالية في الاكتئاب، وقد ينتابه في مرحلة المراهقة هلاوس سمعية وبصرية.

أضاف، أنه قد يصاب باضطرابات الكلام وصعوبة في التكيف الاجتماعي، وما يحتاج إليه هذا الطفل هو احتواء ودعم من المقربين، ومن شخص يحبه يبث له مشاعر الحب والحنان، وتغيير المكان الذي يسكن فيه وممارسة النشاط الاستزراعي وتربية حيوان أليف على سبيل المثال، وممارسة نشاط مثل الرسم يسقط من خلاله كل المشاعر السلبية على الورق.

تابع أحدث الأخبار عبر google news