أحدث الأخبار
السبت 19 أبريل 2025
رئيس التحرير
محمد أبو عوض
رئيس التحرير التنفيذى
أحمد حسني

القارئ الشيخ محمد محمود عوض.. سفير القرآن الكريم

الشيخ محمد محمود
الشيخ محمد محمود عوض

القارئ الشيخ محمد محمود عوض سفير القرآن الكريم.. أحد كبار قراء القرآن الكريم، تميز بإتقانه لأحكام التلاوة، ووهب نفسه لنشر آيات القرآن الكريم في مختلف دول العالم الإسلامي والأجنبي على مدار 40 عامًا. وشارك في إحياء الاحتفالات الدينية، خاصةً في ليالي شهر رمضان المبارك. برع الشيخ محمد محمود عوض بصوته العذب، الذي أسهم في هداية العديد من أهالي البلدان التي زارها إلى الإسلام، فكان صوته أحد أسباب هدايتهم. في هذا الموضوع نتناول سيرة الشيخ محمد محمود عوض ومسيرته مع القرآن الكريم.

سيرة الشيخ محمد محمود عوض

في قرية من قرى محافظة دمياط، ولد الشيخ محمد محمود عوض في الخامس من يناير عام 1933. ورث من والده حلاوة تلاوة القرآن، فكان قارئًا للقرآن الكريم يحيي السهرات الرمضانية لأهالي قريته. تميز محمد عوض بالتقوى والوقار، وكان ينشُد أن يكون ابنه "محمد" امتدادًا له في مسيرة حياته. إلا أن القدر لم يُمهله طويلًا، فقد فارق الحياة بينما كان محمد في السادسة من عمره. عرف شقيق زوجته ما كان يتمناه الوالد لابنه، فكان خير خلف له. تكفل برعاية محمد وحرص على تحقيق حلم والده، فكان يصحبه معه في السهرات الرمضانية، تلك التي اعتاد الوالد حضورها.

الشيخ محمد محمود عوض

في إحدى تلك السهرات، لفت انتباه الطفل، الذي لم يتجاوز السابعة من عمره، أسلوب الشيخ "محمد التمامي" في تلاوة القرآن الكريم. أمعن محمد في الإنصات، حتى لفت انتباه الشيخ نفسه، الذي انبهر بتفاعل الطفل. استفسر الشيخ من خال محمد عن ذلك الطفل المميز، وبشره بأن له مستقبلًا باهرًا مع القرآن الكريم. طلب الشيخ من الخال أن يحضر له محمد كل يوم ليتولى تحفيظه القرآن الكريم.

صدق حدس الشيخ التمامي، ففي غضون أربع سنوات فقط، أتمّ الطفل محمد حفظ القرآن الكريم كاملاً. وبات أول خريج من مدرسته يحفظ القرآن الكريم مع إتقان أحكام التلاوة والتجويد. تميز محمد في جميع المسابقات التي نظمتها وزارة المعارف لحفظ القرآن الكريم، ونال المركز الأول بجدارة.

الشيخ محمد محمود عوض

التحاق الشيخ محمد محمود عوض بالإذاعة

في عام 1977، أثبت الشيخ محمد عوض تميزه في مسابقة القراء بالإذاعة المصرية، فتم اعتماده كقارئ رسمي. ونال إعجاب رئيس اللجنة الشيخ عبدالجليل عيسى الذي أشاد بجمال صوته وقوته. أصبح الشيخ محمد عوض سفيرًا للقرآن الكريم ومصر في مختلف أنحاء العالم. شارك في العديد من البعثات التي نظمتها وزارة الأوقاف لإحياء الاحتفالات والمناسبات الدينية في مختلف بلدان العالم.

زار الشيخ محمد عوض قارات العالم الخمس، وذكر في حديث له مع جريدة الجمهورية نشر في 5 مارس 1994، أنه زار إسبانيا والبرتغال ورومانيا وتنزانيا. وتذكر الشيخ في حديثه أن التنزانيين يعيشون في بيئة جبلية مليئة بالأشجار المتباعدة. ويجتمعون للصلاة ويحبون سماع القرآن الكريم، كما يهتمون بطرح الأسئلة حول الدين الإسلامي.

في سبتمبر 2002، فارق الشيخ محمد عوض الحياة عن عمر يناهز 69 عامًا. خلّف الشيخ إرثًا عظيمًا من التلاوة القرآنية التي نالت إعجاب المسلمين في جميع أنحاء العالم. لم تقتصر إسهامات الشيخ على التلاوة فقط، بل كان أيضًا مصدرًا للفهم والتفسير لأمور الدين الإسلامي. رحل الشيخ محمد عوض، تاركًا خلفه بصمةً لا تُمحى في قلوب محبيه.

الشيخ محمد محمود عوض
تابع أحدث الأخبار عبر google news